أكد رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي أن وجوده على متن محطة الفضاء الدولية في مهمته التي استغرقت ستة أشهر منحه فرصة نقل مظاهر الثقافة العربية إلى الفضاء، والتعريف بها بين أقرانه من رواد الفضاء.
ونقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن النيادي قوله في تصريحات لها: «سمعت الكثير من زملائي يقولون إنه من الجميل حقاً سماع لغة مختلفة في المحطة».
وأوضحت الصحيفة أن «العالم تابع محطة الفضاء الدولية من خلال ما يبثه سلطان النيادي»، وسلطت الضوء على حقيقة أن «أكثر من نصف هؤلاء الذين اقتحموا حدود الفضاء، الذين يقدر عددهم بالمئات، كانوا أميركيين إلى جانب رواد الفضاء الروس، الذين سيطروا على الرحلات الفضائية لعقود».
وأشارت إلى أنه «لم يكن بين هؤلاء الرواد سوى ستة عرب».
وقالت الصحيفة إن «النيادي دأب بشكل منتظم خلال وجوده على متن المحطة الدولية على نشر مقاطع فيديو باللغة العربية عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول الحياة في المحطة الفضائية، شرح فيها مقتطفات عن حياته اليومية غير العادية في الفضاء، مثل تناول طعام معد خصيصاً لرواد الفضاء للحفاظ على اللياقة البدنية في ظل انعدام الوزن على متن محطات الفضاء»، لافتة إلى أن «الطعام الذي يقدم يخضع لمعالجة كبيرة، للتقليل من وزنه عبر امتصاص الماء من المواد الغذائية، ومن ثم يقوم روّاد الفضاء بإعادة ترطيب الطعام قبل تناوله باستخدام رشاشات المياه الساخنة والباردة».
وأشارت الصحيفة إلى أن النيادي قدم للمجتمع العالمي محتوىً شيقاً للمنطقة العربية من خلال التقاط صور لعدد من مدن الشرق الأوسط وبعض المواقع الشهيرة في المنطقة، كاشفاً أبرز مظاهر الجمال فيها.
وذكرت أن النيادي كتب في إحدى تغريداته في بداية رحلته إلى الفضاء: «هنا مدينة بغداد الجميلة والتاريخية، حجر الزاوية في العصر الذهبي للمعرفة». وفي لقطة للعاصمة اللبنانية، وصف بيروت بأنها «المدينة التي تتنفس الفن والثقافة والجمال»، فيما وصف قناة السويس بأنها «القلب النابض للتجارة العالمية».
وأضافت الصحيفة البريطانية أن «الصور التي التقطها النيادي بالكاميرا من داخل المحطة الفضائية لاقت تفاعلاً إيجابياً واسعاً على مواقع الشبكة العنكبوتية»، مشيرة إلى أن رائدي الفضاء السعوديين «ريانة برناوي»، وهي أول امرأة عربية تصعد إلى الفضاء، و«علي القرني»، انضما إلى النيادي في مهمة فضائية مدتها ثمانية أيام، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يوجد فيها ثلاثة رواد عرب في الفضاء معاً في وقت واحد.
وأعلن مركز محمد بن راشد للفضاء عن تحديث موعد عودة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي إلى الأرض، بعد إنجاز أطول مهمة فضائية بتاريخ العرب، بقضائه ستة أشهر على متن محطة الفضاء الدولية.
وقال المركز إن انفصال المركبة دراغون عن محطة الفضاء الدولية سيكون في الثالث من سبتمبر (اليوم)، بينما سيكون الهبوط على الأرض في الرابع من سبتمبر.
وتم إطلاق أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب يوم الثالث من مارس 2023، على متن المركبة الفضائية دراجون، التي حملت على متنها سلطان النيادي ورائدي فضاء وكالة ناسا ستيفن بوين ووارين هوبيرغ، ورائد الفضاء الروسي أندري فيديايف.
وخلال هذه المهمة التي امتدت لستة أشهر، شارك سلطان في أكثر من 200 تجربة علمية بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية، وجامعات إماراتية، وتنوعت هذه التجارب بين مجالات مختلفة، مثل زراعة النباتات، والعلوم الإنسانية، وتقنيات استكشاف الفضاء، وسلوكيات السوائل، وعلم المواد، وإنتاج البلورات، وغيرها من التجارب العلمية المميزة، التي ستفيد المجتمع العلمي العالمي، والباحثين، والطلاب داخل دولة الإمارات وحول العالم.
ونجح النيادي خلال المهمة في تحقيق عدد من الإنجازات، كان أبرزها خوضه أول مهمة سير في الفضاء بتاريخ العرب.
وإلى جانب مهامه العلمية على متن محطة الفضاء الدولية، شملت مهمة سلطان جانباً مجتمعياً أيضاً، تبلور في سلسلة «لقاء من الفضاء»، التي جذبت أكثر من 10 آلاف شخص ما بين طلاب ومهتمين من جميع أنحاء الإمارات، وتنوعت هذه السلسلة ما بين اتصالات مرئية واتصالات لاسلكية.
ومع اقتراب انتهاء مهمة طاقم Crew-6 على متن محطة الفضاء الدولية، شرع أعضاء الطاقم في عملية التسليم والتسلم لطاقم Crew-7 الذي وصل بنجاح إلى المحطة يوم 27 أغسطس الماضي.
يذكر أن برنامج الإمارات لرواد الفضاء، الذي تتم إدارته من قِبل مركز محمد بن راشد للفضاء، يُعدّ أحد المشاريع التي يمولها صندوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التابع لهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، الذي يهدف إلى دعم البحث والتطوير في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
«الغارديان»:
• «سلطان النيادي قدم للمجتمع العالمي محتوى شيقاً للمنطقة العربية من خلال التقاط صور لعدد من المدن والمواقع الشهيرة في المنطقة».