حذّر أطباء من تعرض الأطفال والمسنين لخطر الاجتفاف، أو نقص السوائل في الجسم، الذي يتسبب فيه الارتفاع المفرط في درجات الحرارة خلال فصل الصيف. وتهم التحذيرات البراعم والكهول بشكل حصريّ لكونهما الفئتان الأكثر عرضة للخطر، ولكون الشباب لديهم نسبيا القدرة على تحمّل درجة الحرارة التي تصل 45 فما فوق، نظراً لبنيتهم الفيزيولوجيّة المساعدة، مع أنّهم موصون أيضاً باستهلاك كميّات مُرتفعة من المياه في الصّيف.
وفي هذا السّياق، نبه محمد أعويرة، الأخصائي في الطبّ العام، إلى “عدم التّساهل مع خطر الاجتفاف أو اعتباره مسألة عاديّة”، مؤكداً أنّه “ينبغي مضاعفة كمية المياه التي يشربها الكهول والأطفال خلال هذه الفترة، وحين الذهاب إلى البحر يجبُ أيضا الحرص على استهلاك الماء دون الإحساس بالعطش لكون تلك الملوحة الموجودة بالشواطئ وحرارة الشمس، التي يتعرض لها الطفل بشكل مباشر، يمكن أن تتسببا في تعرضه للاجتفاف”.
وحذر أعويرة من مضاعفات الآثار الجانبية لنقص المياه في الجسم لكونها تؤثّر على إدراك الإنسان وقدرته على التّركيز، حيث لا يبقى في حالة وعي ولا يستوعب ما يجول حوله، كما أن بصره يتأثر خلال تلك الفترة، ويشعر بالإرهاق والعياء وعدم القدرة على النوم.
وأوضح أن “هذا الوضع له تأثير على الدورة الدموية، وإذا كان الشخص يعاني من ضغط الدم أو السكري أو أي مرض مزمن، فهو معرض لمضاعفات خطيرة إذا تعرض جسمه للاجتفاف لكون ضربات القلب تصبح أقوى وأسرع إنذارا بخلل ما”، مضيفاً أنّ “الاجتفاف يمكن أن يعرّض الطفل للإصابة بالقصور الكلوي”.
وأبرز الأخصائي في الطب العام أن “القلب والكلى والجهاز البولي أجهزة مترابطة، وحين يصاب هذا الثلاثي بخلل لا يبقى هناك أيّ تناغم، خصوصا الكليتين بالنسبة للطفل، كما أنّ باقي الأعضاء تعرفُ تضررا بالغا وخطيرا”، مسجلاً أن “الوضع ليس عاديا، وبالتالي على الدولة أن تأخذ هذه المسألة بجدية لتفادي أن يبلغ الوضع مبلغا خطيراً، وأن تسارع الجهات الرسمية لإطلاق تحذيرات متلاحقة لأخذ الحيطة”.
من جهته، قال الطيب حمضي، الباحث في السياسات والنظم الصحية، في تصريحه لهسبريس، إنّ ارتفاع درجة الحرارة ليلا ونهاراً يجعل الكثير من المغاربة عرضة لضربات الشمس أو ضربات الحرارة أو الاجتفاف، مشيرا إلى أنّ الإنسان “يتعرق بشكل مفرط فتضيع منه مياه وأملاح، ومن ثم يصبح الاجتفاف مثله مثل الإسهال والقيء، ولكن خطورته تكمن في أنه يمكن أن يؤدّي إلى الموت”.
واستطرد حمضي قائلا إن “الاجتفاف يمكن أن يتعرض له الإنسان داخل البيت أيضاً إذا نقصت التّهوية وارتفعت حرارة الجسم، لذلك من الأفضل أن يظل معدل الماء والأملاح في الجسم معتدلاً لضمان أداء سليم وصحي لكل الأعضاء الحيوية في البدن الإنسانيّ”، مضيفا أن “المسنين يظلون أكثر حاجة للاهتمام لكون قوة الإحساس بالحرارة والعطش تنقص عندهم، وتعجز أجسامهم عن تصريف الحرارة عن طريق التعرق مثل الشباب”.
وأفاد أنّ هذه الفترة تستدعي عدم البقاء داخل السيارة وقتا طويلا خلال النهار، حيث تكون الشمس حارة. كما أوصى بأن يغتسل الإنسان بمياه الرشاش مرات متكررة في اليوم، وعدم تجفيف الجسم بالمنشفة بعد ذلك، مضيفا أنّه “لا يكفي شرب الماء فقط لكونه ليس غنيا بالأملاح، بل يجب شرب العصائر والسوائل والشوربة والأكل، خصوصاً الخضروات والفواكه نظرا لأنّ الأكل مهم ويحدث توازناً في الجسم”.
المصدر: وكالات