في جو جنائزي مهيب جرى اليوم الأربعاء تشييع جنازة أحمد شوقي بنيوب، قيدوم الحقوقيين المغاربة والمندوب الوزاري المكلف بحقوق الإنسان، حيث ووري جثمانه الثرى بمقبرة الشهداء بالرباط، بحضور عدد من الشخصيات الأمنية والسياسية والحقوقية والثقافية، على رأسها محمد ياسين المنصوري، مدير المديرية العامة للدراسات والمستندات، ومحمد عبد النباوي، الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، والحسن الداكي، الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض؛ إضافة إلى عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، وغيرهم من الشخصيات.
وفي تعداده لمناقب الراحل، قال وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، إن الراحل بنيوب “كان رجلا حقوقيا ورجل دولة بامتياز، ودائم الحضور في الملفات الحقوقية المهمة، كما كان رجلا نزيها وشجاعا، إذ قدم الكثير في هيئة الإنصاف والمصالحة، وتحمل مسؤولية المندوبية، مبينا عن مستوى كبير جدا”.
وأضاف المسؤول الحكومي ذاته: “اشتغلت معه وبجانبه لمدة سنتين، وكان نعم الصديق ونعم الزميل، كما كان على مستوى كبير جدا، سواء من الناحية الإنسانية أو من الناحية المهنية والوظيفية”، مشيرا إلى أن الراحل كان “من الناس القلائل الذين تكمن مشاعرهم تجاه وطنهم في عملهم اليومي وفي دفاعهم عن القضايا الوطنية بكثير من الزخم والجرأة والنزاهة”.
من جانبه قال محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن “الرجل كان متشبعا بمبادئ تؤطرها ثقافة حقوق الإنسان، ويؤطرها التطلع إلى مجتمع تسوده العدالة وسيادة القانون على كافة المستويات”، مشيرا إلى أن “الرجل قضى حياة حافلة بالنضال من أجل رقي المجتمع المغربي إلى مجتمع تصان فيه الحقوق على كافة المستويات”.
وأضاف بنعبد الله: “رحيل بنيوب إلى دار البقاء أحزننا كثيرا، ذلك أنه من الرجالات الذين من الصعب جدا أن يتم تعويضهم في زمننا اليوم، غير أنه ترك بصمات لن تمحى في مسيرتنا المشتركة من أجل سيادة ثقافة حقوق الإنسان”.
أمينة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أشارت بدورها إلى أنه “بوفاة الراحل يكون الفاعل الحقوقي الوطني افتقد فاعلا أساسيا في النظام الوطني لحقوق الإنسان، ومتابعا دقيقا لإشكاليات المجال الحقوقي”، وأضافت: “سأفتقد صديقا قديما لما كنا بالمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، ومسارات العدالة الانتقالية من هيئة الإنصاف والمصالحة إلى ما بعدها، في سبيل ترسيخ دولة الحق والقانون. كما سنفتقد جميعا إنسانا مشاغبا في مجال حقوق الإنسان”.
من جهته قال عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية: “إن الرجل كان مناضلا ويملك مسارا حقوقيا مشرفا، وأحسن الاندماج في المؤسسات في الوقت المناسب، وخدم بلده وبقي وفيا لمبادئه، فكان لا بد أن نحضر جنازته وفاء له ووفاء كذلك للأخلاق التي كان يتميز بها”.
عبد اللطيف الشنتوف، عضو المجلس الأعلى للسلطة القضائية، قال بدوره: “إننا اليوم في لحظة حزينة، ألا وهي لحظة وداع المرحوم بنيوب، الهرم الحقوقي الكبير الذي بصم على مسار متميز في مجال حقوق الإنسان وفي عدة فترات من تاريخ بلدنا”، مشيرا إلى أن “الراحل كان من دعائم العدالة الانتقالية التي أسسها ودشنها جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، قبل أن يحظى سنة 2018 بتعيين ملكي في منصب المندوب الوزاري المكلف بحقوق الإنسان، تتويجا لمساره الحافل وتقديرا لمكانته العلمية”.
لحبيب بلكوش، ناشط حقوقي وعضو الهيئة العلمية لأكاديمية المنظمة العربية لحقوق الإنسان، سجل أن “وفاة بنيوب خسارة حقيقة للحقل الحقوقي”، مضيفا: “قد نتفق أو نختلف مع الرجل لكننا لا نملك إلا أن نقدر عطاءه والنفس المتجدد الذي كان يدافع به عن القضايا والملفات، إذ كان يؤمن بأن البلد يتقدم ويجب تثمين مكتسباته، لكن في الوقت نفسه يتقبل الرأي المخالف بدون حقد ولا ضغينة، إذ كان يعتبر المخالفين له رفقاء درب في مسار نصرة قضايا حقوق الإنسان بالمغرب”.
يذكر أن الراحل من مواليد مدينة مراكش سنة 1957، وحصل على الإجازة في العلوم السياسية بكلية الحقوق بالرباط، ليمارس بعدها مهنة المحاماة، كما شغل عضوية كل من المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان وهيئة الإنصاف والمصالحة، قبل أن يعينه الملك محمد السادس سنة 2018 في منصب المندوب الوزاري المكلف بحقوق الإنسان.
المصدر: وكالات