مؤكد أن مأساة غزة ستكون أولوية في القمة، وهي رغم كارثيتها فإنها قد دفعت بالقضية الفلسطينية في مسار جديد بعد القمة العربية الإسلامية التي عُقدت في الرياض وانبثقت عنها لجنة وزارية برئاسة المملكة ناقشت واستخدمت كل الأوراق الممكنة مع الدول الكبرى والمنظمات الدولية لوقف الحرب الإسرائيلية المدمرة في غزة وتداعياتها على المنطقة، لكن إسرائيل ما زالت مستمرة في توسيع دائرة الحرب وتأجيج أوارها في ظل تهاون واضح من المجتمع الدولي، وتزداد الأزمة تعقيداً باختطاف حركة حماس للقرار الفلسطيني، ما يؤكد ضرورة البدء عاجلاً في ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل وإيجاد سلطة فاعلة قادرة على تحمل المسؤولية، إذ لا جدوى كبيرة من مواجهة إسرائيل ولجمها بينما الطرف الفلسطيني يعاني التشظي، ولا يساعد في الجهود الحثيثة لإقامة الدولة الفلسطينية المرجوة.
ومن جانب آخر، فإن الأوضاع في بعض الدول العربية تزداد سوءاً وخطراً نتيجة غياب الدولة المركزية، وهيمنة الحركات المليشاوية، والحروب الداخلية، والتبعية الخارجية. بنظرةٍ سريعة إلى ما يحدث في اليمن والسودان وليبيا ولبنان وسورية والعراق، نستشف مستقبلاً مخيفاً ينذر بالتشرذم، ويهدد الأمن العربي بمجمله، وإذا لم يكن هناك تحرك عربي مختلف في التعاطي مع هذه الأوضاع فإنها ستخرج نهائيا عن السيطرة.
الملفات الاقتصادية والتنموية في كثير من دول العالم العربي المضطربة يصعب تحريكها بانعدام الأمن وغياب سيادة الدولة، وهذه الدول تستنزف كثيراً من الوقت والمال والجهود لبقية الدول المستقرة التي لديها مشاريع تنموية طموحة. ترك الساحة العربية لمليشيات وحركات وتنظيمات خارجة على القانون ومرتبطة بأجندات خارجية تهدف للسيطرة على مقدرات العالم العربي أمرٌ خطير لا بد من تداركه بأشد الوسائل حزماً.