كانت فاطمة إليزابيث كيتس (5 يناير 1865 ‒ 29 أكتوبر 1900) أول امرأة تعتنق الإسلام في ليفربول، وقد دخلت الإسلام على يد عبد الله كويليام (1856‒1932) سنة 1887، وهي السنة نفسها التي اعتنق فيها الإسلام بطنجة. أظهرت فاطمة إليزابيث كيتس، مثل العديد من الأوائل الذين اعتنقوا الإسلام في ليفربول، مرونة وصمودا ملحوظين في مواجهة العداء والمضايقات الكبيرة، ليس فقط من قبل السكان المحليين غير المتسامحين؛ ولكن من لدن عائلتها الخاصة أيضا.
لعبت فاطمة دورا رائدا في حياة معهد ليفربول الإسلامي، الذي شاركت في تأسيسه. كانت نشطة وناجحة في دعوة الآخرين إلى الإسلام، وتمثيل المعهد على الصعيدين الوطني والدولي. كانت فاطمة أول أمينة مال لمسجد في بريطانيا، حيث قدمت خدماتها لمدة ثماني سنوات ما بين 1887-1894. وبعد وفاتها، تم الزعم بشكل مثير في نعيها، في صحيفة ديلي ديسباتش في مانشستر، أنها “كانت السيدة الأولى التي اعتنقت الإسلام في إنجلترا”، إلا أن ذلك لم يكن دقيقا.
ولدت فرانسيس إليزابيث موراي في عائلة من الطبقة العاملة في بيركينهيد، وأظهرت علامات على وجود عقل مستقل وفضولي. لم تكن خائفة من التصرف بناء على قناعاتها. كانت في أول مجموعة من الطفلات اللواتي تلقين التعليم بموجب قانون التعليم لسنة 1870.
بحلول أوائل العشرينيات من عمرها، كانت تشتغل كسكرتيرة لفرع محلي من حركة الاعتدال، التي قامت بحملة للحد من استهلاك الكحول وإنهاء شربه. من خلال هذه الجمعية، سمعت فرانسيس لأول مرة كويليام يتحدث عن “العربي العظيم الذي لا يشرب الخمر”، النبي محمد عليه السلام، في يونيو من سنة 1887.
كان لا يزال لدى فرانسيس المزيد من الأسئلة؛ لكن كويليام نصحها بقراءة القرآن واتخاذ قرارها الخاص بها. وفي غضون أسابيع، سمت فرانسيس نفسها فاطمة، على الرغم من المحاولات الشاقة لعائلتها لإحباطها وثنيها عن ذلك. وفي يوليوز الموالي، شاركت فاطمة في تأسيس جمعية ليفربول الإسلامية مع كويليام وعلي هاميلتون، الذي اعتنق الإسلام أيضا، بعدما استأجروا غرفة في الطابق العلوي من بناية ماونت فيرنون تمبرنس هال.
أدخل أفراد هذه المجموعة المسلمة الناشئة في هذين العامين الأولين، من خلال العمل الجاد، أحد عشر معتنقا جديدا للإسلام على الرغم من اعتراض بعض الخصوم القساة الذين عطلوا اجتماعاتهم أو أوقفوهم وهم يدخلون أو يخرجون إلى مقر الحمعية. لقد لطخوا وجه فاطمة بروث البغال في أكثر من مناسبة، إلا أنها بقيت مصرة على إسلامها بشحاعة.
عندما انتقل المجتمع المسلم المصغر إلى المباني الموسعة في بوركهام تيراس، رقم الدار 8، في شهر دجنبر من سنة 1889، أصبحت فاطمة وجه معهد ليفربول الإسلامي الذي أعيد تشغيله مع نمو صورته الدولية، لا سيما في الهند البريطانية، حيث نُشر شعرها ونثرها في مجلة الله أباد. وعلى الرغم من معارضة عائلتها، فإنها قد نجحت في إقناع زوجها، هوبرت هنري كيتس، واثنتين من شقيقاتها، كلارا وآن، بضرورة الإيمان بالإسلام.
بالإضافة إلى ذلك، دعت عددا من النساء الأخريات إلى الإسلام، بمن فيهم أليس “أمينة” بيرثا بومان وهانا “فاطمة” رودا روبنسون وليا “زليخة” بانكس وإيمي “أمينة” موكايش. مثل فاطمة، تزوجت هؤلاء النساء الأربع إما من رجال اعتنقوا الإسلام من مجتمع ليفربول أو من رجال مسلمين أصليين.
من اللافت للنظر أن أعظم نجاحات فاطمة جاءت في لحظة محاكمتها الأثقل. طوال العامين الأولين من زواجها، كان عليها أن تتعامل مع زوج مسيء وعنيف وقاتل في بعض الأحيان. رفعت دعوى للطلاق في شهر دجنبرمن سنة 1891؛ لكنها لم تُمنح سوى انفصال لمدة سنة. ومع ذلك، فقد انتهى زواجهما فعليا وعاشا منفصلين حتى وفاته في البحر في شهر يناير من سنة 1895.
في هذه الفترة، بدأت فاطمة في تقليل مشاركتها النشطة في المعهد وقضت وقتا بعيدا عن ليفربول في السفر إلى الشرق (ربما إلى بيروت) والتقاط صور المناظر الطبيعية في جنوب إنجلترا. وفي شهر أكتوبر من سنة 1900، أعلنت صحيفة الهلال عن وفاة فاطمة وجنازتها. زعمت الصحيفة أنها أمضت السنوات الأخيرة من حياتها كأرملة وحيدة، تعيش على بعد عشرين ميلا من المعهد في بلدة ويست كيربي الساحلية، حيث عاشت مع ابن كيت بعد وفاته، هوبير حليم، وقد كانت تدير نزلا. ومع ذلك، كان هذا مجرذ غلاف القصة.
تشير الأدلة الوثائقية المتاحة إلى أن فاطمة أصبحت في واقع الأمر زوجة كويليام الثالثة والسرية سنة 1895، وأن الصبي كان ابنه. دافع كويليام، كما هو معروف جيدا في المجتمع، عن تعدد الزوجات ومارس التعدد وحافظ على أسرتين منفصلتين. تشير شهادة ميلاد هوبير حليم إلى أن اسمه العائلي هو “كويليام كيتس”، وتظهر الصور تشابها ملحوظا بين كويليام وطفله المزعوم. كان كويليام أبا شغوفا، وإن كان بعيدا عن هوبير حليم، وتركه كمستفيد متساو في وصيته جنبا إلى جنب مع أطفاله التسعة الباقين على قيد الحياة.
وبعد 122 سنة من وفاتها، تم وضع علامة مناسبة على قبر فاطمة المهمول في مقبرة الأنفيلد يوم 4 نونبر من سنة 2022 من خلال شاهد قبر رخامي. تم جمع الأموال اللازمة لذلك من قبل امرأة مسلمة محلية تحمل اسم أميرة سكاريسبريك.
يحتوي الشاهد على نقش يعرض مقطعا من شعر فاطمة:
خادمة الله الأمينة
فاطمة إليزابيث كيتس
1865-1900
ثم قد ننتبه أكثر من أي وقت مضى،
للتذكير الذي أمر به الله
كل هذا حتى نتمكن من المشي بأمان
في الطريق الذي يؤدي إلى الجنان
ف.إ.ك 1892
المصدر: وكالات