الإثنين 6 نونبر 2023 – 09:00
بعد محاولات سابقة لتأسيس تنظيم سياسي بمرجعية أمازيغية مغربية، خاصة بعد حل “الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي” من طرف وزارة الداخلية سنة 2008، تحرك عدد من أعضاء الحركة الأمازيغية بالمغرب من جديد بهدف تأسيس حزب مغربي يحمل اسم “حركة النجوم الثلاثة”، في إحالة على الثالوث الأمازيغي “أكال، أفكان، أوال”، أي الأرض والإنسان واللغة.
وحسب مشروع الأرضية السياسية الذي جرى تقديمه على هامش اللقاء التشاوري الأول للديناميات الأمازيغية، الذي نظمته حركة “أزطا أمازيغ”، أمس السبت بالرباط، وتتوفر هسبريس على نسخة منه، فإن “النسق السياسي والحزبي المغربي يعاني منذ ثلاثينيات القرن الماضي من معضلات بنيوية مرتبطة بما يمكن تسميها أخطاء النشأة، إذ عانت الأحزاب والنقابات وكل تنظيمات الطيف السياسي والثقافي من أزمات حقيقية تسائل حقيقة وجودها، فكان خطاب هذه الأحزاب وأيديولوجياتها غير منسجمة مع الهوية والثقافة المغربية، لأنها مستوردة في قوالب فكرية جاهزة، لم تنتجها التربة المغربية، ما أفرز ممارسة سياسية غير سليمة وغير فعالة”.
وأضاف المصدر عينه أن “الحركة الأمازيغية اشتغلت منذ عقود من خارج بنية السلطة والنسق السياسي المغلق، وانطلقت من الأسفل وبنت خطابها على أسس علمية وثقافية وفكرية متينة ومحكمة”، مسجلا في الوقت ذاته أن “التفكير في أي مشروع سياسي وتنظيمي للحركة الأمازيغية يقتضي بالضرورة إعادة قراءة التجارب السابقة، قراءة نقدية وموضوعية، واستحضار التحولات السياسية والاجتماعية والثقافية العميقة التي يعيشها المغرب، وتجاوز الأخطاء وتضييع الوقت في اللاجدوى، من خلال الوقوف، بتأن ودقة، على أسباب فشل المبادرات والمحاولات السابقة التي اشتغلت على التنظيم السياسي”.
في هذا الصدد، لفت مشروع التنظيم السياسي سالف الذكر إلى “قصور وجمود الآليات التقليدية التي تشتغل بها الحركة الأمازيغية منذ تأسيس الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي الذي أحدث نهضة حقيقية في الخطاب والتنظيم الأمازيغيين، رغم إجهاضه”، إضافة إلى “انتشار الانتهازية والوصولية داخل الحركة الأمازيغية بعد إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وخلق نسيج جمعوي مواز، فاقد للثقافة الحقوقية وروح الخطاب الأمازيغي، وتعميق النزاعات ذات الطبيعة الشخصية في سجالات الفاعلين داخل الحركة الأمازيغية، وانتقال جزء مهم من نخبتها من صناعة الأفكار، وطرح البدائل الممكنة للنضال الأمازيغي، إلى تبرير سياسة الدولة وفشل الأحزاب”.
وحول أهداف حزب “النجوم الثلاثة” أشار المصدر سالف الذكر إلى أن “هذا المشروع السياسي الجديد ذي المرجعية الأمازيغية يروم بناء مغرب أفضل يتسع لجميع أبنائه، ومبني على مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية، والحداثة وأسس الدولة المدنية”، إضافة إلى “محاربة الاحتكار السياسي والهيمنة الحزبية، وضمان مشاركة الأمازيغ في القرار السياسي، وتعزيز وتقوية جسور العلاقات والحوار مع الأحزاب والتنظيمات السياسية والثقافية والمدنية الأمازيغية في كل من الجزائر وتونس وليبيا وأزواد والنيجر وموريتانيا، بما يخدم حقوق الأمازيغية والقضايا الوطنية، وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية للمغرب، ونشر ثقافة السلم والسلام، ونبذ كل أشكال التطرف والإرهاب في بلدان شمال إفريقيا”.
عبد الله بوشطارت، فاعل أمازيغي، قال: “نحن كمجموعة الوفاء للبديل الأمازيغي، الذي انبنى عليه الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي المنحل برئاسة المرحوم دا حماد الدغرني، قدمنا أرضية سياسية لحزب النجوم الثلاثة، إذ قمنا بتركيب جميع الأوراق السياسية التي تحمل مشاريع أحزاب منذ 2002، واقترحنا مشروعا لتوحيد جميع التيارات السياسية والاتجاه نحو تأسيس تنظيم سياسي بمرجعية أمازيغية، لأنه أصبح ضرورة أمام ما تعيشه بلادنا من تحولات ورهانات”، موردا أنه “ستكون هنالك لقاءات في الجهات والمدن لتقريب وجهات النظر حول المشروع، والإنصات للمقترحات الأخرى التي تؤمن بالخيار السياسي”.
وأضاف بوشطارت في تصريح لهسبريس أن أهداف هذا المشروع السياسي تتمثل في “الدفاع عن قضية الصحراء في ظل التحولات التي تعرفها الأمازيغية ضمن الخريطة الجيو-إستراتيجية في شمال إفريقيا والصحراء والساحل، خاصة في إقليم أزواد وليبيا وشمال النيجر وجنوب الجزائر وحكومة القبايل”، إضافة إلى “العمل على حماية المغرب من المد الإرهابي والاجتياح الإيراني الذي يعول على البوليساريو كتنظيم إرهابي هدفه زعزعة أمن واستقرار المنطقة”، لافتا في الصدد ذاته إلى أن “الأحداث الإرهابية الأخيرة في السمارة دليل ناصع على الأدوار الإرهابية للبوليساريو، فيما تندد الحركة الأمازيغية بهذا الاستهداف الإرهابي للأقاليم الجنوبية المغربية”.
المصدر: وكالات