منعت عناصر من جبهة “البوليساريو” بعثة الأمم المتحدة في الصحراء المغربية من القيام بعملها شرق الجدار الأمني؛ وهو ما شكل عرقلة سياسية واضحة لعمل بعثة “المينورسو” الأممية في المنطقة.
ولم يتمكن جنود حفظ السلام بالبعثة الأممية من إنجاز مهمتهم بالجدار الأمني بسبب تدخل عناصر جبهة “البوليساريو”؛ ما دفع “المينورسو” إلى بعث تقرير بخصوص هذه الواقعة إلى الأمم المتحدة.
وتحاول “البوليساريو” التصعيد في المنطقة بعد توالي نكساتها السياسية في الفترة الأخيرة، بما يشمل تقرير الأمم المتحدة الذي انتقد تحركاتها غير المحسوبة التي تسعى من خلالها إلى الضغط على المجتمع الدولي.
واعترف ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، بهذه الواقعة بطريقة غير مباشرة من خلال إشارته إلى حديث الأمم المتحدة مع أطراف النزاع حول وصول بعثة “المينورسو” إلى مواقعها شرق الجدار الأمني.
وقال دوجاريك، خلال المؤتمر الصحافي الأسبوعي، أمس الخميس، إن “إعادة إمداد مواقع الفريق الأممي شرق الجدار الرملي كانت إحدى القضايا التي ناقشناها مع الأطراف”، مشيرا إلى التوصل إلى “اتفاق بشأن السماح بمرور بعثة المينورسو في أقرب فرصة”.
واعترف أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، بعرقلة جبهة “البوليساريو” الدوريات البرية التي كان من المفترض أن تقوم بها بعثة “المينورسو” داخل وحدات الجبهة، على غرار الدوريات التي تقوم بها في مواقع القوات المسلحة الملكية.
وأكد التقرير السنوي السابق للأمم المتحدة حول الصحراء المغربية أن الدوريات البرية للبعثة حاولت إجراء ما مجموعه 4072 زيارة إلى وحدات “البوليساريو”؛ لكن قيادات الجبهة منعتها من الوصول إلى تلك المقرات، والشأن نفسه ينطبق على القوافل البرية اللوجستية التي منعتها “البوليساريو”.
ولفتت الوثيقة الأممية إلى أن قائد القوة بالنيابة في بعثة “المينورسو” لم يتمكن من إقامة اتصال مباشر مع العناصر العسكرية لجبهة “البوليساريو”، ولم يتم إجراء جميع الاتصالات سوى عن طريق المراسلات الخطية، مشيرا إلى رفض الجبهة كذلك طلبات زيادة تواتر الرحلات اللوجستية للبعثة.
رشيد لزرق، رئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية، قال إن “جبهة “البوليساريو” تقوم بهذه المناوشات غير المحسوبة العواقب، لأنها تعرضت لنكسات سياسية متعددة طيلة المواسم الماضية”.
وأضاف لزرق، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “مناوشات “البوليساريو” بالمنطقة بدأت منذ الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، خاصة بعد قيام القوات المسلحة الملكية بتأمين معبر الكركرات الحدودي”.
وأوضح الباحث عينه أن “تحركات الجبهة الانفصالية بالمنطقة تأتي بإيعاز من الجيش الجزائري الذي يحاول الضغط على المجتمع الدولي”، مؤكدا أن “هذه المناوشات تكرس الطابع الإرهابي للجبهة الانفصالية”.
المصدر: وكالات