تسبب صراع الأجهزة بين جنرالات الجزائر في إبعاد وزير الخارجية رمطان لعمامرة عن الأنشطة الرسمية لمدة طويلة، فيما تتحدث تقارير دولية عن مغادرته هذا المنصب بعد التعديل الحكومي المرتقب في الأيام المقبلة.
وكشفت صحيفة “أفريكان أنتليجنس” عن العلاقة المتشنجة بين عبد المجيد تبون ورمطان لعمامرة في الفترة الأخيرة، ما أدى إلى تهميشه في جميع الأنشطة الدبلوماسية الرسمية، بما يشمل لائحة السفراء والقناصل التي رفضها رئيس الجمهورية.
وأشارت الصحيفة عينها إلى أن عمر بلاني، الأمين العام لوزارة الخارجية، هو “البروفايل” الذي يرتقب أن يخلف رمطان لعمارة في منصبه الدبلوماسي، بالنظر إلى قربه من الرئيس عبد المجيد تبون.
ولطالما كانت تصريحات عمر بلاني معادية للمملكة المغربية، إذ يستغل جميع المناسبات والفرص لمهاجمة البلاد، لاسيما في ما يتعلق بملف الصحراء المغربية، وهو ما قد يفسر توقيت تعيينه في منصب وزير الخارجية.
وأثار رمطان لعمامرة المعروف بقربه من الأجهزة الاستخباراتية في عهد الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة مخاوف الجناح العسكري المؤيد لعبد المجيد تبون، اعتباراً لموعد الانتخابات الرئاسية المقبلة التي قد يترشح فيها لعمامرة.
العباس الوردي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس في الرباط، قال إن “الجيش الجزائري يغير بعض الرموز السياسية بين الفينة والأخرى بسبب اختلاف وجهات النظر”، مبرزاً أن “الوجه الجديد في الخارجية إن تم تعيينه معروف بتصريحاته المعادية للسيادة المغربية”.
وأضاف الوردي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الجيش الجزائري يحاول تغيير الأجندة المؤسساتية قبل حلول موعد الانتخابات الرئاسية في 2024، حيث يضخ دماء جديدة في المؤسسات، لكن دون تغيير موازين القوى السياسية”.
وأردف الأستاذ الجامعي ذاته بأن “الحراك الاجتماعي الداخلي مازال متواصلا بالجزائر رغم محاولات امتصاصه من طرف الجنرالات”، مؤكدا أن “الوضعية الاقتصادية متأزمة بالبلد رغم رفع صادرات الغاز والبترول نحو الخارج في ظل الأزمة العالمية”.
وتابع المتحدث شارحاً بأن “ضعف روسيا في المنظومة الدولية بسبب تداعيات الحرب الأوكرانية جعل الجزائر في مواجهة المنتظم الدولي، على اعتبار أن النظام العالمي الجديد لا يثق في الدول التي تخوض الحروب بالوكالة”، خاتما بأن “مخيمات تندوف باتت موضع خطر حقيقي بالمنطقة في ظل تنامي التهديدات الإرهابية بالساحل الإفريقي”.
المصدر: وكالات