قهرمان مرعش / سنان دوروق / الأناضول
– سلطان أوزتورك تعمل مشغلة رافعة في قهرمان مرعش لترميم منطقة الزلزال
– أوزتورك: أشغل رافعة ارتفاعها 27 مترًا وتزن 8 أطنان وأعمل منذ 6 أشهر
– العمل في مجال تشغيل الرافعات كانت المهنة التي حلمت بها
– في بداية مسيرتي المهنية عانيت لكوني امرأة لكنني نجحت بتشجيع زملائي
ما تزال الحكايات تتوالى بشأن الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا في 6 فبراير/ شباط 2023، والذي وصف بـ “كارثة القرن”.
ولأنه كذلك، لا تزال الجهود متواصلة لبلسمة جراح المتضررين جراء الزلزال، فيما زالت الفوارق بين الرجال والنساء في عمليات الإنقاذ والترميم المتواصلة حتى اليوم.
سلطان أوزتورك (28 عاما) مواطنة تركية تعمل مشغلة رافعة في مشاريع بناء المنازل المتضررة، وتصعد يوميا إلى ارتفاعات شاهقة لتؤدي واجبها بكل إتقان ورباطة جأش.
أوزتورك – أم لطفلة واحدة – تعمل في مشروع بناء “حي أذربيجان” في مدينة قهرمان مرعش، والذي يجري إنشاؤه بالتعاون بين إدارة الإسكان الجماعي التركية (توكي) وجمهورية أذربيجان.
وبفضل عزيمتها ونجاحها، تمكنت أوزتورك خلال فترة وجيزة من الحصول على تقدير زملائها ورؤسائها في العمل.
الحلم يتحقق
تقول أوزتورك للأناضول، إنها بدأت مهنتها منذ حوالي ستة أشهر، بعد أن أكملت دورة تدريبية في مجال تشغيل الرافعات، وإنها أحبت المهنة كثيرًا وتفكر في مواصلة العمل فيها.
وتوضح أنها تشغل رافعة يبلغ ارتفاعها 27 مترًا وتزن 8 أطنان، مشيرة إلى أن نصف سكان قريتها التي ولدت وترعرعت فيها يعتمدون على العمل في مجال تشغيل الرافعات لكسب رزقهم، وأنها كانت تحلم بهذا العمل منذ صغرها.
تعبر أوزتورك عن فرحتها بتحقيق حلمها قائلة: “العمل في مجال تشغيل الرافعات كانت المهنة التي طالما رغبت فيها وحلمت بها”.
وتضيف: “سعيت وراء هذا الحلم حتى تمكنت من تحقيقه، هناك الكثير من أفراد عائلتي وأقاربي يعملون في هذه المهنة”.
وتتابع: “التحقت بدورات تدريبية لأصبح مشغلة رافعات، ونجحت في إكمال تلك الدورات التدريبية وحصلت على شهادة مهنية”.
تحديات في بداية العمل
وبشأن التحديات التي واجهتها في بداية عملها، تقول أوزتورك: “في بداية مسيرتي المهنية عانيت من عدة عوائق لكوني امرأة”.
وتضح أنه “في النهاية، وافقت الشركة التي أعمل فيها الآن على إتاحة الفرصة لي للعمل هنا، بفضل دعم وثقة مدير المشروع وزملائي في العمل”.
وعن ظروفها الخاصة، تردف: “في الحقيقة أنا أمٌّ قبل أن أكون مشغلة رافعات، لدي ابنة تبلغ 5 سنوات، وقد عملت في العديد من الوظائف سابقًا لتوفير مستقبل أفضل لها”.
ومعبرة عن فرحتها بمهنتها، تقول: “الآن وجدت مهنتي التي أحلم بها وأستطيع دعم ابنتي بشكل أفضل، كنت أرى نساء يعملن في وظائف صعبة، وكنت أتعجب لذلك”.
وتشير إلى أن “النجاح يبدأ بالرغبة، ويستمر بالجهد، ويكتمل بعدم الاستسلام”.
وتعتبر أوزتورك عملها “حساس وصعب”، مبينةً أن الحفاظ على توازن الرافعة مهم جدًا لضمان سلامتها وسلامة زملائها بالعمل.
تكشف السيدة التركية أنها واجهت ردود فعل سلبية من عائلتها وأقاربها عندما أخبرتهم بأنها ستعمل في مجال تشغيل الرافعات، مما زاد من عزيمتها.
وتشير إلى أن زملاءها في العمل تفاجأوا في البداية بوجود امرأة تعمل في هذا المجال، لكنهم اعتادوا على ذلك مع مرور الوقت.
عودة الحياة في قهرمان مرعش
تؤكد أوزتورك أنها فخورة بمساهمتها في إعادة بناء مدينة قهرمان مرعش بعد الزلزال، وأنها تقوم بعملها بكفاءة، شأنها شأن بقية زملائها.
وتقول: “في قهرمان مرعش، التي كانت مركز الزلزال، بدأت المباني ترتفع من جديد مبشرة بعودة الحياة الطبيعية إلى المدينة”.
وعن ظروف عملها، تضيف: “لدينا في موقع العمل قوالب حديدية وأعمال خرسانية مختلفة الأحجام”.
وتختم حديثها بالقول: “أشكر رؤسائي وزملائي في العمل على دعمهم لي، وأرغب بتطوير نفسي أكثر، والعمل في نظام القوالب النفقية”.
بدورهما، أعرب كل من عامل الخرسانة المسلحة صالح كوسكا، وعامل القوالب الخرسانية محمد بويراز عن سعادتهما ورضاهما بالعمل مع أوزتورك.
وأكدا للأناضول أنهما لم يسبق لهما العمل مع إمرأة في هذا المجال من قبل، لكنهما وبعد زمالتهما مع أوزتورك أصبح لديهما إدراك بأن دور المرأة مهم في المجتمع من الجهات كافة.
وفي 6 فبراير/ شباط 2023 ضرب زلزال جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوته 7.7 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات، ومئات الهزات الارتدادية العنيفة.
الزلزال أودى بحياة 53 ألفا و537 شخصاً، فيما أصيب 107 آلاف و213 آخرين بجروح.
وبحسب بيانات أحصتها الأناضول، وظفت وزارة الصحة التركية 138 ألفا و190 شخصاً من كوادرها في مناطق الزلزال، بين طبيب، وعنصر إنقاذ، وموظف خدمات صحية وممرض وغيرهم من العاملين في قطاع الصحة.
كما تم تسخير 1810 سيارة إسعاف، و245 سيارة تابعة لفريق الإنقاذ الطبي الوطني و16 طائرة إسعاف لخدمة سكان المناطق المنكوبة.
وخلال الفترة ذاتها، نفذت وزارة الصحة أكبر عملية إجلاء للمرضى في التاريخ، بنقلها 51 ألفا و665 مريضا ومصابا من مناطق الزلزال، عبر سيارات وطائرات الإسعاف والطائرات الرئاسية والسفن.
كما أقامت الصحة العديد من المشافي الميدانية في المناطق المنكوبة، لتقديم الخدمات الصحية والطبية للمنكوبين والمرضى هناك.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات