لندن / الأناضول
** عمدة لندن صادق خان للأناضول:
– واجبي بصفتي رئيسا لبلدية لندن العمل على جعل المدينة آمنة لجميع ساكنيها لا سيما المسلمين
– المسلمون مواطنون بريطانيون لم ينتهكوا القانون ولم يرتكبوا أي خطأ لكنهم ما زالوا خائفين
– خطابات بعض السياسيين تحرض على المسلمين وتصف وجودهم في البلاد بأنه “احتلال”
اعتبر عمدة لندن صادق خان أن اليمين المتطرف في بريطانيا يستهدفه لكونه مسلما، مشددا على ضرورة استخدام السياسيين لغة خطاب بعيدة عن التحريض.
وفي مقابلة مع الأناضول، تطرق خان، ذو الأصول الباكستانية، إلى الإجراءات المتخذة ضد اليمين المتطرف في المدينة، والخطوات التي يمكن اتخاذها على وسائل التواصل الاجتماعي لمكافحة الكراهية والعنف، وتأثير اللغة التي يستخدمها السياسيون على أفعال اليمين المتطرف.
وأشار إلى أن اليمينيين المتطرفين استهدفوا المسلمين وذوي البشرة المختلفة عنهم، عقب حادثة الطعن في ساوثبورت التي قُتل فيها 3 أطفال في يوليو/ تموز الماضي.
ويتعرض المسلمون والمؤسسات الإسلامية في بريطانيا لاعتداءات في الآونة الأخيرة وأصبحوا مستهدفين بسبب الأحداث التي أشعلها اليمينيون المتطرفون منذ 29 يوليو الماضي.
وبدأ العنف اليميني المتطرف في بريطانيا بعد هجوم وقع في مدينة ساوثبورت أسفر عن مقتل 3 أطفال وإصابة 10 أشخاص، من بينهم 8 أطفال، ثم اتسعت رقعته إلى أرجاء البلاد.
ولفت خان إلى الهجمات على المساجد واستهداف سيارات المسلمين وإحراق فندق يقيم فيه لاجئون، والهجوم على رجال شرطة يحمون المسلمين.
وفي إشارة إلى اجتماعه مع ممثلي الجالية المسلمة، قال خان: “الجالية خائفة، والأسر التي سيذهب أطفالها إلى المدرسة خائفة”.
وأوضح أن واجبه بوصفه رئيسا لبلدية لندن العمل مع الشرطة والحكومة وسكان لندن لجعل المدينة آمنة لجميع ساكنيها لا سيما المسلمين.
وأضاف: “هم (المسلمون) مواطنون بريطانيون، لم ينتهكوا القانون، ولم يرتكبوا أي خطأ، لكنهم ما زالوا خائفين”.
وأردف عمدة لندن: “أعلم أنني مستهدف لكوني مسلما، ولهذا لدي حماية من عناصر الشرطة”.
وتابع: “تحدثت مع أفراد أسرتي وأصدقائي، هم خائفون أيضا لأنهم مسلمون. كما تعلمون، المتطرفون اليمينيون لا يفرقون بين هذا المسلم أو ذاك، فكلنا هدف لهم”.
** قوانين لوسائل التواصل الاجتماعي
وفي إشارة إلى أن الحكومة والسلطة القضائية تتخذان “خطوات سريعة” ضد اليمينيين المتطرفين الذين يهاجمون المساجد والأشخاص، أكد عمدة لندن أن جرائم الكراهية مثل العنصرية ومعاداة المسلمين ومعاداة السامية تستمد قوتها من وسائل التواصل الاجتماعي.
واستشهد في هذا الشأن بانتشار أخبار على وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بأن منفذ هجوم ساوثبورت كان مسلماً رغم أنه لم يكن كذلك.
وأكد خان ضرورة وجود قوانين لوسائل التواصل الاجتماعي، لأن هذه الوسائل تعطي انطباعاً “بأنه لا توجد قواعد على الإطلاق”.
وألقى باللوم على الحكومة البريطانية السابقة في دخول “قانون أمن الإنترنت” حيز التنفيذ العام المقبل، مطالباً الحكومة الجديدة بسن ومراجعة هذا القانون في أقرب وقت.
وخاطب شركات التواصل الاجتماعي قائلا: “إذا لم تتحملوا المسؤولية فلا تتفاجأوا من سن قوانين تنظيمية”.
** خطابات تحريضية
وفي معرض حديثه عن تأثير السياسة اليومية والخطابات السياسية على العنف اليميني المتطرف في بريطانيا، قال خان: “على السياسيين الجيدين أن يكونوا مثل المعلمين. يجب علينا تثقيف الناس، لا التقليل من شأنهم”.
وأضاف: “يستخدم سياسيون كلمة ’الاحتلال’ عندما يتعلق الأمر بالهجرة”.
وذكَّر باستخدام سياسي بارز في حزب المحافظين عبارات مثل: “هذا بلد إسلامي”، و”لندن يديرها إسلاميون”.
وفي إشارة إلى أن هذه الخطابات تجعل المسلمين واللاجئين والمهاجرين يبدون كأنهم أعداء، قال خان: “لا يعتقدون أننا بشر، يعتقدون أننا أقل من البشر. وهذا غير صحيح. هذا يتسبب في حرق الفنادق التي يقيم فيها اللاجئون”.
وأكد ضرورة “اختيار السياسيين لغة صحيحة لأن المسلمين يشعرون بالخوف نتيجة لذلك”.
ولفت إلى أن الشرطة زارت جميع المساجد في لندن وبدأت اتخاذ التدابير اللازمة خارجها أثناء صلاة الجمعة، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية توفر حراسة خاصة للمساجد التي تطلب ذلك.
وقال خان: “للأسف تحتاج المساجد إلى هذا الدعم لأنها مستهدفة، كثير من الناس لا يذهبون إلى المساجد للصلاة لأنهم خائفون”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات