بعد تعب طويل وتضحيات مادية ومعنوية للأسر من أجل تأمين الأضحية التي كانت أسعارها ملتهبة هذه السنة، أفسد انقطاع الماء في عدد من المناطق المغربية، صبيحة اليوم، فرحة العيد على سكانها الذين لم يجدوا الماء اللازم لتدبير عملية ذبح الأضاحي.
إقليم العرائش، الذي يتوفر على موارد مائية مهمة، من أبرزها سد واد المخازن، تفاجأ سكان عدد من الجماعات القروية المرتبطة بشبكة الماء الصالح للشرب فيه بانقطاع الماء صبيحة يوم العيد، من دون سابق إنذار؛ ما خلف حالة من التذمر لدى الساكنة.
انقطاع الماء، الذي شمل العديد من الجماعات القروية من بينها أولاد اوشيح والسواكن وسوق الطلبة، طيلة صباح يوم العيد، جعل الكثير من الأسر في “ورطة حقيقية” بسبب تزامن انقطاع المادة الحيوية مع فترة ذبح الأضاحي، التي تتطلب الماء من أجل إتمامها وتنظيف أماكن الذبح ومخلفات الأضحية.
وعبر مواطنون، في اتصالات مع جريدة هسبريس الإلكترونية، عن امتعاضهم من انقطاع الماء صباح يوم العيد، محملين وكالة توزيع الماء والكهرباء بالإقليم مسؤولية هذا الانقطاع الذي أفسد عليهم فرحة العيد.
محمد المعزوزي، ناشط مدني من أبناء الإقليم، قال، في اتصال مع هسبريس، إن “هذا الانقطاع، بغض النظر عن أسبابه الحقيقية، يمثل جريمة في حق المواطنين وانتهاكا واضحا لكرامتهم وإنسانيتهم”، متسائلا: “كيف يمكن تصور عيد بلا ماء؟”.
وأضاف المعزوزي، في الاتصال ذاته، أن “السلطات والمنتخبين لم يعيروا الموضوع أي اهتمام، وظل المواطنون بلا ماء حتى حدود الواحدة ظهرا، من دون أي تدخل أو تواصل مع الساكنة القروية”.
وتابع الناشط المدني ذاته موضحا “قد يكون هذا الإجراء متفهما في منطقة تعاني شحا كبيرا في المياه؛ لكن بالنسبة لنا هذا الأمر مرفوض وغير مقبول، لأن نبعد عن سد وادي المخازن بحوالي 20 كيلومترا فقط، وشبكة الربط موجودة، ولا نفهم لماذا قطعوا عنا الماء في هذه المناسبة الدينية؟”.
ويبدو أن إقليم العرائش، الذي شهدت عدد من الجماعات القروية التابعة له انقطاع الماء، لم يكن الوحيد؛ فقد تناقل العديد من النشطاء أخبارا تفيد انقطاع الماء الصالح للشرب عن أحياء ومناطق بعدد من المدن والأقاليم بالتزامن مع عيد الأضحى، من بينها وجدة واليوسفية وتزنيت وبني ملال. وقد عبّر نشطاء ينتمون إلى هذه المدن الأخيرة عن استنكارهم لهذا الانقطاع، الذي أفسد عليهم فرحة العيد.
المصدر: وكالات