قال المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الإدارية ناصر القحطاني إن الجامعات العربية تواجه تحديات تتعلق بالتمويل والبنية التحتية وتوظيف البحث العلمي لخدمة المجتمع وكذلك التعاون الدولي.
جاء ذلك في كلمة للقحطاني أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العربي الخامس حول التعليم العالي والتنمية المستدامة الذي تنظمه المنظمة العربية للتنمية الإدارية على مدار يومين تحت عنوان «دور الجامعات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة».
وأوضح القحطاني أن المؤتمر يهدف إلى توفير منصة عربية يتم من خلالها تسليط الضوء على أهمية دور الجامعات ومخرجاتها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف أن أهداف التنمية المستدامة تمثل «مجموعة متكاملة مترابطة» في إطار رؤية الأمم المتحدة لعام 2030 وبمضامين تستهدف تحسين جودة الحياة في المجتمعات والقضاء على الفقر ومواجهة تحديات تدهور البيئة وتعزيز التعليم وتعزيز الشراكات العالمية وغيرها من الأهداف التي تتطلب جهودا مشتركة على المستويين الوطني والدولي.
وأشار القحطاني إلى أن الجامعات تسهم بدور «كبير ومهم» في تحقيق هذه الأهداف فهي «المنابع الرئيسية» لنقل المعرفة والتعليم كونها تمتلك «دورا حيويا» في بناء القدرات البشرية وتطويرها مبينا أن دور الجامعات لا يقتصر على تزويد الطلاب بالمعرفة بل يتعداه ليشمل تحفيز البحث العلمي وتطوير التقنيات الحديثة التي تسهم في مواجهة التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية وكذلك تقديم المبادرات والحلول.
وأكد أهمية أن يدرك صناع القرار أهمية دور الجامعات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة حيث إن الجامعات تعد «مركزا رئيسيا» للبحث والتطوير كما تلعب «دورا حيويا» في تسهيل التقدم التكنولوجي واستيعاب نواتج الثورة الصناعية الرابعة وتوظيفها في دعم متطلبات التنمية المستدامة وإقامتها.
من جهته. أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري محمد عاشور في كلمة مماثلة أهمية دور الجامعات في بناء وتطوير السياسات الرامية لتحقيق التنمية المستدامة باعتبارها «حاضنات للأفكار والإبداع القادرة على إيجاد حلول علمية للمشكلات».
وشدد على أن التنمية الاستدامة ضرورية للكوكب كله وأن أجندة التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة يتطلب تحقيقها العمل الشامل الذي يشمل الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
ودعا عاشور الى تمكين الطلاب من الدراسة والبحث في مجالات مثل تغير المناخ وحماية البيئة وغيرها من القضايا المختلفة ذات الأولوية لمواجهة التحديات الملحة مؤكدا أن ذلك يتطلب دمج أهداف التنمية المستدامة في البرامج التعليمية والأنشطة الطلابية لتشجيع الابتكار والتفكير بشكل إبداعي وإيجاد الأفكار والحلول «غير التقليدية» للتحديات الحالية والمستقبلية.
بدوره، قال الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية د.عمرو سلامة في كلمته إن العالم العربي يواجه تحديات هائلة أمام تحقيق التنمية المستدامة مبينا أن هناك فوارق هائلة في الفرص وعدم المساواة بين الجنسين والبطالة وخاصة بين الشباب وكذلك التهديدات الصحية العالمية مثل جائحة فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19) التي أظهرت مركزية العلم في مواجهة الأزمات.
وأوضح أن جميع الأهداف الـ17 للتنمية المستدامة لها «روابط مهمة» مع التعليم لافتا إلى أن الجامعات هي المؤسسات المعنية بإنتاج المعارف وتحليل قضايا السياسات العامة خارج الإطار السياسي وتتولى تأهيل العلماء وتشخيص التحديات.
وقال سلامة إن «تأثير الثورة الرقمية وتكنولوجيا تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا النانو ودور الروبوتات «تعتبر من الأمور الحاسمة بالنسبة للتعليم العالي والتي ستؤثر على سوق العمل»، حيث ستختفي وظائف عديدة وتظهر وطائف جديدة».
وأشار إلى أن الاقتصاد الرقمي يضاعف النمو بالاقتصاد أربعة أضعاف مقارنة بالطرق التقليدية الأخرى لافتا إلى أن الاقتصاد الرقمي في الدول العربية يمثل أقل من 5% من الاقتصاد «وهي نسبة ضئيلة».
وبين أن «تردي التنمية المستدامة» يرجع إلى نقص عملية توليد المعرفة «البحث العلمي»، مشيرا إلى أن الإنفاق على البحث العلمي يصل إلى 1% من مجمل الدخل القومي العربي بينما يصل إلى 4% في الدول المتقدمة.