السبت 4 فبراير 2023 – 04:21
أصدر الإعلامي بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة مدير المحطة الجهوية لأكادير، الحبيب العسري، كتابا تحت عنوان “العلاقات المغربية الإفريقية من خلال الإعلام”، تناول مسار هذه العلاقات من بوابة الإعلام، وعبر تسليط الضوء على أهم الأحداث التي طبعت علاقة المملكة المغربية بعمقها الإفريقي، وكيف رافقها الإعلام والصحافة، وكيف ساهما في نقلها للرأي العام، وفي تحليلها، وفي توثيقها.
ووفقا لكاتبه الحبيب العسري، فالإصدار يقع في 420 صفحة، ويتفرع إلى بابين هما: “دور الإعلام في مواكبة وتوثيق الأحداث التي طبعت العلاقات بين المغرب وأفريقيا (1958-1981)”، و”مواكبة الإعلام للعلاقات المغربية الأفريقية في ضوء متغيرات القضية الوطنية (1980-2017)”، إلى جانب فصول ومباحث، واعتمد منهجية التدرج في الأحداث التي عرفتها هذه العلاقات.
وركز المؤلف على دور الملوك العلويين في بناء وضمان استمرارية العلاقات بين المملكة المغربية وأفريقيا وتقويتها، “بدءا بمرحلة الملك المغفور له محمد الخامس الذي قاد مشروع تحرر أفريقيا من الاستعمار، وآمن بأن استقلال المغرب لن يكتمل إلا باستقلال البلدان الأفريقية من الاستعمار، فكان له الدور الكبير إلى جانب المغفور له الملك الحسن الثاني في ميلاد فكرة الوحدة الأفريقية، حيث كان الملك الحسن الثاني أحد المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية عام 1963 بأديس أبابا، عاصمة إثيوبيا، التي جاءت بعد سلسلة مؤتمرات تمهيدية لفكرة الوحدة الأفريقية، إلا أن هذا الطموح الوحدوي اصطدم بالتآمر على سيادة المغرب ووحدة أراضيه، عبر السماح من طرف خصوم المغرب بدخول كيان لا أرض ولا سيادة له عضوا بالمنظمة، لينسحب بعدها المغرب منها، لكنه احتفظ بعلاقات ثنائية استثنائية مع العديد من البلدان الأفريقية الصديقة والشقيقة”.
وتوقف مؤلف الكتاب كذلك عند مرحلة العهد الجديد، مرحلة الملك محمد السادس “الذي استثمر المكاسب التي تحققت من قبل في علاقة المغرب بعمقه الأفريقيي، واختار استراتيجية ذكية في التعامل مع أفريقيا، إذ اعتمد الملك محمد السادس المقاربة الاقتصادية قبل السياسية لتقوية العلاقات المغربية الأفريقية، وانفتح حتى على البلدان التي تعاكس وحدته الترابية وتدعم فكرة الانفصال، ودخل معها إلى جانب البلدان الصديقة في شراكات يحكمها منطق رابح-رابح، وهي الاستراتيجية التي أعطت أكلها، ومكنت المملكة من استعادة مكانتها ضمن مؤسسة الوحدة الأفريقية “الاتحاد الأفريقي عام 2017”.
وأبرز الحبيب العسري في كتابه كيفية وحجم المواكبة الإعلامية التي كانت لهذه المراحل التاريخية، وكذا المساهمة الكبيرة التي كانت ولا تزال للإعلام والصحافة في نصرة قضايا المغرب، “وعلى رأسها مغربية صحرائه، وفي الدفاع عن قضايا أفريقيا من خلال منح الإشعاع الإعلامي اللازم لمبادرات المملكة المغربية في هذا الإطار، خصوصا في مجالات التنمية ومحاربة الفقر والهشاشة، وفي الترافع عن أفريقيا في مختلف المحافل الدولية”.
المصدر: وكالات