قال أحمد رشيد خطابي، الأمين العام المساعد بجماعة الدول العربية ورئيس قطاع الإعلام والاتصال، إن “الهجمات الإسرائيلية المدمرة في قطاع غزة أدخلت الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مرحلة بالغة الدقة والخطورة، وأظهرت مدى الحاجة الملحة لإيجاد أفق سياسي لهذا الصراع المرير بالتوصل إلى تسوية منصفة ومستدامة في إطار قرارات الشرعية الدولية ورؤية حل الدولتين ومبادرة السلام العربية”.
وأكّد خطابي، في كلمة له خلال مشاركته في ندوة حول “الإعلام العربي في مواجهة الرواية الإسرائيلية الزائفة”، أن “كل تأخير أو تقاعس في وقف التصعيد والاحتقان ينذر بانعكاسات وخيمة على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وعلى السلم العالمي”.
وأشار المتحدث، خلال الندوة المنظمة بتعاون بين قطاع الإعلام والاتصال وملتقى الإعلام العربي، إلى “الصور التراجيدية لهذه الهجمات الشرسة على قطاع غزة، الذي يعاني أصلا من حصار خانق، والاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة في الضفة الغربية والقدس المحتلة”.
ولفت إلى “الحرب الإعلامية، أو بالأحرى الحرب الدعائية، من خلال شبكات التواصل الاجتماعي للترويج لزيف الرواية الإسرائيلية باللجوء إلى حجب صفحات وإغلاق حسابات، ومنع تدوينات عبرت، بشكل أو آخر، عن رفضها للوضع الكارثي وقصف قطاع غزة دون مراعاة أحكام القانون الدولي الإنساني”.
ونبّه إلى “استخدام إسرائيل الخوارزميات والبرمجيات التطبيقية، التي تغيب المحتوى الفلسطيني وتحول دون انتشاره في الفضاء الرقمي”، مشيرا إلى أن “شظايا حملات التزييف امتدت إلى مكونات من أجهزة الإعلام الغربي المساندة لإسرائيل، ذهبت إلى حد المساس بالحريات والحقوق، بما فيها قدسية حق المعتقد وحرية التعبير”.
وذكّر رئيس قطاع الإعلام والاتصال بـ”إنزال عقوبات أو تحذيرات في حق إعلاميين ومؤثرين ورياضيين وفنانين أرادوا إسماع الصوت الفلسطيني، واستنكار سياسة العقاب الجماعي، وضرب المدنيين وتهجيرهم وحرمانهم من المقومات الأساسية للحياة، وقصف المباني والمرافق العامة والمنشآت الطبية ودور العبادة”.
وأبرز أهمية “تكثيف الجهد العربي لاحتواء الرواية الإسرائيلية، والعمل على تعزيز الحضور الإعلامي الداعم للقضية الفلسطينية، خاصة مع تزايد انتشار الخطابات العنيفة المحرضة على الكراهية والتطرف العقائدي”، مشيدا في هذا الإطار بـ”الروح المهنية العالية للصحافيين والإعلاميين الذين يعملون بنكران للذات على تغطية مجريات ووقائع هذه الحرب الرهيبة”.
وأكد “الأهمية الخاصة لمشروع وضع استراتيجية موحدة للتعامل مع الشركات الإعلامية العالمية، وفي صلبها الدفاع عن المحتوى الفلسطيني على منصات التواصل الاجتماعي”، مذكّرا بأن “مجلس وزراء الإعلام العرب استحدث مؤخرا لجنة برئاسة دولة فلسطين لدعم المحتوى الفلسطيني، بما يتطلب الأمر من مصداقية وإقناع في التعامل مع الرأي العام الدولي”.
المصدر: وكالات