تمخضت تلك الدعوات في نهاية الأمر عن مخطط شيطاني يستدرج الفتيات والشباب لتحقيق الهدف الأهم بتشويه المملكة بتمرير فكرة صعوبة العيش فيها والتضييق والضغوط.. إلخ، والوعود بتأمين حياة وردية فانتازية ثم التخلي عنهم وتركهم يكابدون الغربة والتشرد بعد أن خسروا الوطن والأهل والأمان، وجميعنا أيضاً يلاحظ أن هذه الفترة -الآنية- هي فترة تسول، وتوسل الكثير من هؤلاء الهاربين للعودة إلى أحضان الوطن بعد مرارات الخديعة وضيق الحياة والتشرد ومهددات الترحيل القسري مع غياب ناصبي الأفخاخ وأصحاب الأيادي السوداء التي قدمت لهم النعيم على ورقة الهروب ثم سحبتها من تحت أقدامهم بعد تورطهم وارتكابهم أبشع الخيانات للوطن والتعدي على القيادة والمجتمع والأسرة، والملاحظ -وبشدة- أن دعوات النفور والهرب هذه كانت متزامنة تماماً مع المتغيرات الإيجابية التي طرأت على المجتمع السعودي تحت رؤية 2030 وفتح المجالات للمرأة وتمكينها وتسهيل حياتها وإلغاء كل القيود التي تتعارض مع استقلالها وعملها وإعلاء دورها في المجتمع، فضلاً عن التغيير التام في فرص العمل للشباب وانخفاض نسب البطالة وتمكين الشباب من المجالات الوظيفية المختلفة وهذا ما يفسر استهداف محدودي التفكير والعقول التافهة!
الوطن كالأم؛ يلم ويحتضن ويعفو ويسامح، وهناك من غدر وعارض وشتم وطنه وعاد يجر أذيال خيباته خالي الوفاض صفر اليدين وصفر العقل والأفكار لا يملك إلا الحسرات والندم ليعيش اليوم آمناً مطمئناً في وطنه بعد سنوات من الاضطراب والضياع، ولكن -في تقديري- لكل جريمة عقاب ولكل متطاول جزاء، ومن قرر العودة إلى الوطن يجب أن يوفي الوطن حقه، فللوطن حق؛ وحق غالٍ جداً وثمن يجب أن يكون باهظاً ويتساوى مع ما قدمته هذه الأرض لمن عاش عليها آمناً مطمئناً ثم أساء لها.
أخيراً.. من المهم جداً إجراء دراسات وحلول شاملة على فئة الشباب من الجنسين، وضخ الوعي اللازم لتحصين الجيل من الانجراف إلى أية مؤثرات خارجية تدغدغ العواطف والاحتياجات مهما كانت مغرياتها وظروفها!