ورفعت كافة القطاعات والجهات ذات العلاقة بأعمال الحج في المدينة المنورة، جاهزيتها لاستقبال أفواج ضيوف الرحمن خلال موسم ما بعد الحج، وتقديم جميع التسهيلات التي تضمن انسيابية وصول الحجاج وحركة الحافلات من محطة قطار الحرمين أو الحافلات القادمة من طريق الهجرة أو القادمين من مطار الملك عبدالعزيز في جدة لإيصالهم إلى مساكنهم بكل يُسر وسهولة.
وكانت أولى طلائع ضيوف الرحمن وصلت يوم أمس من دول الخليج العربي عبر قطار الحرمين، وقدمت لهم كافة التسهيلات.
واستكملت الهيئة العامة لشؤون الحرمين وكافة الجهات المعنية استعدادها وتهيئة كافة الخدمات لهم، إذ عملت على تهيئة المسجد النبوي بمنظومة خدمات متكاملة لتقديمها بأعلى معايير الجودة العالمية لهم، من فرش السجاد وسقيا زمزم وبرامج التعقيم والتطهير وتنظيم الحشود وجاهزية المعارض والمتاحف، ومكتبة المسجد النبوي، لإثراء تجربتهم المعرفية، وخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن، وكل ما من شأنه خدمة الزوار، وتقديم كل الخدمات وسبل الراحة لهم والعمل على تنظيم حركة الحشود في الممرات والساحات، وتسھيل الوصول إلى أروقة المسجد النبوي، وعموم الحركة داخل المسجد النبوي وفي الساحات، وتوزيع حافظات ماء زمزم في جميع أروقة المسجد النبوي، وكذلك توزيع عبوات ماء زمزم لإيصال الماء المبارك إلى جميع الزوار والمصلين.
أكبر مكثِّف تبريد في العالم
تغطي المظلات مساحة شاسعة من ساحات المسجد النبوي؛ للإسهام في حماية الحجاج من ارتفاع درجات الحرارة التي تشهدها المنطقة، وتعدُّ منظومة التكييف ذات الكفاءة العالية إحدى تلك الوسائل، إذ تبلغ مساحة المحطة المركزية للتكييف 70 ألف متر مربع، وتضم المنظومة أكبر مكثِّف لتبريد الماء في العالم، ويوجد بها ستة مبردات، سعة المبرد الواحد منها 3400 طن، وتصل درجة تبريد الماء لخمس درجات مئوية، وتستخدم أحدث الطرق والتقنيات لتوزيع المياه الواردة من المحطة بشكل دقيق ومتناسق وآلي، لتصل إلى 151 وحدة لمعالجة الهواء وتوزيعه وتبريده.
ويتم تبريد المسجد بالهواء المدفوع عن طريق الأنابيب المتصلة بأعمدة المسجد النبوي، ثم تستكمل دورة تبريد المياه بعودتها عن طريق أنابيب معزولة لتصل إلى المحطة المركزية لتكتمل عملية التبريد، كما تتوزع بساحات المسجد النبوي 250 مظلة ضخمة بارتفاع 15م و14م، ويبلغ وزن المظلة الواحدة 40 طناً، تعمل بنظام آلي لوقاية المصلين في ساحات المسجد النبوي من حرارة الشمس، وحمايتهم من مخاطر الانزلاق والسقوط في حال نزول المطر، إلى جانب مراوح الرذاذ التي تعمل على تلطيف الأجواء وتخفيف الحرارة على المصلين، إذ يوجد في الساحات 436 مروحة رذاذ.
وتخضع شبكة مياه الرذاذ المركزية للتعقيم المستمر لضمان جودة المياه فيها وخلوها من البكتيريا والمحافظة على سلامة زائري المسجد النبوي.
«تاتوس» عاكس للحرارة والضوء
يتميز الرخام الأبيض (التاسوس) الذي يغطي المناطق المخصصة للصلاة في ساحات المسجد النبوي؛ بكونه عاكساً للحرارة والضوء، إذ يمتص الرطوبة عبر مسام دقيقة خلال الليل، وفي النهار يخرج ما امتصه في الليل ما يجعله دائم البرودة في أوقات ارتفاع درجات الحرارة، وهناك 20 ألف حافظة لشرب مياه زمزم، وتصل إلى 22 ألفاً في أوقات الذروة، إضافة لمشربيات المياه في ساحات المسجد النبوي وعبوات الماء الموزعة على الزوار في أنحاء المسجد النبوي لسقيا ضيوف الرحمن، مع ووجود 250 مظلة متحركة تم تركيبها في أرجاء الساحات المحيطة بالمسجد باتجاهاته الأربعة، لحماية المصلين من الحرارة المنبعثة من أشعة الشمس ومن مخاطر الانزلاق والسقوط أثناء هطول المطر.
وتتألف المظلة الواحدة من جزءين متداخلين يعلو أحدهما الآخر، فيما تتساوى عند الإغلاق، وتبلغ أبعاد المظلة نحو 25.5 متر في 25.5 متر، ويصل ارتفاعها إلى نحو 22 متراً، وتزن نحو 40 طناً، وتعمل بنظام آلي مع بزوغ الشمس وغروبها.
ألياف زجاجية وفسيفساء
تشمل أجزاء المظلة أذرعاً مغطاة بألياف كربونية زجاجية كسيت بزخارف من الفسيفساء، صمّمت بمواد ذات كفاءة عالية من بينها النحاس المطلي بالذهب، ويتكوّن جسم المظلة من أسطوانة تحوي بداخلها وحدة التشغيل، وثماني دعامات علوية وثماني دعامات سفلية، وثماني أذرع داخلية ووسطية وأخرى قطرية، وأذرع مساندة، توفر انسيابية في حركة فتح وإغلاق المظلة وفق نظام آلي مرن، كما تضم المظلات 436 مروحة رذاذ تم تركيبها في جوانب المظلات تساعد على تلطيف الجو وخفض درجة الحرارة، إضافة إلى وجود أكثر من 1000 وحدة إنارة على مظلات المسجد النبوي، ويستوعب محيط المظلة الواحدة أكثر من 900 مصلٍ، وأكثر من 228 ألف مصلٍ.