فجر كل يوم، يستيقظ أحمد إبراهيم وأشقاؤه وعدد من جيرانه، متوجهين إلى مزرعة الفراولة، يبدؤون في جني المحصول خلال الساعات الأولى من الصباح، وفرزها وتجهيزها في عبوات بلاستيكية مخصصة، لنقلها إلى الثلاجات بسيارات التجار.
شهرة امتازت بها قرية الروضة في مركز القنطرة غرب بمحافظة الإسماعيلية، بعد أن حصل إنتاج الفراولة على العديد من الشهادات التي جعلتها المنطقة الأبرز لتصدير الفراولة لدول الاتحاد الأوروبي.
مزارعون: إنتاج العام وفير وبمواصفات خاصة
وقال أحمد إبراهيم إن زراعة الفراولة في قرية الروضة بدأت قبل 10 سنوات تقريبا بمساحات قليلة، إلا أنه تطور مع بدء تصديرها، لتتجاوز المساحة المنزرعة ألف فدان تقريبا.
وأضاف خلال حديثه لـ«الوطن»، أن المزارعين أصبح لديهم من الخبرة والكفاءة ما يمكنهم من تطوير عمليات الزراعة للحصول على أفضل جودة بالتزامن مع التغيرات المناخية المختلفة التي تحدث كل عام.
وقال محمد عبد الحميد أحد مزارعي الفراولة في قرية الروضة، إن زراعة المحصول يبدأ شهر سبتمبر في كل عام، ويبدأ جني بشائر المحصول في شهر ديسمبر، وحتى أول شهر يناير من كل عام، مضيفا لـ«الوطن»، أن مناخ العام الجاري كان من أفضل الأعوام مناسبة لزراعة الفراولة، وهو ما عاد على الإنتاج بمردود كبير في زيادة الإنتاج ووفرته.
وقال أحد مزارعي الفراولة: «المزارعون في الإسماعيلية يعملون على زيادة الإنتاج، باتخاذ كافة الاحتياطات، سواء بالتسميد أو رش المبيدات المسموح بها، خاصة مع تضييق استخدام المبيدات لتلائم التصدير والمواصفات الأوروبية، لزيادة تحسين الإنتاج والحفاظ عليه»، مشيرا إلى أن زراعة الفراولة يعتمد عليها المزارعون بشكل أساسي كل عام.
وأكد أن الإسماعيلية أصبحت تشتهر بزراعة الفراولة، كما اشتهرت بزراعة المانجو، مشيرا إلى أن جودة الأرض وخصوبتها ساعدت على الإنتاج الوفير، إلى جانب الخبرة الكبيرة التي اكتسبها الفلاحون من توالي عمليات الزراعة عام بعد عام.
زراعة الإسماعيلية: ارتفاع مساحة زراعة الفراولة إلى 8 آلاف فدان
وقال إسماعيل العطار وكيل وزارة الزراعة في محافظة الإسماعيلية، إن إجمالي الأراضي المزروعة بمحصول الفراولة في الإسماعيلية بالكامل بلغت 8 آلاف فدان تقريبا، مشيرا إلى أن قرية الروضة في مركز ومدينة القنطرة غرب أحد أهم القرى في إنتاج الفراولة للتصدير.
وأضاف العطار لـ«الوطن»، أن قرية الروضة وحدها تضم أكثر من 1000 فدان يتم زراعتها بالفراولة، منها للتصدير وجزء آخر للإنتاج المحلي في أسواق الإسماعيلية والمحافظات المجاورة.
وقال ثروت هاشم مدير الجمعية الزراعية في قرية الروضة، إن الفدان الواحد ينتج من 40 إلى 50 طنا من محصول الفراولة سنويا، ويعمل الفلاحون في القرية على الاستفادة من التغيرات المناخية للحصول على أجود محصول باستخدام الصوب الزراعية.
وأضاف ثروت هاشم، «الفلاح في القرية اكتسب خبرة كبيرة في زراعة الفراولة والتسميد، وأيضا في عمليات رش المبيدات التي تحافظ على المحصول دون التأثير عليه لقبوله في عمليات التصدير التي تحتاج إلى مواصفات خاصة»، مشيرا إلى أن الزراعة تتابع المحصول بشكل دوري منذ زراعته وحتى موسم حصاده.