تمكنت عناصر الوقاية المدنية بثكنة سطات، مؤازرة بعنصرين من فرقة الضفادع البشرية التابعة للدار البيضاء، الأحد، من انتشال جثة شاب قضى نحبه غرقا بنهر أم الربيع على مستوى دوار بوشاكر المعروف بـ”الكرسيفي”، في النفوذ الترابي لجماعة مشرع بن عبو. وقد تم نقل الجثة بواسطة سيارة الخدمات الاجتماعية، التابعة للجماعة الترابية مشرع بن عبو، إلى مستشفى الحسن الثاني بسطات قصد تشريحها لفائدة البحث الاعتيادي.
مصادر هسبريس أفادت أن الكاتب العام لعمالة سطات انتقل رفقة عدد من رؤساء المصالح، خاصة بالدرك والوقاية المدنية، إلى منطقة بوشاكر وأعطى تعليماته بمنع كل وافد على المكان، مع تشديد الحراسة على منفذ الوادي بمنطقة “الكرسيفي”. وقد تكلفت بذلك فرقة مشتركة من ممثل السلطة المحلية والدرك الملكي بمشرع بن عبو وعناصر القوات المساعدة.
هسبريس زارت مكان غرق الشاب والتقت بعبد المجيد، أحد أبناء جماعة مشرع بن عبو، الذي قال إن المكان، الذي يقصده المواطنون على ضفة أم الربيع بدوار بوشاكر، مكان جميل للسباحة، قبل أن ينبه إلى خطر النهر بعد تزايد انسيابه، فضلا عن الحفر المنتشرة على طوله. ولفت إلى أن السباحة فيه منعت من قبل السلطات وباقي الجهات المسؤولة، مستدلا على ذلك بالدوريات المختلطة وعلامات المنع المنتشرة.
وقال عبد المجيد، في تصريح لهسبريس، إن المواطنين الوافدين من مناطق أخرى يكونون أكثر عرضة للغرق بحكم عدم درايتهم بالمنطقة والسباحة على حد سواء، مشيرا إلى أن أبناء المنطقة يقومون دائما بإغاثة الناس وتخليصهم من الموت المحقق. وأضاف أنه أنقذ أكثر من 10 مواطنين، معربا عن أسفه بكون ذلك الشاب غرق في الوقت الذي لم يكن هناك أحد من أبناء المنطقة الذين يجيدون السباحة.
ووجّه عبد المجيد ملتمسا إلى جميع الجهات المسؤولة بتهيئة المكان وتنظيمه وتكوين شباب المنطقة وتأطيرهم لإنقاذ الناس، حتى يتحول هذا الفضاء إلى منتجع سياحي ومتنفس للمواطنين، الذين يقصدونه من سطات ونواحيها والرحامنة ومراكش، مشيرا إلى أن ذلك سيخلق رواجا تجاريا يعود بالنفع على الساكنة. وقدم شكره للوقاية المدنية والسلطات المحلية والدرك الملكي وأبناء المنطقة على مجهوداتهم لإنقاذ المواطنين.
في السياق ذاته، أعرب بوشعيب النجار، الفاعل الحقوقي بمدينة سطات، عن أسفه لاستمرار ضحايا نهر أم الربيع لأسباب متعددة، ذكر منها عدم تهيئة الأماكن السوداء كمنطقة بوشاكر التي توفي فيها هذا الشاب، ومنطقة مشرع بن عبو المركز، فضلا عن منطقة قنطرة بولعوان على مستوى جماعة مزورة في الحدود بين سطات والجديدة.
وأشاد النجار، في تصريحه لهسبريس، بوضع السلطات المحلية والدرك الملكي مؤخرا علامات لمنع السباحة في كل هذه الأمكنة، إلا أن هذه العلامات غير كافية نظرا لطول النهر وتسلل المواطنين من أماكن مختلفة، خاصة القاصرين والشباب، الذين بلغ عدد ضحاياهم من الغرقى ما يفوق 7 أشخاص لحد الآن، يضيف المتحدث، الذي نوه بتخصيص دوريات، مكونة من الدرك والسلطة المحلية والقوات المساعدة بمشرع بن عبو، لمنع الوافدين، واصفا عمل هذه الدوريات بالشاق بحكم طول مسافة النهر التي لا يمكن ضبطها.
وطالب الفاعل الحقوقي ذاته الجهات المسؤولة بتكثيف الدوريات حتى تعطي نتائجها، وموازاة مع ذلك العمل على إحداث مسابح بكل الجماعات الترابية، سواء القروية أو الحضرية، للحد من نزيف الغرقى في صفوف الشباب، الذين يذهبون ضحية غياب مرافق ترفيهية في عز أيام الحرارة المفرطة التي تعرفها بلادنا.
المصدر: وكالات