قال مدير الإدارة العامة للنقل والإنقاذ في شرطة دبي اللواء سعيد حمد بن سليمان، إن الإدارة نفذت 2551 مهمة متنوعة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، شملت حوادث برية، وتوفير الدعم لنحو 96 حريقاً، إضافة إلى عمليات إنقاذ مصابين في حوادث سقوط وانحصار، وإخراج محشورين، في سيارات ومنازل ومصاعد. وذكر أن الإدارة حققت 6.9 دقائق كمتوسط زمن الاستجابة للحالات الطارئة، فيما كان المستهدف سبع دقائق خلال العامين الماضي والجاري.
وأضاف لـ«الإمارات اليوم»، أن العام الجاري كان حافلاً بالمهام الخارجية المعقدة، جاء في مقدمتها الزلزال الذي ضرب تركيا وسورية، وشارك فيه فريق من الإدارة ضمن عملية «الفارس الشهم 2» تحت مظلة قيادة العمليات المشتركة بالقوات المسلحة، ثم شارك في عمليات الإنقاذ وإجلاء المصابين والضحايا في أحداث زلزال المغرب، ومنه إلى ليبيا.
وتابع أن «إجمالي المهام التي نفذتها الإدارة خلال العام الماضي بلغ 3845 مهمة، شملت 108 حوادث طريق، وإخراج 812 مركبة متعطلة من طرق عامة، إضافة إلى ثماني مركبات عالقة في الرمال، والمشاركة في إخماد 133 حريقاً، وتأمين 454 فعالية».
وأكد بن سليمان أن أبطال الإنقاذ والمهمات الصعبة في شرطة دبي يتمتعون بقدر كبير من الاحترافية، ويكونون دائماً في طليعة صفوف فرق الإنقاذ في الأحداث الكبرى، مثل زلزال تركيا، حيث كان الفريق الإماراتي الذي شاركت فيه شرطة دبي بمعداتها ورجالها أول المستجيبين بآلياته وتقنياته، وآخر المغادرين للأراضي التركية والسورية، مؤكداً أن مثل هذه الأحداث تصقل الخبرات، وتعزز القيمة الإنسانية لدور شرطة دبي.
من جهته، قال مدير إدارة البحث والإنقاذ العقيد خالد الحمادي لـ«الإمارات اليوم»، إن هناك لحظات لا يمكن أن تُنسى مر بها شخصياً مع فريق الإنقاذ بالإدارة خلال كوارث كبرى خارجية حدثت العام الجاري، في مقدمتها زلزال تركيا الذي تولى خلاله رئاسة فريق الإنقاذ الإماراتي تحت مظلة قيادة العمليات المشتركة بالقوات المسلحة، إذ واجه الفريق تحديات معقدة، ومشاعر مختلطة من الحزن عند انتشال جثث الضحايا خصوصاً الأطفال، والفرحة بعد إنقاذ ضحايا عالقين من بينهم أسرة عربية مكونة من أم وثلاثة أطفال.
وأضاف أنه شارك ضمن الفريق الإماراتي الذي استعانت به دولة المغرب ضمن عدد محدود من الفرق الدولية، لافتاً إلى أن رجال الإنقاذ والمهمات الصعبة بشرطة دبي صار لديهم الخبرة والدراية في التعامل مع هذا النوع من الكوارث، إذ خاضوا تجارب متنوعة في ظروف متباينة وأجواء وظروف مناخية بالغة التعقيد، لكنهم لا يترددون لحظة في تقديم العون والمساعدة في إطار القيم الإنسانية التي تتحلى بها دولة الإمارات.
وأشار إلى أنه تزامن مع زلزال المغرب، الكارثة الكبرى التي لحقت بمدينة درنة ومناطق منكوبة في ليبيا، وانطلقت فرق الإنقاذ البرية والجوية والبحرية الإماراتية إلى هناك وانتشلت أكثر من 100 ضحية في ظروف بالغة الصعوبة، لكن هذه هي حال رجل الإنقاذ وطبيعة عمله.
وتابع أن رجال البحث والإنقاذ بشرطة دبي يتعاملون داخلياً مع عشرات الحوادث، ويختلفون عن غيرهم في أنهم عامل مشترك في عمليات الإنقاذ بغض النظر عن طبيعة الحادث، لافتاً إلى أن من الحوادث التي سجلت العام الجاري، سقوط أشخاص في خزان، فانتقل فريق الإنقاذ على الفور إلى المكان وأسهم في انتشالهم.
وذكر أن من المهام التي نفذتها الإدارة، حادثاً نتج عن إهمال وسوء إدارة ورشة مخصصة لصيانة دراجات التوصيل، إذ كانت تحوي مجرى لتجميع مخلفات الوقود والزيت، فيما كان العاملون فيها يستخدمون أدوات اللحام بالقرب من المجرى، فشبت فيها النيران، وانهار المكان على العاملين، فتدخلت فرق العمل لانتشالهم، بعد الرجوع إلى الكاميرات وتحديد عدد الضحايا، ومن الحوادث كذلك سقوط شخص في خلاط مخصص لفرم الإسمنت، والغريب أن الخلاط كان مثبتاً في مكان ضيق، ولا يمكن تخيل كيف سقط هذا الرجل، واضطر فريق العمل لقص جانب كامل من الآلية لإخراجه.
وأكد أن فرق البحث والإنقاذ تلعب دوراً رئيساً في التصدي لحوادث الانهيارات، فمثلاً، هناك شخص كان يعمل في مكان وانهار فوقه، ولم يكن يظهر سوى رأسه، فعمل الفريق بحذر حتى انتشله.
وذكر أن «حادثاً مماثلاً وقع في إحدى الإمارات الشمالية، إذ انهارت كتل صخرية على شخص يعمل بإحدى الكسارات، وحين انتقل مع فريق العمل إلى هناك، أدرك من البداية صعوبة بقاء الرجل على قيد الحياة، وكانت المفاجأة أن شقيقه يعمل معه في المكان ذاته كسائق على آلية أخرى، فطلب منه إزاحة الصخور بهدوء دون الحفر في الأعماق، ووصل إلى مكان وجود الضحية، وتبين أنه توفي متأثراً بالحادث كما توقع».
وقال الحمادي: «إن فرق العمل تنتقل عادة إلى الحوادث البليغة التي يكون فيها أشخاص محشورون داخل المركبات، وقد تبين وفق المعاينة الأولية، أن الانحراف المفاجئ من مسار لآخر، خصوصاً على الطرق السريعة يعد من أكثر الأسباب شيوعاً، وكذلك حوادث الشاحنات، لما تخلفه دائماً من خسائر فادحة.
• إخراج 812 مركبة متعطلة من طرق عامة وتأمين 454 فعالية.
• إخراج 812 مركبة متعطلة من طرق عامة وتأمين 454 فعالية.• إخراج 812 مركبة متعطلة من طرق عامة وتأمين 454 فعالية.
قال مدير إدارة البحث والإنقاذ العقيد خالد الحمادي، إن من الحوادث الصعبة التي لا يمكن نسيانها، خلال العام الجاري، حين انتقل إلى حادث حريق بأحد المراكز التجارية، وكان هناك انهيار جزئي في السقف.
وأضاف أن «الوضع داخل المكان كان صعباً، إذ لم يستطع رؤية السقف لاتشاحه بالسواد الناجم عن الظلام والدخان، وكان الفريق يتكون من خمسة ضباط ورجال الإنقاذ».
وأشار إلى أنه لم يشعر بالراحة من المشهد، وكانت مهمتهم انتشال أحد الضحايا، فطلب من رجاله التراجع فوراً، وخلال ثوانٍ انهار السقف الخرساني بالكامل، لدرجة أن المتواجدين خارج المكان ظنوا أن فريق العمل تحت الأنقاض، مؤكداً أنها كانت لحظات فارقة بين الحياة والموت.
وذكر أن هذا ليس الحادث الوحيد الذي يواجه فيه رجال البحث والإنقاذ هذه الظروف، لكن هذه طبيعة عملهم الذين دربوا واعتادوا عليها.