غزة/ محمد ماجد/ الأناضول
حضر أسيران إسرائيليان، من المقرر الإفراج عنهما ضمن المرحلة الثانية من صفقة وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى، مراسم تسليم رفاقهما، السبت، ووجها رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يطالبانه فيها بالاستمرار في الصفقة لضمان عودتهما إلى ديارهما.
جاء ذلك في مقطع فيديو نشرته كتائب القسام عبر منصة “تلغرام”، يظهر لحظات تسليم أسرى إسرائيليين السبت في قطاع غزة، حيث ظهر الأسيران داخل سيارة تابعة للقسام، يراقبان المشهد بحالة من الصدمة والذهول.
وقال أحدهما: “من فضلكم، أنقذونا حتى نعود إلى بيوتنا، أنا أتوسل إليك نتنياهو، يكفي، لقد دمرت حياتنا، لقد قتلتنا”.
وأضاف الآخر: “أعيدونا إلى بيوتنا، هذا ما نريده”.
وتابع الأسيران بلهجة مؤثرة: “يا شعب إسرائيل، نريد أن نكون مثلهم (الذين أطلق سراحهم) لا أصدق هذا، هذا لا يعقل، لقد صدمت من ذلك، نتنياهو لقد قتلتنا، نحن نشاهد أصدقاءنا يخرجون إلى منازلهم بعد أكثر من 500 يوم من الأسر”.
ودعا الأسيران الإسرائيليان، إلى استكمال الصفقة قائلان: “قوموا بإجراء مفاوضات كما يجب، ببساطة، اسعوا إلى إتمام الصفقة وإنهاء هذا الأمر، الضغط العسكري سيقتلنا جميعا، من فضلكم حكومة ورئاسة حكومة (إسرائيلية) بدأتم الصفقة فاستمروا فيها، الضغط العسكري ليس حلا”.
كما طالبا الجمهور الإسرائيلي بالتظاهر والضغط على الحكومة حتى إطلاق سراحهم.
وبحسب صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، فإن الأسيرين الإسرائيليين اللذين ظهرا في فيديو القسام هما: إيتمار دافيد، وغي جلبوع دلال.
وفي بداية الفيديو، ظهر الأسرى إيليا ميمون، وإسحاق كوهنن وعمر شيم توف، وعومر فنكرت، الذين أفرجت عنهم كتائب القسام، السبت، برفقة عدد من عناصر القسام.
وترجل الجميع من سيارة سط أرض زراعية ووقفوا أمام بقايا شجرة زيتون دمرها الجيش الإسرائيلي خلال حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة التي استمرت أكثر من 15 شهرا.
وقال أحد الأسرى الإسرائيليين وهو ينظر إلى الشجرة: “إنها شجرة زيتون يبدو لي أن عمرها أكبر من عمر دولتنا.. هذا أمر فظيع إنهم (الجيش الإسرائيلي) قاموا بعدل ذلك (في إشارة إلى قطعها)”.
وأضاف أسير آخر قائلا: “انظر… ماذا فعلت شجرة الزيتون هذه”، فيما قال الثالث: “هذه الشجرة يبدو أن عمرها 100 عام.. لا يوجد هنا حماس أو القسام”.
وتابع أحد الأسرى الثلاثة قائلا: “قبل كل شيء أريد أن أقول شكرا جزيلا.. حقيقة إنهم حرصوا علينا (الفصائل الفلسطينية) وقد كانوا يخافون علينا ويحموننا”.
وأضاف: “هناك الكثير من الأسرى قتلوا أثناء القتال كان من الممكن العودة إلى بيوتنا قبل هذا الواقع الذي لا يوجد سبب لحدوثه”.
وقال آخر: “أجدادي من المغرب، جدي جاء إلى أرض فلسطين، وأنا أعتقد أن كل واحد يجب أن يعود إلى موطنه”.
وضمن الدفعة السابعة لصفقة التبادل، سلمت حركة “حماس” الجانب الإسرائيلي 6 أسرى أحياء في وقت سابق اليوم.
ومن المفترض في مقابل ذلك أن تطلق إسرائيل سراح 620 من المعتقلين الفلسطينيين، بينهم 50 محكوما بالمؤبد، و97 تقرر إبعادهم للخارج، و23 طفلا اعتقلهم الجيش الإسرائيلي من غزة بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ووفق الدفعة السابعة من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى يتبقى تسليم جثامين 4 إسرائيليين فقط ضمن هذه المرحلة التي تتضمن إجمالا 33 أسيرا، 25 منهم أحياء و8 أموات.
وحال التزام إسرائيل بالإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين المفترض ضمن الدفعة السابعة من صفقة التبادل السبت، سيرتفع إجمالي المطلق سراحهم إلى 1755، بينهم عشرات ممن صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد.
وتقدر تل أبيب وجود 63 أسيرا إسرائيليا بغزة (أحياء وأموات)، وتحتجز آلاف الفلسطينيين في سجونها وترتكب بحقهم تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، ما أودى بحياة العديد منهم، وفق تقارير إعلامية وحقوقية فلسطينية وإسرائيلية.
وبدعم أمريكي، شنت إسرائيل حربا على غزة بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، أسفرت عن أكثر من 160 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وفق معطيات فلسطينية.
وفي 19 يناير الماضي، بدأت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، والتي تتضمن ثلاث مراحل تمتد كل منها 42 يوما، مع اشتراط التفاوض على المرحلة التالية قبل استكمال المرحلة الجارية.
يأتي ذلك بينما يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المماطلة في بدء مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، التي كان من المفترض أن تنطلق في 3 فبراير/ شباط الجاري.
وتتحدث وسائل إعلام عبرية عن أن نتنياهو وعد حزب “الصهيونية الدينية” برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بعدم الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار بغزة لإقناعه بالبقاء في الائتلاف الحكومي، ومن ثم منع انهياره.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات