الإثنين 24 يونيو 2024 – 06:00
بعنوان “أبو الطيب المتنبي.. الشاعر الذي ملأ الدنيا وشغل الناس”، صدر عن مطبعة سليكي أخوين كتاب لإبراهيم الخديري الجراري يهتم بالمتنبي، الشاعر المرجع في الأدب العربي، وباهتمام الغرب الإسلامي، والمغرب خاصة، بشعره.
ويهتم هذا المؤلف الجديد أيضا بدراسة شعر المتنبي، وترجماته وشروحه، وما طبع حياة ناظمه من تناقضات، مع الانتباه إلى النقاش العربي الراهن حول الشعر وتحديث الكتابة، ومسألة النحل، ليخلص إلى أن المتنبي يبقى “ذلك اللغز المحير، فمن تناوله من جانب يغيب عنه الجانب الآخر”، وهو الشاعر الذي “رغم كل التبدلات تبقى مكانته متميزة بين فحول الشعراء، وسيظل شعره خالدا”.
ومع تقديمه مختارات من شعر المتنبي الذي قال فيه ابن رشيق إنه “الشاعر الذي ملأ الدنيا وشغل الناس” سجّل الباحث أهمية أبي الطيب، الذي “قلب قيم بيئته رأسا على عقب، ونحا في شعره منحى زاوج فيه بين التقليد والتجديد، وتعالى عن كثير من القيم الموروثة، كالخنوع والذل والرضا بالقليل، فأعلنها ثورة ضد كل ما يمس الكرامة من لدن أي كان، واستبدل كل ذلك بالكبرياء وطلب الغايات العظيمة، وغامر في كل ذلك بقوة، إما بالشعر أو بالسيف”.
وزاد الكاتب منافحا عن أبي الطيب: “كان لا يمدح إلا الملوك والخلفاء والولاة بشروطه، وأحيانا يتعاظم عليهم، فيمتنع عن مدحهم، والسمة الغالبة عليه أنه دائما يجعل نفسه فوق ممدوحيه، فرغم أنه يهدف لغاية يريد تحقيقها فإنه لا يُقَبِّلُ الأعتاب، فقبل دعوة سيف الدولة ليكون من شعراء بلاطه بشرطين: أن لا ينحني أمامه وأن لا يلقي قصائده واقفا، فقبل سيف الدولة ذلك”.
ومن جوانب الكتاب إبراز “اهتمام المغاربة بشعر المتنبي”؛ فخطَّ الكاتب: “ديوان المتنبي نال اهتماما كبيرا في الغرب الإسلامي، حيث أخذه عنه مباشرة سماعا مجموعة من الطلبة عندما كان بمصر، وانتقلوا إلى بلدانهم بتونس (القيروان)، والمغرب، وصقلية، والأندلس، نشروه بين أهاليهم وتدارسوه معهم في حلقات، وكانوا يفتخرون باسم المتنبي، ويسمونه لمن برع في الشعر، فأطلقوا على ابن هانئ لبراعته في الشعر: متنبي الأندلس والمغرب”.
ويستحضر المؤلف عددا من المغاربة الذين درسوا أو شرحوا أو علقوا على هذا الشعر، ومنهم: محمد بنشريفة، ومحمد بن علي الهوزالي، وأبوموسى الجزولي، وأحمد بن خالد الناصري السلاوي.
ويواصل إبراهيم الخديري الجراري متحدثا عن النّسخ الكثيرة من ديوان المتنبي في المكتبات العمومية والخاصة بالمملكة؛ “إما تامة أو تحوي بعضا من أشعاره وشروحه، خاصة بمراكش أو الرباط أو تطوان أو فاس”، مع ما في هذا أيضا من مثال على “اهتمام المغاربة بشعر المتنبي”.
المصدر: وكالات