مبادرات بيئية تروم إعادة تدوير النفايات المتراكمة في طرقات مناطق الزلزال‬

تطوعت عدد من الشركات العاملة في مجال البيئة وتدوير النفايات والاقتصاد الدائري من أجل معالجة مشكل تراكم النفايات في الطرقات المؤدية إلى المناطق التي شهدت الزلزال.

وحسب معطيات توصلت بها هسبريس، فإن شركات وجهت نداء إلى المشاركين في المبادرة الإنسانية التضامنية لمساعدة الأهالي المتضررين بأن لا يتخلصوا من النفايات في الطرقات؛ وإنما حثتهم على أن يقوموا بجمعها في الشاحنات نفسها التي نقلت المواد والمساعدات لهذه المناطق وإعادتها إلى محطة تدوير النفايات.

كما قامت الشركات المتطوعة من أجل القيام بعملية التدوير مجانا، بتوزيع حاويات أزبال بأمزميز في أفق تعميمها على باقي المناطق.

في هذا السياق، أوضحت نادية حمايتي، باحثة وناشطة في مجال البيئة، أنه بعد فاجعة زلزال الحوز قام المغاربة بمجموعة من المبادرات لتزويد سكان المناطق المتضررة بالمواد الغذائية والملابس والأغطية، ونتج عن ذلك تراكم نفايات عبارة عن أوعية وبلاستيك وعلب كرتونية.

وأشارت حمايتي إلى أن مجموعة من المساعدات تم إتلافها أو أتلفت بفعل الحرارة، بالإضافة إلى تخلص المواطنين من العلب الكرتونية وبعض مواد الحديد وغيرها من المواد على جنبات الطرقات، مبرزة أن “هذه الطرقات ليست بحاجة لتزدحم بالنفايات وإنما بحاجة لتكون سالكة من أجل وصول المزيد من المساعدات”.

وأوضحت الباحثة والناشطة في مجال البيئة أن هذا الإشكال يحتاج إلى مختصين في تدوير النفايات، لكي لا تتحول الأخيرة إلى المطارح مباشرة، ويتم تدويرها بطريقة بيئية تستجيب لمعايير الاقتصاد الدائري.

وأضافت المتحدثة ذاتها: “المكسب من هذه العملية هو أن الطرقات لن تزدحم ولن تنضاف مظاهر البشاعة البيئية إلى ما خلفه الزلزال. كما سيتم التعبير على تصرف حضاري، خاصة أن المغرب تحت أنظار العالم في هذه المرحلة. ومن ثم، ينبغي أن يكون تصرفنا البيئي كذلك مثاليا”، مبرزة أنه “سيتم ضمان عدم إتلاف النفايات أو إحراقها أو دفنها أو طمرها، وإنما تدوير ما يمكن الاستفادة منه، والتخلص من كل ما هو سام، بفضل ما تتوفر عليه من أطر ووسائل تكنولوجية لازمة”.

ودعت حمايتي باقي الفاعلين الاقتصاديين المعنيين والشركات ذوي الاختصاص إلى الانضمام إلى هذه الحملة التضامنية، عبر توفير الإمكانيات أو الخبرة، إذ “نحتاج إلى التضامن عبر الخبرات، بالإضافة إلى باقي أشكال التضامن التي تم التعبير عنها”، وفق تعبير الناشطة في مجال البيئة.

ومن المرتقب أن ينظم فاعلون بيئيون، نهاية شتنبر الجاري وبداية أكتوبر المقبل، حملة نظافة خاصة بالمناطق التي تعرضت للهزة الأرضية ليل يوم الجمعة الثامن من شتنبر.