أكدت مصادر من عائلات المغاربة العالقين في سوريا لهسبريس أن مواجهات مسلحة اندلعت مؤخرا بين العشائر والأكراد، أدت إلى وقوع ارتباك في مخيم الهول وهروب بعض النساء بينهن مغربيات نحو إدلب.
وأفادت المصادر ذاتها بأن الفوضى التي اندلعت شمال شرق البلاد ساعدت على نشاط المهربين، الذين استلموا أموالا مهمة من النساء مقابل تهريبهن إلى إدلب على الحدود السورية التركية.
واندلعت بداية الأسبوع الماضي اشتباكات في بضع قرى في ريف محافظة دير الزور الشرقي بعد عزل قوات سوريا الديموقراطية “قسد” وهي تحالف فصائل كردية وعربية مدعومة أميركياً، قائد مجلس دير الزور العسكري التابع لها متهمة إياه بالفساد.
ودفع ذلك مقاتلين عرب محليين، خصوصاً المقربين من القيادي الموقوف، إلى تنفيذ هجمات سرعان ما تطورت إلى اشتباكات مع قوات سوريا الديموقراطية التي أعلنت حظراً للتجول في المنطقة يومي السبت والأحد. وأسفرت المواجهات خلال أسبوع عن مقتل 71 شخصاً غالبيتهم من المقاتلين وبينهم تسعة مدنيين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتابعت مصادر هسبريس أن النساء شعرن بالخوف من أن تسيطر العشائر على المنطقة والسجون والمخيمات والانتقام منهن وإخضاعهن لمحاكمات غير عادلة، خصوصا في ظل وجود عداء بين “داعش” والقبائل السورية بسبب المجازر التي ارتكبها التنظيم ضد أبنائهم وعائلاتهم.
من جهة أخرى، خشي العالقون من أن تضعف شوكة الأكراد ويدخل عناصر “داعش” لاحتجازهم، بالرغم من أن الأكراد أنفسهم ضيقوا عليهم الخناق، عبر إغلاق السوق وعدم توفير المياه، كما أنهم قلقون من مواجهة الفيضانات وموجة البرد المرتقبة.
وفي سياق متصل أصدرت التنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة في سوريا والعراق بيانا تشدد من خلاله على أن “العائلات لديها تخوف كبير على أبنائها، سواء المعتقلين داخل السجون أو المحتجزين في المخيمات؛ لأنهم لا يعلمون مصيرهم ولا أوضاعهم هناك، في ظل غياب أية معلومات من لدن مؤسسات الدولة”.
واستنكرت التنسيقية ما وصفته بـ”تماطل المسؤولين المغاربة في حل هذا الملف والتباطؤ في اتخاذ قرار الترحيل إلى أرض الوطن”.
وأضافت الهيئة ذاتها: “سبق للتنسيقية أن حذرت السلطات المغربية من الأحداث المتوالية التي شهدتها هذه المنطقة عندما تم الهجوم على سجن غويران؛ وهو ما خلف عدة قتلى وجرحى لا نعلم عنهم شيئا. وكذلك حذرتهم من انتشار الأمراض المزمنة والأوبئة داخل السجون والاختفاء القسري لأبنائنا”.
وطالبت التنسيقية بضرورة استعجال إرجاع من تبقى من المغاربة المعتقلين والمحتجزين بسوريا والعراق إلى أرض الوطن، خصوصا بعد ارتفاع حالة الفوضى داخل المخيمات وغياب أبسط الشروط الإنسانية، داعية المنظمات الحقوقية والفاعلين والمجتمع المدني إلى التدخل من أجل وضع حد لمأساة مغاربة سوريا والعراق.
المصدر: وكالات