شهدت البوابة الرئيسية لمقر المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالمحمدية، صباح الأربعاء، تنظيم وقفة احتجاجية توحّدت فيها مطالب وشعارات الأساتذة وعدد من التلاميذ وأمهاتهم حول مطلب إسقاط النظام الأساسي الخاص بموظفي قطاع التربية الوطنية، الذي يصفه المحتجون بـ”نظام المآسي”.
وعرفت الوقفة الاحتجاجية مشاركة أساتذة وأستاذات من مختلف الهيئات المتضررة من مضامين النظام الأساسي الخاص بموظفي قطاع التربية الوطنية، وذلك تلبية للبيانات الداعية إلى تنظيم وقفات احتجاجية تزامنية، صباح الأربعاء، أمام المديريات الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بربوع المملكة.
وفي وقت انطلقت الوقفة الاحتجاجية لأفراد الأسرة التعليمية بحضور عشرات رجال الأمن والسلطة المحلية، التحق بمكان الاحتجاج عدد من التلاميذ وأمهاتهم ومتعاطفين معهم، حاملين أعلاما ومجموعة من اللافتات يطالبون من خلال مضامينها بضرورة “إصلاح التعليم انطلاقا من تحسين وضعية المعلّم”.
وردد المشاركون في الاحتجاج شعارات من قبيل “يا لَطيفْ يا لطيفْ.. تلميذي على الرّصيفْ”، و”هذا التعليم وحْنا ناسُو وبنموسى يفهمْ راسو”، و”الأساتذة قالوها.. مَطالِبْنا ونْعَرفوها”، و”الحكومات مشاتْ وجاتْ والحالة هيَّ هيَّ.. عَيّيتونا بالشعارات والحوارات وولاد الشّعب الضحية”.
ووجه المحتجون اللوم إلى كل من لا تهمه مصلحة تلميذ المدرسة العمومية، رافعين شعار “ولادْكُم قرّيتوهُم وولادْ الشّعبْ نْسيتوهُم”، و”وْلادكُم فيناهوما.. في باريس وروما..وولاد الشعب فينا هوما.. في عُكاشة والحَومَة”، و”فلوس الشعب فين مشات.. كأس العالم والنّدوات”.
ورفع المشاركون في الشكل الاحتجاجي “شارة الانتصار” إلى الأستاذ والأستاذة والتلميذ والتلميذة وأمهات وآباء وأولياء أمور التلاميذ، قبل أن يرفعوا “شارة الزِّيرُو” إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وإلى رئيس الحكومة أيضا.
ونال عبد اللطيف وهبي، وزير العدل الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، نصيبا من شعارات المحتجين، بسبب تصريحاته الأخيرة حول احتجاجات الأسرة التعليمية، حيث رُفع شعار “يا وهبي بْزَّافْ عْليك الجَماهيرْ”، و”بْزَّاف عليكْ القَضيَّة.. ومن التفاهاتْ مَا تَعْيَا”.
وتفاعلا مع سير المصالح المركزية لوزارتَي المالية والتربية الوطنية في اتجاه الاقتطاع من أجور المضربين عن العمل، ردّد الغاضبون شعار “يا المسؤولين سْمْعُوها.. الاقتطاعات ما نْخافُوها”، و”اقْطَعْ وزيدْ اقْطَعْ..مابْقيتيش تَتْخْلَعْ”، قبل أن يُعلنوا بصوت مرتفع “المَوْتْ ولَا المَذَلّة”.
وتناولت بعض الأمهات والتلاميذ مكبّرات الصوت لأخذ حيز من تأطير وترديد الشعارات، من قبيل “يْلا بْغيتو تصلحو التعليم..عْطِيوْ الحق للمعلّم”، و”عْلاش جِينا واحتجّينا..التعليم اللّي بْغينا”، و”سْوا اليوم سْوا غدا.. التعليم ولا بُدّا”، و”هذا حَقي في بلادي..التعليم لأولادي”.
وبعدما ردد التلاميذ والأمهات شعارات ضد المسؤولين عن تدبير الشأن التعليمي، من قبيل “ولادكم قريتوهم..وولاد الشعب همّشتوهم”، و”هذا تعْليم طَبَقي..وولاد الشعب في الزّناقي”، طالبوا برحيل وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة برفع شعار “بنموسى سيرْ فحالك.. التعليم ماشي دْيالك”.
وتجاوبا مع الشعارات المذكورة، صدحت حناجر الأساتذة والأستاذات بشعار “عُذرًا عُذرًا يا تلميذ..أُجْبِرْنا على التصعيد”، و”التلاميذ في عَيْنِينا..والكرامة اللّي بًغِينا”، و”الشَّعب يريد إصلاح التعليم”، و”الشغيلة سَاخِطَة..عَلى طول الخَريطة”، و”الشعب يريد إسقاط النظام الأساسي”.
ورفع المحتجون مجموعة من اللافتات التي كُتب عليها: “الشغيلة ترفض الظلم والإجحاف وتطالب بإسقاط مضامين النظام الأساسي وتطالب بالإنصاف والكرامة”، و”لا للنظام الأساسي”، و”إسقاط نظام المآسي مطلب أساسي”، و”كرامة الأستاذ خط أحمر”.
وتضمنت اللافتات عبارات أخرى من قبيل: “الأساتذة يرفضون النظام الأساسي الإقصائي والجائز ويطالبون بإسقاطه”، و”الأساتذة يطالبون بصون كرامة نساء ورجال التعليم”، و”نرفض مبدأ تقييم الأستاذ وفق مردودية التلميذ”، و”نعم لتوفير العدة التدريسية”…
وفي ختام الوقفة الاحتجاجية، تعاقب على إلقاء الكلمات ممثلو الإطارات المشاركة، مؤكدين من خلالها أن “المطلب الرئيسي للمحتجين عبر ربوع المملكة هو إسقاط النظام الأساسي الجديد عوض تجويده بالوعود وترقيعه بالمغالطات”.
واستنكر ممثلو الإطارات المنظمة للوقفة “تصريحات بعض الوزراء والسياسيين الذين يهاجمون الأساتذة ويروّجون المغالطات”، مؤكدين أن “المدرسة العمومية في حاجة دائمة إلى من يحفظ كرامتها، والأستاذ دأب على الدفاع عنها”.
وفي تصريح لهسبريس باسم اللجنة التنظيمية للوقفة الاحتجاجية، أوضح رشيد بهلولي أن “الوقفة نظمتها التنسيقيات المناضلة ميدانيا، وهي التنسيقية الوطنية لأساتذة الثانوي التأهيلي، والتنسيق الوطني الذي يضم 22 تنسيقية وإطارا نقابيا، والتنسيقية الموحدة لهيئة التدريس وأطر الدعم، من أجل رفض نظام المآسي والمطالبة بإسقاطه”.
وقال بهلولي إن “المحتجين يوجهون رسالة إلى الحكومة ووزارتها مفادها أن هذا النظام الأساسي جاء للإقصاء والتهميش، وليكرّس الفوارق الأَجْرِية والطبقية بين فئات وزارة التربية الوطنية، وليُخرج جميع الهيئات من الوظيفة العمومية ويُلحقها بالأكاديميات، ولينتقم من الأستاذ بعقوبات جائرة ليست ضمن العقوبات التي تنص عليها أنظمة الوظيفة العمومية”.
وأكد المتحدث ذاته أن “النظام الأساسي الجديد يرفضه الجميع، بمن فيهم المتصرفون الذين يعملون في وزارة التربية الوطنية، والإداريون، والتقنيون، والمساعدون والملحقون وهيئات التدريس، وحتى الوزير وأطر النقابات غير مقتنعين به، إضافة إلى الآباء والأمهات وجمعياتهم”.
وتابع رشيد بهلولي: “رئيس الحكومة طلب منا مؤخرا ‘نْديرُو النية’، لكن الواقع يشير إلى أن الأساتذة ‘دارو النية’ سنوات طويلة، ومنذ اتفاق 2011 وهم ينتظرون هذا النظام الأساسي، كما أن عدد الجلسات التي عقدتها النقابات الأكثر تمثيلية بلغ 50 جلسة حوار، لكن في النهاية تبيّن أن الحكومة غير وفية بوعودها مع الشعب المغربي والمدرسة العمومية”.
المصدر: وكالات