تونج إيلي / سيدار جان أرن / الأناضول
– يواجه المتسلقون صعوبات وتضاريس ثلجية للوصول إلى القمم الجبلية، حيث يستمتعون بمراقبة الطبيعية من الأعلى
– يلتقط المتسلقون من الأعلى صورًا للمناظر الخلابة، بالإضافة إلى فرصة مشاهدة بعض الحيوانات البرية عن كثب
– رئيس نادي مونزور للجبال والرياضات الطبيعية: جبال مونزور تختلف بجمالها الطبيعي الذي لا يمكن وصفه بالكلمات
في ولاية تونج إيلي التركية يخوض عشاق التسلق غمار رحلة شاقة وممتعة لتسلق الجبال المكسوة بالثلوج، مرورًا بمسارات جبلية وعرة ومشاهدة جمال القمم البيضاء التي تبهر الأنظار.
يتطلب الوصول إلى هذه القمم الصبر والمثابرة، فيما يستغرق الأمر ساعات طويلة من السير عبر تضاريس جبلية وعرة.
وتُعتبر تونج إيلي (شرق) المشهورة بمعالمها التاريخية والطبيعية والثقافية من أبرز الوجهات السياحية لمحبي الأنشطة الرياضية.
ويختار العديد من الزوار وعشاق الرياضات الجبلية تونج إيلي لممارسة الرياضات المختلفة مثل التجديف والطيران المظلي والرافتينغ أو (رياضة مائية جماعية) والمشي لمسافات طويلة وتسلق الجبال.
وتعد جبال الولاية – يصل ارتفاع بعضها إلى نحو 3 آلاف متر – من أهم المناطق التي تساهم بتطوير السياحة الطبيعية والرياضات الجبلية.
وفي فصل الصيف، تتشح الجبال باللون الأخضر ما يزيد من جمالها الطبيعي، أما شتاءً، فتتغطى بالثلوج لتجذب محبي التسلق من مختلف المدن التركية، وخاصة إيلازيغ وبينغول وإسطنبول ودياربكر وماردين وأنطاليا وموغلا وموش وأرزينجان وأضنة.
ويختار المتسلقون الانطلاق في رحلات يومية للوصول إلى القمم، حيث يصطحبهم مرشدون محليون إلى نقطة معينة بواسطة السيارات، ومن ثم يواصلون السير على الأقدام عبر مسارات جبلية ضيقة.
ومع تقدمهم في المسار، يواجه المتسلقون تحديات كبيرة بسبب كثافة الثلوج والعواصف التي تزداد كلما ارتفعوا إلى مناطق أعلى، لكنهم يواصلون المضي نحو القمم بإصرار وعزم رغم الظروف الصعبة.
وعند وصولهم القمم المكسوة بالثلوج يستمتع المتسلقون بمراقبة الطبيعة من الأعلى، كما يلتقطون صورًا لهذه المناظر، ويشاهدون بعض الحيوانات البرية مثل الذئاب والوشق والحمام البري والوعول.
وآخر تحدٍ للمتسلقين هو تسلق جبل عزيز عبدال، حيث يستغرق نحو 10 ساعات للوصول إلى قمته، في ظل الثلوج الكثيفة التي يبلغ سمكها نحو مترين.
** جبال مونزور توفر فرصًا رائعة للتسلق الاحترافي
وفي حديث للأناضول، أشار إسكندر دوغان، رئيس نادي مونزور للجبال والرياضات الطبيعية، إلى أن النادي ينظم لعشاق التسلق والرياضات الجبلية رحلات أسبوعية إلى الجبال.
وفي معرض وصفه لجبال مونزور، قال دوغان: “زرت العديد من الجبال في مختلف أنحاء تركيا، إلا أن جبال مونزور مختلفة بجمالها الطبيعي الذي لا يمكن وصفه بالكلمات”.
وأردف: “يمكن للزوار اكتشاف جمال هذه المنطقة من خلال المشاركة في رحلاتنا، هذه الجبال توفر لنا ملاذًا للهروب من ضغوط الحياة اليومية”.
وتمتد جبال مونزور على مسافة تقارب 130 كيلومترًا، وتوفر أماكن مثالية للتسلق الاحترافي، حسب المصدر نفسه.
واختتم دوغان بالقول: “أمارس رياضة التسلق منذ 20 عامًا، تسلقت أكثر من 70 قمة في جبال مونزور، بعض هذه القمم تسلقتها عدة مرات، وما زالت هناك مناطق لم أتمكن من الوصول إلى قممها”.
** تطوير قطاع السياحة يُحسّن الوضع الاقتصادي لتونج إيلي
بدوره، أوضح المتسلق محمد بيداف أن جبال مونزور تشكل سلسلة جبلية تمتد من جبال طوروس إلى جبال البحر الأسود، ما يعزز تنوع المناخ في المنطقة.
وأضاف أن ارتفاعات القمم في جبال مونزور تراوح بين 3 آلاف و3 آلاف و500 متر، وأعلى قمة هي قمة “آق بابا”.
وعن الخصائص التي تميز هذه الجبال، قال بيداف إنها الأنواع النباتية والحيوانية المهددة بالانقراض، والحياة الطبيعية.
وذكر أن تطوير رياضة التسلق وأنشطة السياحة الطبيعية، سيساهم بشكل كبير في تحسين الوضع الاقتصادي لولاية تونج إيلي.
وأشار بيداف إلى أن تسلق الجبال في الأجواء الثلجية يعد أمرًا صعبًا، قائلاً: “خلال تسلقنا لجبل عزيز عبدال، بدأنا من ارتفاع ألف و100 متر ووصلنا إلى ألفين و200 متر، كانت القمة جميلة جدًا، وكان الجو مليئًا بروح التعاون”.
أما الممرضة ملك آقطاش، فأكدت أنها نشأت وترعرعت في منطقة ريفية، لذلك فهي تشعر بعلاقة خاصة مع الطبيعة.
** أعشق تونج إيلي وجبال مونزور
وقالت آقطاش: “أحب تونج إيلي وأعشق جبال مونزور، أحاول زيارتها كلما سنحت لي الفرصة، لممارسة رياضة تسلق الجبال”.
وأردفت: “كانت مسارات جبل عزيز عبدال رائعة، في البداية هطل مطر غزير ثم تساقطت الثلوج بغزارة، وفي تلك الأجواء العاصفة واجهنا صعوبة، لكنني استمتعت جدًا وكانت تجربة فريدة”.
أما عدنان دونمز، الذي يعمل مدرسًا في إحدى مدارس تونج إيلي منذ عامين، فقد أكد أنه من محبي التسلق الجبلي.
وتابع: “أشارك بشكل دوري في رحلات التسلق، في آخر رحلة تسلقنا جبل عزيز عبدال في فصل الشتاء، ورغم الثلوج والعواصف، وصلنا إلى القمة”.
واختتم دونمز حديثه بالقول: “أحب جبال تونج إيلي، وفي كل مرة أزور فيها قمة جديدة، أكتشف جمالًا جديدًا.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات