تزاحمت البرامج والفعاليات السياحية في منطقة الباحة هذا العام مع العدد الكبير من المصطافين والسياح من داخل السعودية ومن دول الخليج العربي، بل وشهدت السياحة في منطقة الباحة عددا كبيرا من السياح الأجانب، وبشكل عام كانت المهرجانات والفعاليات في الباحة مميزة.
واستحوذ مهرجان الأطاولة التراثي في عامه السابع على عدد المصطافين، إذ بلغ عدد الزوار أكثر من ١٠٠ ألف زائر في ١٥ يوماً منذ بدء المهرجان حسب إحصاءات اللجان المنظمة من جمعية التنمية الأهلية بالأطاولة.
«عكاظ» تجولت في المهرجان الذي تنوع فيه الطرح الثقافي والفني والتراثي بشكل منظم بأيدي وفكر شباب ورجالات الأطاولة وتحت إشراف شيخ القبيلة فهد بن جابر الحسين الذي يتواجد يوميا بين فعاليات وبرامج المهرجان.
العديد من العادات والتقاليد التي كان يشهدها الآباء والأجداد في الماضي، أعيدت بشكل منظم ليتسنى للزائر المشاهدة والمشاركة وتثير الشجون والذكريات لمن شهدها، واستشعارا للشباب الذي لم يشهد تفاصيل الزمن الجميل، ليتعرف على حجم المعاناة والبساطة في العيش.
ووجدت الفعاليات والبرامج في مهرجان الأطاولة كثيرا من أصداء القبول والامتنان، وأثارت في النفوس مشاعر مختلطة ما بين السعادة والألم والشجون والحزن على الماضي الجميل.
«عكاظ» استطلعت آراء عدد كبير من زوار المهرجان الذي أبدوا رغبتهم في العودة إلى ذلك الزمن والمكان المليء ببساطة العيش وجماله.
بداية تحدث العم سعد محمد المليص قائلاً: «سررت اليوم بزيارة مهرجان الأطاولة الذي يعد أنموذجاً للحياة القديمة التي عشناها وتربينا عليها في طفولتنا وما أجملها من طفولة وبراءة وسعة صدر، كان الجميع متكاتفا ومحبا لبعض، وكانت الحياة بسيطة، وأتذكر أن قرية الريحان كمثال كانت كبيت واحد وهم واحد بجميع أفراد ومع اختلاف العوائل، إلا أن الشيم والعادات والتقاليد كانت تجمعهم، وأقدم شكري لكل القائمين على هذا المهرجان الضخم متمنيا لهم دوام التوفيق».
من جهته، أكد وكيل جامعة الباحة سابقا الدكتور عبد الله محمد مخايش أن مهرجان الأطاولة يؤدي دورا تربويا متميزا، يتمثل في ربط الماضي بالحاضر ونقل ثقافة الآباء في البناء والزراعة والحياة الاجتماعية إلى الأجيال المعاصرة، ومن هنا ندرك حجم التطور العمراني والاجتماعي الذي تحقق لبلادنا في فترة زمنية بسيطة من عمر الأمم، لذا يجب علينا أن نشكر الله عز وجل، ثم نشكر ولاة أمرنا ملوك هذه الدولة المباركة رحم الله من مات منهم وأطال الله في عمر خادم الحرمين وولي عهده الأمين، على ما تحقق لبلادنا من قفزات تنموية اختصرت الآف السنين.
فيما قدم التربوي عبدالله محمد المليص شكره وتقديره للجميع، وقال إن هذا المهرجان يعد الوجهة السياحية لكل قاصدي المنطقة الجنوبية ونحيي القائمين عليه وهذه الروح المتقدة والمتحمسة نحو الاختلاف والتميز.
من جانبه، عبر المشرف التربوي في تعليم جدة أحمد الزهراني لـ«عكاظ» سعادته اليوم بحضور هذه الفعاليات المنظمة والتي تعيدنا للزمن الجميل الذي عشناه وعشقناه، وأضاف: فعلا ما شاهدته يدعو للفخر والاعتزاز بهذا المهرجان الذي لفت أنظار جميع السياح، شكرا من القلب لجميع المنظمين.
فيما أشاد كل من محمد بن أحمد المليص، وأحمد صلاح الدين، وعلي بن سعد الكردي، وعلي بن حسين، ويزن بن علي، وسعد بن صالح بكافة البرامج والفعاليات في المهرجان، مؤكدين دعمهم للمهرجان في الأعوام القادمة.
وساهم زوار المهرجان بالترويج له من خلال نقلهم للفعاليات عبر أجهزتهم الذكية ما جعل المهرجان مزدحما بالزوار.
وأخيرا، أكد رئيس جمعية التنمية بالأطاولة الحسين بن عثمان الزهراني أن الأعوام القادمة ستشهد تطورا ملحوظاً في كافة أرجاء المهرجان، إضافة إلى زيادة عدد الفعاليات والبرامج الجماهيرية التي ينتظرها الزوار في كل عام واستشعرنا نجاحها من خلال الزيارات العالية للسياح.