جسد نحيل وبشرة سمراء، وملامح تجمع بين البراءة والشقاوة وخفة الظل، جعلت من الضيف أحمد، فنانًا ذا طبيعة خاصة، كأحد الوجوه الفنية التي يشار إليها بالبنان التي تركت بصمة فنية كبيرة خلال فترة قصيرة تعيش للأبد، وتحل اليوم ذكرى ميلاده الذي يوافق يوم 12 فبراير 1936.
عشق الضيف أحمد الفن منذ نعومة أظافره، وأخرج عددًا من الأعمال المسرحية على مسرح الجامعة وحصل من خلالها على عدد الميداليات، وقدم عددا من الأعمال الشهيرة مع «ثلاثي أضواء المسرح»، منها: «دكتور الحقني، كوتو موتو يا حلوة يا بطة، الزواج على الطريقة الحديثة، 30 يوم في السجن، شاطئ المرح، مراتي مدير عام، شباب مجنون».
علاقة الضيف أحمد بسمير غانم
وروى الفنان الراحل سمير غانم، في حوار تليفزيوني له، مع الإعلامي وائل الإبراشي، كواليس اللحظات الأخيرة لـ الضيف أحمد، حيث كان بصحبته، قبل وفاته بساعات قليلة، حيث قائلا: «كنا نحضر عرض فيلم حدث في عزبة الورد في الأردن، وخلال عودتنا في الطائرة، كان يبدو عليه الصمت الشديد، وكان همه الوحيد التواجد مبكرًا لحضور بروفاته مسرحيته كله واحد وله عفريت، حيث كان من المُقرر أن يخرجها».
كان الضيف أحمد، صامتًا فور نزوله من الطائرة، واقفًا بعيدًا عن أصدقائه، حتى مازح أحد العازفين سمير غانم قائلاً: «الضيف شكله بيموت»، وبعد توجه كل فرد منهم إلى منزله، لأخذ قسط من الراحة، قبل بدء بروفات المسرحية في اليوم التالي، تلقى اتصالا هاتفيا من قِبل جورج سيدهم، ليخبره بأن «الضيف» قد فارق الحياة، وتركت وفاته أثرًا بالغًا في نفوس «سمير» و«جورج»، اللذين رفضا التعاون مع فنان آخر، يحل مكانه: «تلقينا دعوات من شباب كثيرة يشبهون الضيف أحمد، للتواجد مكانه لكن رفضنا ذلك واشتغلنا أنا وجورج بس».
سمير غانم يكتب قصيدة في رثاء الضيف أحمد
حرص سمير غانم على رثاء الضيف أحمد بقصيدة شهيرة يقول فيها: «عزيزي الضيف أحمد بسأل عنك كل ما بضحك، بس ما بيجيش الرد، كل ما بلمح حد واصلك، أجري له ألقاه يتشد.. بيني وبينك عندك أحسن، أروق، أنضف، لولا الرب علينا بيلطف، كنا زمانا بناكل بعض.. بس بنضحك، نزعل نضحك، نفرح برضه نضحك.. عزيزي الضيف أحمد ما أعرفش إذا كنت سامعني ولا ما عدتش تسمع حد، فاكر لما نغني كنا نضحك طوب الأرض.. بيني وبينك كل ما أدقق، أفكر، أمعن، بشعر إني خلاص حاتجنن، بس مافيش م المكتوب بد، وأهي أيام بتعدي يا ضيف وهنتقابل بلا تكليف».
ومضت السنوات واجتمعت الصديقان مجددًا لكن ليس في عمل فني كما اجتماعا للمرة الأولي، بل في دار الحق والبقاء، على أثر تدهور حالته الصحية عقب إصابته بفيروس كورونا، في 21 مايو 2023، ليتقابلا بلا تكليف كما قال سمير غانم: «وأهي أيام بتعدي يا ضيف وهنتقابل بلا تكليف».