أمام استمرار الهجوم الكاسح الذي تشنّه إسرائيل عبر سلاح الجو على المدنيين المحاصرين في قطاع غزة منذ السبت الماضي، تستعد الفعاليات المدنية والسياسية المساندة للقضية الفلسطينية لتنظيم مسيرة حاشدة بالرباط، الأحد المقبل، للتنديد بالهجوم الإسرائيلي على غزة.
ويتابع الشارع العربي والإسلامي بحسرة كبيرة الهجمات المكثفة للجيش الإسرائيلي على مناطق مختلفة من قطاع غزة، مستهدفة أحياء سكنية ومرافق مدنية وحكومية، في محاولة للانتقام من الهجوم الخاطف الذي نفذته حركة المقاومة الإسلامية “حماس” ضد المستوطنات والمراكز العسكرية الإسرائيلية.
وفي هذا السياق، دعت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين إلى تنظيم مسيرة وطنية شعبية تضامنية مع الشعب الفلسطيني يوم الأحد بالرباط، تحت شعار: “الشعب المغربي مع طوفان الأقصى وضد التطبيع”.
عزيز هناوي، الكاتب العام لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، قال إن الفعاليات المغربية، كما هو دأبُها، تكون “حاضرة في التفاعل الميداني والحقوقي والترافعي لنصرة المقاومة الفلسطينية والتنديد بالعدوان الصهيوني الهمجي المعروف، والذي بلغ مستويات جد متوحشة في الخمسة أيام الأخيرة”.
وأضاف الكاتب العام لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، في تصريح لهسبريس، أن النجاح “الأسطوري والتاريخي للمقاومة في النزول إلى غلاف غزة وأسر عشرات الصهاينة من الجنود والمستوطنين وتمريغ كبرياء العدو الصهيوني في الوحل ومن ورائه أمريكا أصاب الاحتلال بالسعار”.
ولفت الفاعل المدني ذاته إلى أن المجتمع المغربي “معروف بتحركه وتفاعله منذ أن كان. ولهذا، فإن عشرات المدن المغربية شهدت فعاليات كثيرة خلال هذا الأسبوع، ولا تزال مدن عديدة أخرى مبرمجة للخروج وتنظيم وقفات وفعاليات مدنية هناك””.
وأكد هناوي أن التحضيرات “متواصلة لتنظيم مسيرة وطنية يوم الأحد 15 أكتوبر الجاري، كما دأب المغاربة دائما في التفاعل والخروج للتعبير بشكل حضاري وسلمي، للتأكيد على أن فلسطين قضية وطنية والتطبيع خيانة”، مبرزا أن التطبيع الذي أريد تنزيله في المغرب “قصرا ضدا على الإرادة الشعبية وضدا حتى على المصالح الوطنية وإن تم تسويقه وتغليفه بالمصلحة الوطنية في قضية الصحراء”.
وتابع المتحدث ذاته: “نحن نرفض أن يتم تدنيس القضية الوطنية الأولى للمغاربة الصحراء المغربية بالتطبيع الصهيوني”، معتبرا ذلك “إهانة كبرى للمغاربة في شعورهم الوطني في مشروعية وعدالة قضيتهم الوطنية”.
وشدد هناوي على أن المسيرة تمثل رسالة من الشعب المغربي إلى إسرائيل مفادها أن “فلسطين ليست فقط للفلسطينيين، فإذا ظن أنه استفرد بالشعب الفلسطيني والمقاومة ومن ورائه أمريكا والغرب الذي استنفر كل قوته العسكرية وغير العسكرية لدعم الكيان الصهيوني في إجرامه، فإن هذا الاستفراد هو وهمي وشعوب الأمة منخرطة في الدفاع عن القضية الفلسطينية حتى التحرير”.
واعتبر الكاتب العام لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين أن الفعاليات تتجه نحو بناء موقف شعبي وطني “داعم للمقاومة ورافض للتطبيع ومصحح للمعادلة على مستوى الساحة المغربية بإغلاق مكتب الاتصال وشطب التطبيع”، مؤكدا أهمية تقديم الدعم المغربي الكامل لـ”فلسطين ووقف كل أشكال العلاقات مع الكيان الصهيوني”.
في السياق ذاته، تحشد التنظيمات الإسلامية للمشاركة الواسعة في المسيرة المرتقبة بالرباط، حيث دعا كل من حزب العدالة والتنمية وذراعه الدعوية حركة التوحيد والإصلاح إلى المشاركة المكثفة في المسيرة التضامنية مع الشعب الفلسطيني.
كما دعت جماعة العدل والإحسان أعضاءها والمتعاطفين معها إلى المشاركة القوية في المسيرة الشعبية، دعما لـ”طوفان الأقصى” الذي نفذته المقاومة ردا على جرائم الاحتلال.
المصدر: وكالات