دراما من نوع مختلف يقدمها الفنان أحمد أمين خلال موسم رمضان 2025، إذ يجسد شخصية «عبدالعزيز النص» اللص التائب الذي يحاول الابتعاد عن عالم الجريمة من خلال مقاومة الاحتلال البريطاني كون أحداث المسلسل تدور في حقبتي العشرينات والثلاثينات، وما يميز العمل الفني أنه مستوحى من كتاب مذكرات نشال، ويشارك في بطولة المسلسل أسماء أبو اليزيد وصدقي صخر وحمزة العيلي، والمسلسل من تأليف ورشة كتابة وإخراج حسام علي.مذكرات نشال، هو كتاب للمؤلف أيمن عثمان، يحكي فيه السيرة الذاتية لشخص يدعى «عبدالعزيز النص» الذي جاء إلى مقر جريدة «لسان الشعب» عام 1924، لمقابلة الصحفي حسني يوسف طالبًا منه كتابة مذكراته الشخصية، إذ إنّ حياته كانت مليئة بالمواقف المثيرة، بداية من اتخاذه «النشل» وظيفة له، حتى ابتعاده عن السرقة ليصبح مثالًا لحسن الخلق في نظر المواطنين.
يصف الكتاب المكون من 20 فصلًا، «النص» بأنه رجل وسيم ومظهره أنيق طويل القامة وجسده ممتلئ، كان والده رجل طيب الأخلاق ويحبه كثيرًا كونه الابن الوحيد، ولم يكن يحب أن يعاتبه أبدًَا حتى عندما كان يهرب من المدرسة أو الكُتّاب، ومن هنا بدأ اللص التائب في فعل ما يحلو له، حتى تعرف على شخص يدعى «محمود دقدق»، وهو أحد كبار النشالين في حقبة العشرينيات، ليبدأ في ممارسة النشاط الإجرامي، حيث انتشرت في تلك الفترة، مدارس لتعليم «النشل» للصغار في الأحياء الشعبية.
ويحكي «النص» للصحفي أنه تعلم «كار النشل» سريعا حتى تفوق فيه على معلمه، ولم يكن يفعل ذلك بسبب الاحتياج إلى المال، بل لأنه أحب السير في طريق الجريمة، وعقب وفاة والده، ورث مبلغًا جيدًا من المال، إلا أنه أنفقه بسرعة شديدة وببذخ، ليحترف «السرقة» ويُذاع صيته بين المجرمين، وعندما حصل على إيرادات جيدة، قرر أن يفتح دكانًا، بحسب ما ذُكر في الكتاب.ومع تيسر الحال، قرر اللص التائب أن يتزوج، وعقب شهر ونصف الشهر من الزفاف، تفاجأ بوالد وشقيق زوجته رفقة عمها وابن عمها، يطلبون منه أن «يحلف يمين الطلاق» بعدم العودة إلى «النشل» بعد أن أكد لهم أنه ابتعد عن ذلك الطريق، وبالفعل امتثل لطلبهم، وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى في عام 1914، حدث ركاد في التجارة وأصبح مديونًا، ورفع عليه صاحب المحل قضية أمام المحكمة يطالبه بسداد الديون أو الحجز على المحل، ليكون نصيب «النص» الفقر بعد أن باع كل شيء وخسر شقته ودكانه.لجأ المعلم النشال بعد ذلك إلى العمل مُحصلًا في مصلحة الترماي، ظل كذلك لمدة 8 سنوات، لكنه مل سريعا وهداه عقله إلى إلقاء خطبة ليثور العمال على مدير الشركة المسؤولة عن الترماي، ليجد نفسه مرفودًا ويضطر إلى العودة إلى السرقة مجددًا، وقرر استشارة أحد الشيوخ بشأن «يمين الطلاق»، الذي أفتاه بأن يطعم عشرين مسكينًا، ولم يجد «النص» حلًا سوى فعل ذلك.عاد الرجل إلى النشل مجددًا وكان يختار ضحاياه بعناية حتى يعود بحصيلة جيدة من المال، وقرر توسيع نشاطه ليضم إليه أفرادًا جدد، وبدأ بالفعل في إقناع «زقزوق» ابن المعلم تهامي، أحد من تعلموا النشل على يديه، وعمل معه أيضا محمود عواد نشال آخر كان قد التقاه في أثناء استقلاله الترماي، وظل على تلك الحال، متعرضا لعدة مواقف كاد أن يُقبض عليه فيها من قبل البوليس، ليقرر التوبة.وذهب إلى أحد الشيوخ بسمجد سيدنا الحسين، وصارحه بعزمه على التوبة النصوح، وفرق 4 جنيهات على المساكين، ثم أجر أحد المحلات في الموسكي لبيع الأقمشة بمعاونة «زقزوق» ذراعه الأيمن، وتزوج من «عزيزة» والدة زقزوق، وأنجب منها «علي»، و3 أبناء آخرين.ذاع سيط «النص» بين التجار وأصبح معروفًا بتجارته الجيدة بين الجميع، وبعد سنة من امتلاكه المحل ورواج تجارته وابتعاده عن عالم الجريمة للأبد، تفاجأ بدخول «زقزوق» عليه وفي يده ورقتين، إحداهما كانت تحمل شهادة حصوله على «الكفاءة» والثانية، كشف «سحب النمر» من أحد البنوك، ليجد اللص التائب نفسه فائزًا بـ4000 جنيه، واستطاع سداد جميع ديونه.وأصبح اللص الذي كان عمره 50 عامًا، وقت أن ذهب إلى الصحفي وطلب كتابة مذكراته، مشهورًا بين الجميع بحسن خلقه وتعامله الجيد، وتوزيعه الأموال على الفقراء والمساكين وأسر الضحايا الذين كان سببًا في إيذائهم من قبل، مدركًا أن السعادة الحقيقية في الرضاء بالرزق وأنه ليس هناك أفضل من الشرف والاستقامة.