أيدت محكمة جنح الدقي الحكم السابق بإدانة الفنان المصري محمد رمضان، حيث قررت تأييد عقوبة السجن لمدة عامين وغرامة مالية قدرها 10 آلاف جنيه، على خلفية اتهامه بنشر محتوى غير مرخص، وتحديداً أغنيته المثيرة للجدل “رقم واحد يا أنصاص”. هذا الحكم يضع الفنان رمضان في موقف قانوني معقد ويثير تساؤلات حول تنظيم المحتوى الفني في مصر.
جاء تأييد الحكم بعد رفض المحكمة للاستئناف الذي قدمه رمضان على الحكم الأولي، وذلك لعدم حضوره شخصياً جلسة الاستئناف. وفقاً للإجراءات القانونية، يعتبر حضور المتهم واجباً أمام محكمة الاستئناف، وإلا فإن الاستئناف غير مقبول. ويحق لرمضان، بحسب ما ذكرته مصادر إخبارية، تقديم استئناف آخر خلال 10 أيام من تاريخ صدور الحكم الحالي.
تفاصيل القضية وتهمة نشر محتوى غير مرخص
تعود جذور هذه القضية إلى شهر أغسطس الماضي، عندما تقدم محام ببلاغ ضد محمد رمضان، يتهمه بنشر أغنية “رقم واحد يا أنصاص” دون الحصول على التراخيص اللازمة من الجهات المختصة. يزعم البلاغ أن كلمات الأغنية تتضمن تحريضاً على العنف وتتعارض مع القيم والأخلاق المجتمعية السائدة في مصر والعالم العربي.
وبعد التحقيق في البلاغ، قررت النيابة العامة إحالة القضية إلى المحكمة المختصة، حيث تم تحديد جلسة للنظر فيها. وقد أثارت الأغنية جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انتقدها البعض بشدة واعتبروها مسيئة، بينما دافع عنها آخرون واعتبروها تعبيراً عن رأي فني.
رد فعل محمد رمضان والدفاع عن نفسه
في وقت سابق، أصدر المكتب الإعلامي لمحمد رمضان بياناً رسمياً نفى فيه صحة الاتهامات الموجهة إليه، مؤكداً التزامه بالقانون واحترامه لجميع الإجراءات القانونية. وأشار البيان إلى أن الفنان قد استوفى جميع التصاريح والتراخيص المطلوبة من الجهات الرسمية قبل نشر الأغنية.
وتأكيداً على ذلك، أكد رمضان في تصريحات سابقة حرصه الدائم على احترام القواعد المنظمة للعمل الفني، وأنه لم يقصد أبداً الإساءة إلى أي شخص أو التحريض على العنف. إلا أن هذه التصريحات لم تمنع المحكمة من تأييد الحكم السابق ضده.
الجدل الدائر حول محمد رمضان واختياراته الفنية
لم تكن هذه القضية الأولى من نوعها التي يواجهها محمد رمضان. فالفنان معروف بتقديم أعمال فنية جريئة ومثيرة للجدل، مما جعله محط اهتمام وانتقاد في الوقت ذاته. وقد تعرض لاتهامات مماثلة في الماضي تتعلق بالمحتوى الذي يقدمه.
وفي حوار حديث مع الإعلامي أنس بوخش، تناول رمضان الجدل الذي أُثير حوله، قائلاً إنه لا يعتقد بوجود كراهية شخصية تجاهه. ومع ذلك، فقد أقرّ بأن بعض اختياراته الفنية قد تُفهم بطرق خاطئة، وتُعتبر مسيئة للآخرين، على الرغم من أنه لم يكن هذا هو قصده.
وأضاف رمضان أن رؤيته الفنية تختلف عن الآخرين، وأن هدفه الرئيسي هو تقديم أعمال جديدة ومبتكرة تثير الإعجاب والدهشة لدى الجمهور. ولكنه يدرك في الوقت نفسه أن هذه الاختيارات قد تثير الجدل والانتقادات، وهو أمر مستعد للتعامل معه.
هذا الحكم النهائي بشأن قضية المحتوى غير المرخص يمثل سابقة قد تؤثر على طريقة تعامل الفنانين مع إنتاج ونشر أعمالهم الفنية في المستقبل، وتسليط الضوء على ضرورة الالتزام بتطبيق قوانين وتنظيمات حماية حقوق الملكية الفكرية وضمان احترام القيم المجتمعية. من المتوقع أن يقدم رمضان استئنافاً جديداً خلال الأيام العشرة القادمة، وسيكون رد المحكمة عليه حاسماً في تحديد مصيره القانوني. يجب متابعة تطورات هذه القضية لمعرفة ما إذا كانت ستؤدي إلى تغييرات في السياسات المتعلقة بإنتاج ونشر الأعمال الفنية في مصر، أو ستظل حالة فردية تتعلق بمحمد رمضان وأغنيته المثيرة للجدل. آثار هذا الحكم قد تمتد لتشمل مناقشات حول حرية التعبير في الفن وحدودها المقبولة.