غزة / الأناضول
قالت حركة حماس، الثلاثاء، إن محاولات إسرائيل تبرير مجازرها الأخيرة في محافظة رفح جنوبي قطاع غزة بأنها كانت تستهدف مقاومين “حجج سخيفة” لن يصدقها العالم؛ فأغلب الضحايا مدنيون نازحون في خيامهم ولا وجود لمسلحين بينهم.
جاء ذلك في بيان للقيادي في الحركة، عزت الرشق، عقب مؤتمر صحفي لمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جدد خلاله التنصل من المسؤولية عن “مجزرة الخيام” التي وقعت بمنطقة تل السلطان شمال غربي رفح، الأحد، والتي أدت إلى مقتل وإصابة نحو 300 نازح فلسطيني.
وقال الرشق: “بات واضحًا للعالم أن قرار الاحتلال هو القتل المباشر والمتعمد لأكبر عدد من المدنيين في رفح وكل قطاع غزة”.
ولفت إلى أن “النساء والأطفال والشيوخ هم الأهداف المباشرة لجيش الاحتلال ولصواريخه الأمريكية الذي يدّعي أنّها دقيقة الدقيقة”.
وأضاف: “(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وجيشه أُصيبا بحالة من الهيجان والتعطش للدماء والقتل والانتقام؛ بسبب الهزائم والخسائر التي تلاحقهم على أيدي أبطال المقاومة، وبسبب العزلة الدولية وحالة السخط العالمي المتنامي ضد الكيان النازي”.
وأكد الرشق أن “محاولات الاحتلال تبرير مجازره في رفح بأنها كانت تستهدف مقاومين، هي حججٌ سخيفة لن يصدقها العالم؛ فأغلب الضحايا هم مدنيون نازحون في خيامهم، ولا وجود لمسلّحين بين النازحين في الخيام”.
وأضاف: “يظنُّ الاحتلال النازي أنه يخدع العالم بزعمه الباطل أنه لم يقصد قتل وحرق الأطفال والنساء، وادعائه بالتحقيق في جرائمه”.
واستطرد موجهًا خطابه لإسرائيل: “لا أحد في العالم بات يصدّق أكاذيبكم، ولا أحد ينتظر منكم نتائج تحقيقات كاذبة”.
وشدد على أن “نتنياهو وجيشه واهمون إنْ ظنَّا أنّه بتصعيد المجازر والإرهاب يمكن أن يفلحوا في كسر إرادة شعبنا وتحقيق نصر مزعوم”.
واختتم بيانه قائلا: “هذه الدّماء الزكيّة والتضحيات العظيمة لشعبنا، ستُذكي روح الصمود والإرادة والمقاومة، وستزهر ثورة وبراكين غضبٍ ولهبٍ في وجه هذا الاحتلال النّازي، حتى رحيله عن أرضنا وزواله”.
وبعد إصدار محكمة العدل الدولية، الجمعة الماضي، أوامر لإسرائيل بوقف هجومها على رفح، قابلت تل أبيب ذلك بتصعيد الهجوم على المحافظة، عوضًا عن وقفه.
إذ قتلت إسرائيل 45 فلسطينيا وأصابت 249، أغلبهم أطفال ونساء، بقصف جوي شنته على خيام نازحين بمنطقة تل السلطان شمال غربي رفح، الأحد، رغم أنها كانت ضمن المناطق التي زعم جيشها أنها “آمنة ويمكن النزوح إليها”.
ورغم موجة الاستياء الدولية العارمة التي سببتها هذه “المجزرة”، جدد الجيش الإسرائيلي استهدافه لمنطقة تل السلطان فجر الثلاثاء؛ ما أسفر عن مقتل 7 فلسطينيين وإصابة آخرين.
وعصر الثلاثاء، قتل الجيش الإسرائيلي 21 فلسطينيا وأصاب آخرين في “مجزرة جديدة” ارتكبها عبر قصف جوي لمخيم نازحين بمنطقة المواصي، وهي المنطقة الرئيسية التي ادعى أنها “أمنه” في بداية دخول قواته برا إلى رفح في 6 مايو/ أيار الماضي.
وفي مؤتمر صحفي اليوم، لم يتطرق متحدث الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إلى مجزرتي الثلاثاء، لكنه كرر مزاعم لبلاده بشأن مجزرة تل السلطان الأحد، مدعيا أنها الطيران الحربي استهدف بـ”ذخيرة ذات رؤوس حربية صغيرة”، آنذاك، “مبنى كان يضم مسلحين من حماس”، وأن هذا المبنى “لم يكن بالقرب منه خيام نازحين”.
وتابع مدعيًا: “بعد الغارة، نشب حريق كبير لأسباب نحقق فيها (…) ونحن ننظر في كل الاحتمالات بما فيها احتمال وجود أسلحة مخزنة بالقرب من هدفنا لم نعرف عنها مسبقا، وقد تكون اشتعلت نتيجة الغارة”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت أكثر من 117 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل تطالبها بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، و”تحسين الوضع الإنساني” بغزة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات