الأحد 8 أكتوبر 2023 – 02:14
قاموسٌ محبٌّ للمغرب صدرَ باللغة الفرنسية للكاتب المغربي الفرنسي الطاهر بنجلون، الحاصل على جائزة “غونكور” الرفيعة في مجال الكتابات الفرنكفونية، يرسم فيه صورته عن البلاد، كما عاشها، وكما حملها معه مهاجرا عبر العالم، دون إغفال صعوبات تمسّ يوميّ المواطنين رصدَ استمرارها بالبلاد في المجالين الإداري والثقافي خاصة.
ويقدم بنجلون في هذا العمل الجديد، الصادر عن دار نشر “بلون” الفرنسية، صورة للمغرب كما يراه “منذ فتح عينيه بالمدينة العتيقة بفاس”، وكتب “أجمل بلد في العالم، كما نصفه بيننا كمغاربة. هذه مفارقة بالكاد. جماله، ونوره، وعجائبه؛ احتفى بكل هذا رسامون، وسينمائيون، لا نشك لحظة في الانبهار الذي يمارسونه على الأجانب، سواء كانوا سياحا أو مؤرخين أو إثنولوجيين أو علماء آثار أو فنانين أو غيرهم”.
ويضيف “أحب بلدي. كلما أسافر في العالم أكثر أحبه. وكلما وجدت نفسي بقطر بعيد ومضياف أطرح سؤال هل يمكنني العيش فيه. دون حاجة للتفكير: لا”.
ويحكي أنه بين سنوات 2006 و2010 غادر فرنسا وقطن بطنجة مع جزء من عائلته، مضيفا “استفدت من تسهيلات الحياة اليومية، لكنني عانيت من إدارتها. فساد في كل المستويات. غياب للثقافة، من متاحف، ومسارح، ولم تكن إلا مكتبتان تستحقان هذا الاسم في مدينة بها مليون ساكن”.
لكن “المغرب يتبعني أنّى ذهبت”، ومغاربة العالم “لم يسوّوا أبدا علاقتهم بالحنين. لكن مع ذلك العمل والعيش بالمغرب بعيد عن أن يكون أمرا عاديا. هناك مشاكل بمختلف الأشكال، من أكثرها عبثا إلى أكثرها تعقيدا، ويواجهها دائما المواطن المغربي. لقد ورثنا البيروقراطية الفرنسية بشهيتها الكبيرة للأوراق. لكن ومثل السحر تبزغ حلول في أقل اللحظات التي ننتظرها فيها”.
هذا القاموس “البورترِي” للمغرب “ذاتي، عميق، ومن الداخل”، ويقول كاتبه: “هو ما أحمله فيّ منذ فتحت عيني بالمدينة القديمة بفاس، صباح خميس من شهر دجنبر سنة 1947، وهو ما لن أتخلى عنه أبدا”.
والطاهر بنجلون هو أول روائي مغربي يحصل على جائزة “غونكور” الفرنسية ذائعة الصيت سنة 1987، وهو عضو أكاديمية “غونكور” منذ سنة 2008، ومن أبرز أقلام الكتابة الأدبية باللغة الفرنسية عالميا.
المصدر: وكالات