القدس / عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول
استبعد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الأربعاء، احتمال انضمامه إلى حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووصفها بأنها “مريضة ومختلة ومنكسرة”.
لابيد كان يجيب عن سؤال في حديث لإذاعة “103 إف إم” المحلية بشأن احتمال انضمامه إلى الحكومة من أجل إبرام اتفاق لتبادل أسرى مع حركة حماس.
وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، وتقدر وجود 100 أسير إسرائيلي بقطاع غزة، فيما أعلنت حركة حماس مقتل عشرات من الأسرى لديها في غارات عشوائية إسرائيلية.
وخلال الأشهر الماضية، أكدت حماس مرارا استعدادها لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل أسرى، بل أعلنت موافقتها في مايو/ أيار الماضي على مقترح قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن.
غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تراجع عن المقترح، بطرحه شروطا جديدة أبرزها استمرار حرب الإبادة الجماعية وعدم سحب الجيش من غزة، بينما تتمسك حماس بوقف تام للحرب وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي.
ومشيرا إلى نتنياهو، قال لابيد: “هو لا يريد ذلك (انضمامي إلى حكومته). لم يرغب أبدا ولم يستفسر أبدا ولم يسألني أبدا. هو يريد (وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير، و(وزير المالية بتسلئيل) سموتريش”.
وأضاف: “لن أجلس في حكومات نتنياهو، لأنه لا ينبغي أن يكون رئيسا لوزراء إسرائيل”.
وتتهم المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق للحفاظ على منصبه وحكومته، إذ يهدد وزراء متطرفون بينهم بن غفير وسموتريتش، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها في حال القبول بذلك.
** حكومة مختلة
لابيد شدد على عدم وجود استقرار في حكومة نتنياهو القائمة منذ ديسمبر/ كانون الأول 2022، مستشهدا بتصويت حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف، برئاسة بن غفير، قبل يومين ضد ميزانية الدولة في الكنيست (البرلمان).
ولافتا إلى الأحزاب المشكلة للحكومة، قال لابيد: “إنهم لا يتفقون مع بعضهم. هذه حكومة مريضة ومختلة ومنكسرة. الموازنة مرت بأصوات 59 مقابل 57 معارضا”.
وأضاف: “من المؤكد أن هذه حكومة غير مستقرة. مهمتنا هي الإطاحة بهم.. وسنبذل قصارى جهدنا لإجراء انتخابات في أقرب وقت”.
** جبل الشيخ
وانتقد لابيد توجه نتنياهو إلى المنطقة السورية العازلة من أجل التقاط الصور في قمة جبل الشيخ السوري المحتل.
والثلاثاء، أجرى نتنياهو تقييما ميدانيا للوضع في جبل الشيخ، رفقة عدد من كبار القادة العسكريين والأمنيين، وفق الجيش الإسرائيلي.
وقال لابيد: “لم تتنبأ أي وكالة استخبارية عالمية بسقوط (رئيس النظام السوري بشار) الأسد. لكنهم (الحكومة الإسرائيلية) يقولون الآن إنهم يعرفون كل شيء وإنه من الممكن التقاط الصور في الجولان ويقودوننا إلى مواجهة (جديدة)”.
واستدرك: “كنت وما زلت أؤيد الذهاب إلى جبل الشيخ، لكن لماذا يجب التصوير هناك ويجروننا إلى صراع آخر لستم متأكدين من ضرورته؟”.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أطاحت فصائل سورية بنظام الأسد، وزعمت إسرائيل انهيار اتفاقية فصل القوات مع سوريا، واحتلت المنطقة العازلة السورية منزوعة السلاح في الجولان (جنوب غرب).
كما استغلت إسرائيل هذه التطورات وشنت مئات الغارات الجوية دمرت على إثرها طائرات حربية وصواريخ متنوعة وأنظمة دفاع جوي في مواقع عسكرية عديدة بأنحاء سوريا.
والأحد، وافقت الحكومة الإسرائيلية على خطة قدمها نتنياهو لتعزيز الاستيطان في هضبة الجولان السورية المحتلة، ما أثار انتقادات من دول عديدة والأمم المتحدة.
وجاء احتلال إسرائيل لأراض سورية جديدة في وقت ترتكب فيه بدعم أمريكي إبادة جماعية في قطاع غزة الفلسطيني منذ أكثر من 14 شهرا، كما شنت حربا مدمرة على لبنان بين 23 سبتمبر/ أيلول و27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضيين.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات