في أبعد نقطة، قد تجد جمهورا مختلفا عنِ العوام، يتغنى بالأعلام ويخلق الاستثناء في كل المسابقات. هو الجمهور المغربي الذي قد تجده في البرازيل والصين وجنوب إفريقيا، يتبعون فريقهم بحماس ولهفة كروية معهودة، وهو ما انعكس في كأس العالم المقام في قطر.
في مونديال روسيا عام 2018، احتل الجمهور المغربي المركز الثاني من حيث أكبر عدد من الجماهير حضورا لمونديال روسيا، بعد الجمهور الروسي، الذي استفاد من تنظيم العرس العالمي ببلده، حيث قدر عدد المشجعين 42 ألف مغربي؛ 12 ألف مشجع سافروا من المغرب، و30 ألف حضورا من مختلف دول العالم.
كما بصم المغاربة في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، حيث امتلأت جنبات ملعب عاصمة ساحل العاج أبيدجان بالمشجعين المغاربة، لدفع اللاعبين لبذل قصارى جهدهم لبلوغ نهائيات كأس العالم لكرة القدم.
ولعل مونديال قطر يعد إحدى أبرز المحطات التي شهدت توافدا كبيرا للمشجعين المغاربة، حيث كلما تقدم “أسود الأطلس” في الأدوار ازداد عدد المشجعين المغاربة الذين يأتون من مختلف أنحاء العالم.
ووضعت الخطوط الملكية المغربية برنامج رحلات جوية جديدا وتسهيلات على تدبير التذاكر، لتمكين المشجعين من السفر إلى قطر.
وبالإضافة إلى رحلاتها اليومية المباشرة بين مدينتي الدار البيضاء والدوحة، ستسير رحلات مباشرة إضافية خلال الفترة نفسه بسعة إجمالية تبلغ 3 آلاف مقعد وبسعر ثابت مدعم يشمل جميع الرسوم بالدرجة الاقتصادية بطائرات كبيرة السعة توفر أحسن شروط الراحة والسلامة.
ولعل من العوامل التي أسهمت في تدفق العديد من المشجعين المغاربة إلى قطر، كما شرح الخبير الاقتصادي محمد جدري، “التسهيلات التي طرحتها الحكومة وشركات الطيران في الفترة التي سبقت المونديال”.
وأضاف جدري، في تصريح لجريدة هسبريس، أن الشعب المغربي شعب مولوع بكرة القدم إلى حد الجنون؛ وبالتالي، فإن ذهاب الجمهور إلى قطر من أجل تشجيع المنتخب الوطني يبقى أمرا طبيعيا ومنطقيا ويتماشى مع روح الالتزام الوطني.
واستدرك الخبير الاقتصادي قوله: “لكن، كان يمكن أن تكون أعداد الجماهير أكبر بكثير لو تم تحسيس الجماهير بوقت كاف؛ لأن إطلاق تذاكر المباريات يتم فتحها بأشهر قبل المونديال.
وأشار محمد جدري إلى أن عروض الطيران التي أطلقتها شركة الخطوط الملكية المغربية تبقى عروضا في متناول الطبقة المتوسطة؛ لكن وقت إطلاقها جاء متأخرا، بعد انتهاء عملية بيع تذاكر مباريات الدور الأول.
بالمقابل، سجل المتحدث ذاته في تصريحه لهسبريس أن “أسعار الحجوزات في الشقق والفنادق تبقى فوق طاقة المتفرج المغربي، خصوصا الشباب ذوي الدخل المحدود والطبقة المتوسطة؛ ناهيك عن الإشكالات التقنية المرتبطة بضرورة التوفر على بطاقة بنكية دولية، وشروط الحصول على بطاقة “هيا” التي كانت مشروطة في أول الأمر بضرورة التوفر على تذكرة المباراة وحجز فندقي إجباري”.
المصدر: وكالات