وضع حقوقي صعب تعيشه ساكنة مخيمات تندوف بالتراب الجزائري، طالبت على إثره الجمعية الصحراوية لمكافحة الإفلات من العقاب بضرورة إطلاق سراح كل السجناء المحتجزين بالمراكز السرية لدى بوليساريو، والوقف الفوري لحملات القمع والتنكيل التي تستهدف النشطاء الصحراويين بمخيمات تندوف.
كما طالبت الجمعية الموجودة بإسبانيا، حسب بيان توصلت هسبريس بنسخة منه، برفع حظر التجوال وكل التدابير التي تقيد الحقوق والحريات بهاته المخيمات، وحث الدولة الجزائرية على فتح تحقيق قضائي حر ونزيه في كل حالات القتل خارج القانون والاختفاء القسري والاحتجاز التعسفي والتعذيب المرتكبة من طرف البوليساريو داخل مراكز الاحتجاز السرية التابعة لها، واتخاذ التدابير القانونية اللازمة لكشف مصير المختفين بالسجون، والتحقيق في ظروف اختفائهم وتسليم رفاتهم لذويهم، وجبر الضرر بالنسبة للضحايا وذويهم، وكذا محاسبة قياديي البوليساريو الضالعين في هاته الجرائم من أجل ضمان عدم إفلات الجناة من العقاب.
وطالبت كذلك بضمان احترام الدولة الجزائرية جميع التزاماتها الدولية المنصوص عليها في المواثيق الدولية التي تعد طرفا فيها، وتنفيذ كل المقررات الأممية الصادرة بشأنها فيما يتعلق بوضعية حقوق الإنسان بمخيمات تندوف، خصوصا تلك الصادرة عن اللجنة الأممية لحقوق الإنسان، والتي دعت فيها الجزائر إلى إنهاء التفويض غير القانوني لسلطاتها لجبهة البوليساريو.
كما دعت الهيئة ذاتها الدولة الجزائرية إلى اتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية كل الأشخاص المتواجدين فوق ترابها، خصوصا بمخيمات تندوف، مشيرة إلى أن الجزائر تحولت إلى سجن كبير تنتهك فيه الحقوق والحريات، وتزهق فيه أرواح المدنيين خارج نطاق القانون.
وحثت المفوضية السامية لغوث اللاجئين على تفعيل ولايتها الحمائية لفائدة سكان مخيمات تندوف، وتوفير كل الضمانات التي تمكنهم من تمتعهم بحقوقهم التي يكفلها لهم القانون الدولي، وعدم تعرضهم لأي شكل من أشكال المعاملة المهينة أو الحاطة من الكرامة.
ودعت الجمعية المنتظم الحقوقي الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل وضع حد لمأساة الصحراويين بالمخيمات، ومتابعة كل الجهات المتورطة في الانتهاكات التي تطالهم خارج نطاق القانون.
في تصريح لهسبريس، شدد فاضل بريكة، عضو الجمعية المذكورة والمعتقل السابق بسجون البوليساريو، على ضرورة محاكمة الجلادين أمام المحاكم الدولية، وعلى رأسهم زعيم الجبهة إبراهيم غالي، الذي كانت آخر فصول متابعته القضائية بإسبانيا.
وقال بريكة إن الجمعية تتابع بقلق ما جرى للمدافع عن حقوق الإنسان سالم ماء العينين السويد، الذي تم إلقاء القبض عليه من طرف ميليشيات البوليساريو في فاتح ماي الجاري، مضيفا أن ماء العينين السويد بدل أن يفرح باليوم العالمي للعمال قضى ذلك اليوم خلف القضبان، بعدما تم اختطافه في الساعة التاسعة ليلا عند نقطة مراقبة تابعة للشرطة الجزائرية بولاية تندوف.
وتابع قائلا: “الخطير في الأمر أن ذلك تم أمام مرأى ومسمع الجزائريين”، مبرزا أن الجزائر وسلطاتها أخلت بمبادئها وبالقانون الدولي، وتخلت عن ولايتها القضائية على ترابها وأقاليمها، وسمحت لعصابة خارجة عن القانون بممارسة التعذيب في حق المواطنين.
وأشار إلى أنه تم الزج بالناشط الصحراوي في السجون السرية للبوليساريو بسبب مشاركته ضمن مجموعة من المدافعين عن حقوق الإنسان في الوقفات الاحتجاجية، وفضحه اختلاسات الأموال التي تدعم بها المنظمات الدولية اللاجئين الصحراويين في تندوف، والتي أصبحت مصدر رزق بالنسبة لقيادة البوليساريو.
وسجل بريكة العديد من الانتهاكات الخطيرة التي ارتكبتها البوليساريو بدعوى خرق حظر التجوال الليلي الذي تقيمه على المخيمات، في الوقت الذي يمنع القانون الدولي حظر التجوال إلا في حالات نادرة ولمدة قصيرة لا تتجاوز 15 يوما.
كما سجل تعرض العديد من صحراويي المخيمات لإصابات بليغة ومتفاوتة الخطورة، ارتكبتها البوليساريو بدعوى خرق حظر التجوال الليلي كما هو الحال بالنسبة للناشط الصحراوي حنيني بركي سيدي لعبيد، الذي تعرض للتعذيب، يوم 27 أبريل 2023 على الساعة 22 ليلا بمخيم الرابوني، من طرف عناصر البوليساريو، مما تسبب له في أضرار جسدية ونفسية بالغة، إضافة إلى الشابة الحسينة سالم أحمد باركللا، ابنة أخ القيادي السابق والمعارض الحاج أحمد بارك الله، التي تم تعنيفها بقوة وسحلها ليلة 30 مارس 2023 إثر اقتحام منزل عائلتها بمخيم الداخلة من طرف عناصر الدرك خلال مطاردة أخيها تحت ذريعة عدم التقيد بأوامر حظر التجوال الليلي.
المصدر: وكالات