ما زالت عملية إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة من الزلزال مستمرة، بعد أن انطلقت مباشرة بعد وقوع هذه الهزة الأرضية التي خلفت ضحايا بشرية وخسائر مادية كبيرة في عدد من الأقاليم، وخاصة الحوز وتارودانت وشيشاوة.
على مستوى إقليم ورزازات الذي سجل هزة أرضية قوية خلفت 41 وفاة و189 مصابا ومصابة وانهيار العشرات من المنازل، تعبأت مجموعة من الإمكانيات اللوجيستيكية والبشرية من أجل مواجهة مخلفات وآثار هذه الكارثة الطبيعية، تنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس وبإشراف مباشر من عامل الإقليم.
وتواصل السلطات الإقليمية والمحلية والقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية إيصال المساعدات المتمثلة في الخيام والأغذية والأفرشة والأغطية لفائدة المتضررين من الزلزال، للتخفيف من صدمة الهزة القوية التي تسببت في خسائر بشرية ومادية جسيمة.
جريدة هسبريس الإلكترونية رافقت، الثلاثاء، قوافل المساعدات التي تنظمها السلطات العمومية تحت إشراف عامل إقليم ورزازات وقائد الحامية العسكرية بورزازات، حيث يقوم فريق من السلطات العمومية والجيش على تحميل الشاحنات من أجل إيصال المساعدات في أسرع وقت ممكن إلى السكان المتضررين من الزلزال.
وإلى جانب ما تقوم به السلطات العمومية من تنظيم قوافل المساعدات الإنسانية، تعمل الجمعيات المدنية بأقاليم درعة تافيلالت أيضا على تنظيم قوافل إنسانية من أجل تقديم المساعدات لهؤلاء المتضررين؛ وهو ما خفف من آلام الصدمة وفقدان ذويهم وممتلكاتهم.
وكشف مصدر مطلع أن عملية إيصال مساعدات الدولة مستمرة هذه الأيام، مؤكدا أن السلطات المحلية قامت منذ اليوم الأول من الزلزال بإحصاء المتضررين المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية، مطالبا من غير المتضررين عدم التهافت على المساعدات وتركها فقط لمن هم في حاجة إليها في هذا الوقت العصيب، وفق تعبيره.
وخلال زيارتها إلى منطقة تلوات، وقفت هسبريس على عدد من المنازل التي أصبحت ركاما ومستوية على الأرض، استفاد أصحابها من الخيام والمساعدات الغذائية والأفرشة والأغطية إلى أن تجد لهم الدولة حلا لإعادة إيوائهم. كما وقفت الجريدة على الوضع الكارثي الذي تسببت فيه الهزة الأرضية، جراء سقوط أحجار في الجبال المحيطة بالمنطقة.
وحسب معطيات توصلت بها هسبريس، فإن ما يقارب من 90 في المائة من المتضررين توصلوا بالحصص من المساعدات الغذائية؛ فيما ينتظر البعض الآخر التوصل بالخيام، وسيتم إيصال هذه المساعدات إلى جميع المتضررين في غضون اليومين المقبلين.
واستحسنت الساكنة المتضررة عمليات التضامن الواسعة التي أطلقتها السلطات العمومية وجمعيات المجتمع المدني استجابة لتوجيهات الملك محمد السادس الداعية إلى تقديم المساعدة للمتضررين من قبل السلطات المواطنين، مؤكدة أن هذا التعاطف أعاد إلى المتضررين الثقة في النفس والروح إلى القلوب؛ “لأننا شعرنا أن لنا إخوة يأتون من كل حدب وصوب”.
المصدر: وكالات