مع ارتفاع وتيرة استخدام الهواتف المحمولة، ووسائل ومواقع التواصل الاجتماعي، خلال السنوات الماضية، زادت مخاطرها، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالسلامة المرورية على الطريق، إذ أكدت دراسات عدة أن الانشغال بغير الطريق أثناء القيادة يعرّض السائقين لحوادث جسيمة، فيما اعتبرت شرطة أبوظبي أن «استخدام الهاتف أثناء القيادة أمر مقلق»، و«سبب رئيس للحوادث المرورية الجسيمة على الطرق».
وشهدت طرق الدولة حوادث جسيمة عدة خلال السنوات الماضية، على خلفية انشغال السائقين بغير الطريق أثناء عبور التقاطعات والإشارات الضوئية، وعدم الانتباه لتوقف حركة السير المفاجئة.
وحذرت الجهات الشرطية من النتائج الخطرة التي قد تقع على الطريق، عند استخدام الهاتف أثناء القيادة، لافتة إلى ما يسببه ذلك من تشتت ذهني للسائق.
وحذّر مدير إدارة تحصيل ومتابعة المخالفات المرورية في مديرية المرور والدوريات الأمنية في شرطة أبوظبي، العقيد الدكتور مهندس مسلم محمد الجنيبي، من خطورة انشغال السائق بغير الطريق أثناء القيادة، خصوصاً الانشغال بالهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي، إذ «تتسبب في حوادث مرورية قد تكون جسيمة، تنتج عنها وفيات وإصابات متفاوتة الشدة».
وأكد أن «الانشغال بغير الطريق مسبب رئيس للحوادث المرورية الجسيمة في إمارة أبوظبي، لأن نسبة كبيرة من السائقين تستخدم الهواتف أثناء القيادة، وهو أمر مقلق في ما يتعلق بالسلامة المرورية على الطرق».
وأكد أهمية أن يكون السائق يقظاً ومنتبهاً للطريق، ومستعداً للتعامل مع مفاجآت الطريق المختلفة، ومن ذلك توقف حركة السير بشكل مفاجئ، حتى يتمكن من اتخاذ ردة الفعل المناسبة، التي تمكنه من تجنب وقوع حادث مروري.
وأضاف أن «شرطة أبوظبي ملتزمة بتحقيق الهدف الاستراتيجي، المتمثل بتعزيز الوعي المروري». وقال: «من هذا المنطلق، تبث بالتعاون مع الشركاء، مشاهد لحوادث حقيقية لتوعية أفراد الجمهور بمسبباتها»، محذراً من مخاطر الانشغال عن الطريق باستخدام الهاتف، سواء لتصفح الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، أو إجراء المكالمات، أو غيرها، مشيراً إلى أن عقوبتها هي الغرامة المالية 800 درهم، وتسجيل أربع نقاط مرورية في ملف السائق المروري.
كما حذّر من السلوكيات السلبية والأخطاء الجسيمة التي يرتكبها بعض السائقين، وتشكل خطورة بالغة على السلامة المرورية، مؤكداً مواصلة العمل على تعميق الوعي، وتنمية الثقافة المرورية لدى الجمهور، وترسيخ الالتزام بقانون السير والمرور، وتفعيل دور الشراكة المجتمعية.
وبثت شرطة أبوظبي، أخيراً، عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو لحوادث حقيقية، بالتعاون مع مركز التحكم والمتابعة (الالتزام بقواعد السلامة المرورية)، تظهر مخاطر الانشغال بغير الطريق أثناء القيادة.
ونبهت دراسات مختصة عدة إلى تأثير استعمال الهاتف السلبي في أداء السائق الجسماني والإدراكي، ومهامه، وفي مقدرته على اتخاذ القرارات الحاسمة والصائبة. وبيّنت أن قلة تركيز السائق خلف المقود، تفقده عنصراً أساسياً من عناصر القيادة السليمة وهو «اليقظة»، أي الانتباه لكل شاردة وواردة كل الوقت، ومن أمثلة الانشغال الأكل والتدخين، واختيار محطة إذاعية، والتحدث في الهاتف النقال (الجوال) أثناء القيادة.
وأكدت نتائج إحدى الدراسات العربية، أن الانشغال بالهاتف له علاقة كبيرة بالحوادث المرورية، ولعله يكون من أكبر أسبابها، ويمكن أن يضاعف من احتمالية وقوع الحادث، لأن أخطار التعرض للحوادث تتضاعف تسع مرات إذا انشغل السائقون عن القيادة بالتقاط شيء ما، في حين تتضاعف ثلاث مرات إذا انشغلوا بأجهزة الهاتف النقال، ويمكن أن يقع الحادث في أقل من ثانية، أي بمجرد أن يمسك هاتفه في يده.