20 عامًا بلياليها، مرت دون أن يعلم أن والدته تعيش وتتنفس في ركن آخر من العالم، بينما هي لا تعلم أين يعيش فلذة كبدها، فتركته طفلًا صغيرًا نتيجة مشاكل عائلية، فهي مغربية وزوجها مصري، عاش سويًا بليبيا، ثم افترق الاثنان في مصر، لتكتب قصة حزينة، انتهت بعودة الاثنين إلى أحضان بعضهما، بعد سنوات ضاعت، دون ابن يأخذ بيد والدته، وأم توزع حنانها على ابنها.
مصطفى سعيد، عثر على والدته المغربية بعد 20 عامًا من الفراق، يحكي لـ«الوطن»، الحكاية التي حدثت عام 2003، حين اختلف الأب والأم، وكان الطلاق، لتُقرر المغربية العودة إلى بلادها، ومن وقتها، انقطعت الصلة: «كل السنوات دي كنت مفكر أمي ماتت».
من خلال أحد أفراد العائلة.. «مصطفى» يعلم السر
منذ فترة ليست طويلة، علم «مصطفى» أن والدته على قيد الحياة، وذلك من خلال أحد أقاربه، إذ أبلغه بالسر حين كان على فراش الموت: «حد من عائلتي اتصل بيا وطلب مقابلتي، بلغني بالسر وتوفي بعدها بيومين، وحكى لي الموضوع وعرفني عنوان بيتنا القديم، واجهت والدي بالحقيقة وإن والدتي عايشه، وفعلا أكد اللي عرفته».
مهمة البحث عن والدته
بدأ «مصطفى» مهمة البحث عن والدته بإيجاد طريقة للسفر إلى المغرب، وطريقة أخرى لإيجاد قسيمة الزواج بين الوالدين، والذي حدث في لبيبا، دون جدوى، محاولات مختلفة، انتهت باللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وهناك، حققت «السوشيال ميديا» الجانب الإيجابي منها، يروي: «مكنش معايا غير اسم والدتي فقط، مفيش صورة، حاولت بالاسم وصورتي وصورة والدي إني أوصل من خلال الصحفيين والناس في المغرب، وبعد محاولات، حد تواصل معايا وبلغني إنه قريب والدتي».
أول مكالمة فيديو بينهما.. بكاء وذهول وسعادة
ذهول وصدمة أثناء أول مكالمة فيديو عبر تطبيقات المحادثات، فهي تعيش في المغرب، بينما هو في مصر، المكالمة نصفها بكاء ودموع، والنصف الآخر صدمة ودعاء، يخشي الاثنان أن ما يحدث هو مُجرد حلم: «كنا بنعيط إحنا الاتنين، مكنتش مصدق إن أنا خلاص عرفت والدتي، بعد رحلة بحث طويلة، واقتناع إنها متوفاة، الحمد لله، بنتكلم دايمًا وإن شاء الله هتنزل لي مصر قريب».