تُظهر مدريد نوايا حسنة للرباط خلال الفترة الأخيرة، خاصة في قضية الصّحراء المغربية، حيث جدد خوسيه مانويل ألباريس دعم الحكومة لجهود مبعوث الأمم المتحدة في الصّحراء ستيفان ديميستورا، دون أن يعرب عما يمكن أن يعكر مزاج صناع القرار بالرباط.
وشدد وزير الخارجية الإسباني، خلال جلسة نقاش عقدها مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء على هامش “مؤتمر ميونيخ”، على دعم مدريد للمبعوث الأممي للصحراء لإيجاد حل للنزاع في الصحراء.
وخلال هذا اللقاء أكد الوزير الإسباني، مرة أخرى، للدبلوماسي الإيطالي السويدي أنه “يحظى بالدعم الكامل من حكومة إسبانيا في عمله”، كما أوضح ألباريس في رسالة نشرها على حسابه في “تويتر”.
وفي السياق نفسه، سجل ألباريس أن العلاقة بين إسبانيا والمغرب “أفضل الآن مما كانت عليه قبل فترة عندما كانت هناك أزمة أخرى”، مضيفا أنه من الضروري أن تكون هناك علاقة جيدة مع هذا البلد لأنه جار وله حدود أرضية مع إسبانيا.
وردا على سؤال حول العلاقات مع الجزائر بعد الاتفاق مع المغرب حول الصحراء المغربية، دافع الوزير الإسباني عن هذه العلاقة، مبرزا أن “إسبانيا تريد الشيء نفسه مع جميع جيرانها والدول العربية”، وأنها اختارت علاقة مع الجزائر تقوم على الصداقة والاحترام والمنفعة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وكان لموقف مدريد الداعم لمغربية الصحراء تأثير كبير على التبادلات الاقتصادية بين المغرب وإسبانيا، حيث أظهرت بيانات التجارة الخارجية الإسبانية الرسمية لعام 2022 أن “الصادرات إلى المغرب تجاوزت 10 مليارات أورو، بينما تراجعت المبيعات إلى الجزائر بأكثر من 90 في المائة”.
واتخذت حكومة بيدرو سانشيز، في مارس الماضي، خطوة كبيرة في مسار علاقاتها بالمغرب، حيث أنهت 46 عاما من الحياد في نزاع الصحراء، وانحازت إلى الرباط من خلال وصف عرضها للحكم الذاتي بأنه الخيار “الأكثر جدية وواقعية”.
وبلغت التبادلات التجارية بين البلدين 19 مليار أورو عام 2022، كما تجاوزت الصادرات الإسبانية إلى الرباط 10 مليارات أورو؛ وهو ما يمثل زيادة بنسبة 12.72 في المائة مقارنة بالعام السابق، و28.2 في المائة مقارنة بعام 2019.
وخلال العام الماضي نمت الواردات من المغرب بقوة: من 6،962 مليونا في 2019 إلى 8،096 مليونا في 2022؛ وهو ما يمثل زيادة بنسبة 16 في المائة.
المصدر: وكالات