تعالت أصوات نشطاء ومدونين بمدينة سبت أولاد النمة، التابعة لإقليم الفقيه بن صالح، لإحداث ثكنة تليق بالخدمات التي تقوم بها عناصر الوقاية المدنية، سواء بالمدينة أو على صعيد عدد من الجماعات الترابية بإقليمي الفقيه بن صالح وأزيلال.
وأشار مدونون إلى أن المقر الحالي، الذي يشبه سكنا عاديا، لا يعكس الأدوار الطلائعية التي باتت تضطلع بها عناصر الوقاية المدنية، والمتجسدة في إنقاذ الغرقى، والقيام بعمليات الإسعافات الأولية، وإخماد الحرائق، ونقل المصابين في حوادث السير وكذا الحالات المستعجلة إلى المستشفى، والسهر على تطبيق أسس وقواعد السلامة والصحة المهنية.
وعلّل بعض المدونين مطالبهم بإحداث ثكنة للوقاية المدنية بالمعايير الجيدة بالقول إن تدخلات هذا الجهاز متنوعة ومتعددة، وأن عدد الحوادث المسجلة بمدينة سبت أولاد النمة، البالغ عدد سكانها حوالي 64 ألف نسمة، في ارتفاع مستمر، وأن عناصر الوقاية تحتاج إلى معدات ولوجستيك ووسائل نقل مؤهلة.
وأكدوا أن أفراد الوقاية بسبت أولاد النمة لا تنحصر مهامهم في تراب الجماعة فقط، وإنما يقومون بخدمات في باقي الجماعات التابعة للإقليم، ولا أدل على ذلك- يضيفون- من مشاركتهم الناجعة قبل أسبوع في انتشال جثتي شخصين من نهر أم الربيع بجماعة أولاد ازمام، بتنسيق مع زملائهم ببني ملال والفقيه بن صالح.
وفي تصريح لهسبريس قال الناشط الجمعوي نور الدين الخياري إن “ما يستوجب الإسراع بإنجاز ثكنة للوقاية المدنية بالمدينة هو حجم الإكراهات التي تعترض عناصر هذا الجهاز، والمتمثلة في ضيق المقر ووجوده في مكان لا يسمح لرجل الوقاية المدنية بتلبية النداءات بسرعة، حيث غالبا ما يصطدم بعراقيل متعددة.
وأعرب الناشط ذاته، بعدما أكد على أهمية الاختصاصات المخولة لهذا الجهاز، عن أمله في أن يتم الإسراع بإخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود بالشكل الذي تأمله الساكنة، وأن يتم إغناؤه بكل الوسائل اللوجيستيكية وتعزيزه بالموارد البشرية.
ولفت الانتباه إلى أن مصلحة الوقاية المدنية بسبت أولاد النمة لا تتوفر سوى على سيارتي إسعاف وشاحنة، ومع ذلك تنهض عناصرها بكل المهام المنوطة بها، خاصة ما يتعلق بتدخلاتها في إخماد الحرائق، والاستجابة الفورية لنداءات حوادث السير بكل الطرق الرابطة بين المدينة والجماعات المجاورة.
بدوره قال رئيس المجلس الجماعي لسبت أولاد النمة، بوبكر أوشن، إن المجلس الجماعي كان قد صادق بالأغلبية المطلقة في إحدى دوراته عام 2016 على تفويت قطعة أرضية إلى إدارة الوقاية المدنية، مشيرا بدوره إلى الدور الهام الذي باتت تقوم به عناصرها على مستوى المدينة خاصة والإقليم عامة.
وأبرز أوشن، المنتمي إلى حزب الاتحاد الاشتراكي، أن “المجلس الجماعي ينتظر من إدارة الوقاية المدنية تنفيذ التزاماتها والإسراع ببناء الثكنة على الأرض المخصصة لها”، مشيرا إلى أن كراء البناية الحالية لهذا الجهاز يكلف ميزانية الجماعة 6000 درهم شهريا.
جدير بالإشارة أن بعض الجماعات القروية المجاورة مثل أفورار ودار ولد زيدوح تتوفر على مراكز للوقاية المدنية بمعدات ومقرات أكبر وأفضل مما هو موجود ببلدية سوق السبت أولاد النمة التي تشمل ثلاث مقاطعات وباشوية.
المصدر: وكالات