دعا جمال الشوبكي، سفير فلسطين لدى المغرب، المملكة “حكومة وملكا وشعبا” إلى “التدخل لوَقف العدوان والمذبحة والتطهير العرقي” الإسرائيلي في غزة، خلال مشاركته في وقفة تضامنية مغربية مع القضية الفلسطينية، مساء أمس الجمعة، أمام مبنى البرلمان بالعاصمة الرباط.
وفي وقفة تأتي في إطار سلسلة من الأشكال التضامنية الداعمة للمقاومة الفلسطينية والمنددة بالقصف الإسرائيلي على غزة والدعم الغربي له، وتطبيعِ دول عربية مع دولة الاحتلال، دعا السفير الفلسطيني إلى “وقف الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني”، واستحضر مراسل قناة الجزيرة وائل الدحدوح الذي قُتلت زوجته وابنه وابنته وحفيده بقصف إسرائيلي، وشيرين أبو عاقلة التي اغتالها قبل سنة الرصاص الإسرائيلي، واستشهد بالمراسل الدحدوح الذي قال قبل ساعات: “لسنا بخير والأشلاء في كل مكان لا تفرق بين صغير ولا كبير، وصوت القصف الجنوني لا يتوقف”.
وتابع الشوبكي: “هذه هي الصورة والحالة (…) هناك جريمة بشعة ترتكب، جريمة ضد الإنسانية. تجويع البشر وقطع الماء والغذاء والقصف وقتل المدنيين جريمة، ولا مكان آمن بغزة، وهي إما بلون أسود لون البارود أو لون أحمر هو لون الدم؛ فإلى متى يسكت العالم؟!”.
وشدد السفير الفلسطيني على أن الضرورة الآن هي تحقيق “وقف العدوان والإبادة”، وأضاف: “أي كلام غير ذلك لن يفيدنا، وبعد الوقف نبحث في أسباب المشكلة؛ والجميع يعلم أنها لم تبدأ يوم 7 أكتوبر، بل قبل مائة عام بوعد بلفور، ومنذ نكبة 1948، واحتلال القدس الشرقية عام 1967”.
ثم عاد الدبلوماسي ذاته ليتحدث عن واقع غزة في الساعات القليلة الماضية قائلا: “لقد قطعوا الاتصالات وكل شيء، ولا نقل إلا عبر الأقمار الصناعية، ولا اتصال غير ذلك، والهلال الأحمر لا يستطيع الوصول إلى الأمكنة المقصوفة، ولا تواصل له لمعرفة مكان الجرحى والشهداء”.
ثم استرسل الشوبكي: “نناشد الجميع التدخل لوقف العدوان (…) الجيش الأمريكي والإدارة الأمريكية والتحالف الأمريكي يشارك في قتل الفلسطينيين. الآن حرب عالمية ثالثة على الشعب الفلسطيني الأعزل (…) والفيتو الأمريكي مع الأسف أوقف مشروع وقف إطلاق النار بمجلس الأمن. وما يوجد الآن هو المعركة الدبلوماسية والقانونية بالجمعية العمومية تحت مسمى ‘متحدون من أجل السلام’، ونحتاج ثلثي الأصوات، ولو أن أمريكا وإسرائيل والغرب يضغطون لمنع وقف العدوان، لكن نأمل الاستمرار في التحرك حتى تتوقف المجزرة والإبادة ضد الشعب الفلسطيني، فلم يخالفوا فقط القانون الدولي بل ارتكبوا جريمة ضد الإنسانية”.
من جهته قال رشيد فلولي، منسق المبادرة المغربية من أجل الدعم والنصرة، إن وقفة اليوم جاءت “استمرارا في التفاعل الشعبي المغربي القوي جدا مع معركة طوفان الأقصى، ضد جرائم حرب متكاملة الأركان للكيان الصهيوني، الذي يقتل بالأسلحة المحرمة دوليا، ويحرق غزة، ويقتل شهداء نصفهم من الأطفال والنساء”.
وطالب فلولي “الدولة المغربية التي ترأس لجنة القدس بأن تكون لها مواقف حاسمة في ظل هذه المحطة التاريخية، لا يمكن أن تكون أقل من الإعلان الرسمي عن التراجع عن التطبيع واتفاقياته”؛ لأن “هذا مسار ساقطٌ، بعد معركة طوفان الأقصى”، وزاد: “كما ينبغي التعبير عن إدانة هذا العدوان بشكل رسمي، وفتح الباب لإغاثة المغاربة إخوانهم بكل الأشكال المتاحة على شكل ما قمنا به في (زلزال الحوز) وغيره”.
عبد الرحيم شيخي، عضو السكرتارية الوطنية لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، ذكر بدوره أن الوقفات تستمر بالمغرب لـ”استنكار وإدانة ما يقوم به الكيان الصهيوني بدعم من الدول الغربية، وفي مقدمتها الإدارة الأمريكية، من مجازر وتدمير للبنية التحتية وقتل للأطفال والنساء والشيوخ، وهي مجازر لا تحتاج منا فقط الاستنكار والشجب، بل تحتاج أيضا من دولنا العربية والإسلامية مواقف جريئة وحاسمة من أجل إيقاف هذا العدوان، وإيقاف التطبيع الذي يعدّ بمثابة اختراق لهذه المجتمعات وتشجيع لهذا الكيان على جرائمه المتكررة”.
المصدر: وكالات