لندن / الأناضول
جددت بريطانيا، الخميس، دعوة رعاياها إلى مغادرة لبنان على خلفية ازدياد حدة التوتر بين إسرائيل و”حزب الله” بعد تفجيرات واسعة طالت أجهزة اتصالات في البلد العربي خلال اليومين الماضيين.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، إنه أجرى محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، أعرب فيها عن قلقه العميق إزاء تزايد التوتر والخسائر في الأرواح بين المدنيين بالبلاد.
وأضاف لامي، في منشور على منصة إكس، أنه خلال المحادثة مع ميقاتي بحث الحاجة إلى حل تفاوضي لإعادة الاستقرار والأمن على طول “الخط الأزرق” الفاصل بين إسرائيل و”حزب الله”.
وتابع: “رسالتي إلى المواطنين البريطانيين في لبنان هي مغادرة البلاد بينما لا تزال الرحلات الجوية التجارية متاحة. التوترات مرتفعة والوضع قد يتدهور بسرعة”.
وفي أغسطس/ آب الماضي، طالبت الخارجية البريطانية، في بيان، رعاياها بعدم السفر إلى لبنان، وحثت المقيمين فيه على المغادرة، بسبب تصاعد المواجهات الحدودية بين “حزب الله” وإسرائيل.
وفي وقت سابق الخميس، كشف أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله، عن تلقي الحزب رسائل تفيد بأن هدف إسرائيل من تفجير آلاف من أجهزة الاتصالات في لبنان، إجباره على التوقف عن إسناد غزة.
وشدد نصر الله، عبر خطاب متلفز، على أن جبهة لبنان “لن تتوقف قبل توقف الحرب” الإسرائيلية على القطاع.
والأربعاء، قُتل 25 شخصا وأصيب 450 آخرون جراء موجة تفجيرات ضربت بشكل متزامن أجهزة اتصال لاسلكية من نوع “أيكوم” في أنحاء لبنان، وفق وزارة الصحة.
وجاءت هذه التفجيرات غداة أخرى مماثلة ضربت أجهزة المناداة الإلكترونية “بيجر”، وأدت إلى مقتل 12 شخصا، بينهم طفلان، وإصابة نحو 2800 آخرين، منهم قرابة 300 بحالة حرجة.
ودون إيضاحات عن الكيفية، حمّلت الحكومة اللبنانية و”حزب الله” إسرائيل المسؤولية عن هذه التفجيرات، وتوعدها الحزب بـ”حساب عسير”.
وتلتزم إسرائيل بصمت رسمي، وتنصل مكتب رئيس وزرائها نتنياهو، في بيان، من منشور لمستشاره توباز لوك، على منصة “إكس”، ألمح فيه إلى مسؤولية تل أبيب عن تفجيرات الثلاثاء قبل أن يحذفه.
فيما أفادت وسائل إعلام أمريكية، بينها صحيفة “نيويورك تايمز” وشبكة “سي إن إن” وموقع “أكسيوس”، بأن إسرائيل وضعت شحنات متفجرة صغيرة داخل أجهزة اتصال “بيجر” مستوردة قبل وصولها إلى لبنان، ثم فجرتها عن بعد.
وأدانت دول عديدة تفجير أجهزة الاتصال وأعربت عن تضامنها مع لبنان، فيما أكدت منظمات حقوقية دولية، بينها “هيومن رايتس ووتش”، أن مثل هذه التفجيرات تعرض حياة المدنيين للخطر وتنتهك قوانين الحرب.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل أسفر عن مئات القتلى والجرحى معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، ما خلف أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات