علاقات و مجتمع
20 عامًا من السفر والعلاج والتعب في الوقت التي كانت فيه بحاجة للدعم، هي عزيزة أحمد عمر عبد ربه الأم الستينية التي هاجمها السرطان في الأربعينات من عمرها، وفازت بلقب الأم المثالية الثانية على مستوى الجمهورية ضمن أكثر من 30 سيدة أخرى، بعد رحلة طويلة من الصبر والقوة التي تتميز بها المرأة المصرية، أخفت خلالها خبر مرضها عن أبنائها الصغار خوفاً من أن يتأثروا، حسبما روت لـ«هن».
رحلة «عزيزة» مع السرطان رافقها فيها الأخ والزوج
كان العام الثاني بعد الألفين حزيناً على الأم البسيطة التي تخرجت من الدبلوم الفني وعملت «كاتب أول» في مدرسة ابتدائية، إذ هاجمها سرطان الثدي بينما كان ابنها الأول في الصف الثالث الابتدائي والثاني في الصف الأول أما التوأم كانا يبلغان من العمر عام ونصف، لم ترِد الأم المثالية الثانية على الجمهورية أن يتأثر أبنائها بخبر مرضها فأخفته عنهم قرابة الـ20 عاماً، قالت: «ولادي عرفوا لما كبروا وزعلوا اني إزاي معرفتهمش قالولي إني مكنش مفروض اخبي عليهم عشان يكونوا موجودين جنبي قالولي التعليم مش اهم من صحتك مش عايزين التعليم وعايزينك انتي، جالي المرض في 2002 وكان ابني الدكتور محمد في 3 ابتدائي والدكتور أحمد في أولى ابتدائي والتوأم كان عندهم سنه وسبع شهور، لما كنت اروح اتعالج كنت بسيبهم عند اخواتي شوية أو حد من العيلة وكانت معاناة وشحطته شوية، بس الحمدلله بقيت أحسن».
عزيزة أحمد: كنت بساند ولادي في عز تعبي
كانت تتألم من المرض وكان ذلك أهون عليها من أن يعلم أطفالها بحقيقة مرضها بالسرطان، لذلك خلال رحلات العلاج كانت تخبرهم بأنها جلسات علاج طبيعي على كتفها المصاب بالتهابات حادة، ثم تعود لتذهب معهم الى مكاتب تحفيظ القرآن الكريم ، وتذاكر لهم دروسهم، وكانت أيضاً تسافر معهم في فترة الامتحانات ،وتظل معهم طول فترة الامتحانات لحرصها الدائم على رعايتهم وراحتهم، قالت «عزيزة»: «في عز تعبي من جلسات الكيماوي كنت بروح واسافر معاهم وهفضل واقفه جنبهم لآخر عمري خبيت مرضي عليهم خوفاً على مستقبلهم عشان ميتأثروش بالزعل عليا، وفي رحلة العلاج كان اخويا اللي يسافر معايا شوية وزوجي شوية ، بس كان عنده شغله في الغيط عندنا ارض بنزرعها كان بيسرح عشان يصرف على السفر ومصاريف العيال والعلاج، كان شغال فى مديرية التربية والتعليم لكن حاليا معاش».
تلك الرحلة التي صبرت فيها الأم المثالية أثمرت عن تعليم وتفوق أبنائها إذ التحق الأول والثاني بكلية الطب والجراحة، أما الثالث التحق بكلية الصيدلة والأخير يدرس في كلية طب الأسنان.