03:50 م | الأربعاء 08 مايو 2024
إدين تريزيتش المدير الفني لبوروسيا دورتموند
في الثاني عشر من مايو عام 2012، يقف شاب في الثلاثينيات من عمره بقبعة سوداء مشدودة على رأسه ووشاح مربوط حول عنقه وبذلة رياضية رمادية وصفراء على كتفيه وابتسامة على شفتيه، في مدرجات الملعب الأوليمبي ببرلين، وسط مشجعي بورسيا دورتموند المهاويس، وخلفه لافتة مكتوبًا عليها «كونوا أبطالاً».
لم يكن يدري الشاب الكواتي المُهاجر إدين تريزيتش الذي تابع يومها انتصار حب حياته ومعشوقته الأبدية بورسيا دورتموند على غريمه الأزلي بايرن ميونيخ يخماسية مقابل هدفين في المباراة النهائية من كأس ألمانيا، أنه في غضون إثنا عشر عامًا سيقود «أسود الفيستفالين» إلى نهائي البطولة الأوروبية الأعرق على مستوى الأندية، ويصبح على بعد خطوات من ارتداء زي البطل وتسطير اسمه بأحرف من نور في تاريخ نادي طفولته.
تريزيتش ودورتموند.. عشق منذ الطفولة
رأى تيرزيتش النور على ضفاف نهر الرور بمدينة دورتموند عام 1982، بألمانيا الغربية لعائلة من العمال المهجرين من يوغوسلافيا هربًا من ويلات النزاعات، من أب بوسني وأمه كرواتية، ويحمل جنسية والدته.
نشأ إيدن على شغف كرة القدم، وأصبحت فريق الميدنة الأصفر هو حبه الوحيد، إلا أن فترة طفولته تزامنت مع حرب البلقان ونهاية يوغوسلافيا عام 1991 والتي أثرت عليه بعد مقتل العديد من أقاربه في تلك النزاعات.
في تلك الفترة كان والده يصطحبه رفقة شقيقة لحضور مباريات الفريق على ملعب «سيجنال إيدونا بارك»، والتي كانت أولاها عندما استضاف بوروسيا نظيره دويسبورج، ومع تقدمه في العمر قرر احتراف كرة القدم.
وعلى مدار مسيرته الرياضية لم يكن إيدن لاعبًا بارزًا، إذا كانت مسيرته كلها مع أندية متواضعة في دوري الدرجة الرابعة بألمانيا، قبل أن يلتحق بالجهاز الفني لفريق دورتموند للشباب.
قبل أن يخوض عدة تجارب خارجية، بالعمل كمدرب مساعد مع الكرواتي سلافن بيليتش في بشكتاش التركي، ووست هام يونايتد، قبل أن يلبي نداء فريقه الأم بوروسيا دورتموند.
بداية حقبة بوروسيا دورتموند
في ديسمبر 2020، أقيل السويسري لوسيان فافر المقال من تدريب بوروسيا دورتموند بسبب سوء النتائج، ووقع اختيار فريق الرور الأصفر على تريزيتش الذي تمكن من إعادة التوازن للفريق، وقيادته في النهاية لحجز بطاقة الصعود لدوري أبطال أوروبا، وكذلك التتويج بكأس ألمانيا 2021.
لكن ذلك لم يكن مقنعًا بما فيه الكفاية لإدارة الفريق الأصفر، إذ أجبره على ترك مقعد المدير الفني لماركو روزه الذي حل محله بعد موسم في صيف 2022، قبل أن يعود مجددًا لاكتساح الأخضر واليابس في البوندسليجا، وعكان على بعض 3 نقاط من كسر هيمنة البافاري التي دامت 12 عامًا، إلا أنه تعثر في أخر الخطوات بالسقوط أمام ماينز الموسم الماضي.
وفي تصريح شهير له على هامش توقيع عقد تدريبه لفريق طفولته ومعشوقه الأبدي حتى عام 2025، مطلع الموسم الحالي، قال تريزيتش: «أنا متأكد من أنه في يوم من الأيام ستتاح لنا الفرصة للاحتفال كما لم يحدث من قبل».
وفي الأول من يونيو القادم، وتحديدًا على أرضية ملعب «ويمبلي» التاريخي بالعاصمة البريطانية لندن، سيكون صاحب الواحد وأربعون ربعيًا، أمام فرصة لوضع حد لفترة دامت ستة وعشرون عامًا منذ أخر تتويج للنادي الأصفر بلقب دوري الأبطال، وتخطي مدربين عظام سبقوه تدريب دورتموند كلوب وتوخيل.