أكدت شركة هواوي خلال مشاركتها في قمة قادة الاتصالات على أهمية استفادة دول المنطقة من تكنولوجيا شبكات الاتصالات الخضراء لضمان استدامة النمو الاقتصادي الرقمي وتحقيق النتائج المرجوة على مستوى البيئة ورفع زخم المساهمة في تقليل نسبة الانبعاثات الكربونية وفقًا للالتزامات الدولية.
جاء ذلك على لسان (أليكس وانغ) نائب الرئيس الأول لمجموعة أعمال “هواوي كاريير” لقطاع الاتصالات خلال كلمة ألقاها أمام جمهور القمة التي جمعت قادة وخبراء ومحللي قطاع الاتصالات في المنطقة، بالإضافة إلى المؤسسات الإقليمية والدولية المعنية بسياسات وتنظيمات القطاع والمؤسسات العامة والشركات المتخصصة بتكنولوجيا الاتصالات.
وسلط وانغ الضوء على التطورات المتسارعة في مجال تقنيات الاتصالات الذكية، والحاجة الماسة لوجود آليات تطوير لحلول ومنتجات ذكية تجمع بين تقنية المعلومات والاتصالات وتقنيات الطاقة المستدامة.
وقال وانغ بهذا الخصوص: “على غرار التطور البشري، تطورت التقنية بشكل كبير اليوم لتصبح أكثر ذكاءً وفائدة للبشرية. ومع تنامي القدرات الحاسوبية بشكل مطرد، سيؤدي ذلك تباعًا لزيادة استهلاك الطاقة، ولابد من التركيز في حلول التنمية الخضراء المنخفضة الكربون والتحول الرقمي الذكي كقوتان محركتان رئيسيتان للثورة الصناعية الرابعة. ويمتلك هذا النهج أهمية خاصة في دول المنطقة التي تتمتع معظمها بكفاءة عالية لاستخدام الطاقة البديلة”.
وأشار وانغ إلى أهمية نشر تقنية المعلومات والاتصالات الخضراء كشرط أساسي لتحقيق النمو الاقتصادي الرقمي المستدام، وأكد أن التقدم الرقمي يوفر فرصًا جديدة لتحقيق الاستدامة وتلبية متطلبات تجربة المستخدم.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وحدد وانغ كثافة الاتصال وقوة الحوسبة وقدرات إزالة الكربون باعتبارها الركائز الرئيسية لقياس مؤشرات تطور الاقتصاد الرقمي الأخضر.
وتشير تقديرات الاتحاد الدولي للاتصالات إلى أن كثافة الاتصال ستزداد مع زيادة حركة البيانات العالمية بمقدار 14 مرة بين عامي 2020 و2030. ومن المتوقع كذلك أن تنمو قوة الحوسبة بأكثر من 10 مرات خلال الفترة نفسها.
ومع ذلك، فإن حركة البيانات الهائلة ونمو قوة الحوسبة سيؤديان بطبيعة الحال إلى زيادة استهلاك الطاقة الكهربائية. وقد يشكل ذلك تحديًا يعرقل المساعي المبذولة ضمن إطار اتفاق باريس للمناخ، الذي يستوجب من قطاع تقنية المعلومات والاتصالات خفض انبعاثاته الكربونية بنسبة 45% خلال العقد الحالي.
ولمواجهة التحدي وتقليل انبعاثات الكربون، سلّط وانغ الضوء على ثلاثة جوانب مهمة هي: كفاءة الطاقة، ومعدل استخدام الطاقة المتجددة، وتجربة المستخدم.
وأوضح بأن هواوي تمتلك رصيدًا غنيًا من الحلول ضمن هذه المحاور الثلاث. فعلى صعيد كفاءة الطاقة، طورت الشركة حلاً أخضر ثلاثي المستويات لتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة. وأطلقت في هذا السياق مفهومها الجديد المتمثل بنهج (Zero Bit, Zero Watt) الذي يهدف إلى تقليل استهلاك الطاقة، لاسيما خلال ساعات خمول الشبكة. ففي سيناريوهات الحمل المنخفض لحركة البيانات، تحقق تقنية الإغلاق المتعدد الأبعاد من هواوي ركودًا عميقًا لوحدات الهوائي النشطة (AAUs)، مما يقلل استهلاك هذه الهوائيات للطاقة من 300 واط إلى أقل من 10 واط.
أما على صعيد استخدام الطاقة المتجددة، فلا يقتصر تركيز هواوي في توسيع نطاق تبني استخدام الطاقة المتجددة فحسب، إنما تركز كذلك في كفاءة نشر الطاقة الخضراء.
وقد انتقلت الشركة من مفهوم تبني استخدام الطاقة الخضراء على مستوى الشبكة إلى مستوى الموقع، ما ساهم بتعزيز دقة استخدام الطاقة في الموقع. كما تساهم الجدولة الذكية في تحسين كفاءة توليد الطاقة المتجددة وتحويلها واستخدامها من المستوى اليومي إلى مستوى الدقائق، الأمر الذي يؤدي إلى تحقيق مكاسب اقتصادية وبيئية جمّة.
وفيما يتعلق بتجربة المستخدم، تضمن هواوي تحقيق مؤشرات الأداء الرئيسية للشبكة وتحقيق وفورات في استهلاك الطاقة مع إعطاء الأولوية لرضى المستخدم. وتُنفذ إستراتيجيات التوفير الأمثل للطاقة في السيناريوهات المختلفة للشبكة، مما يزيد كفاءة استهلاك الطاقة إلى أقصى الحدود مع ضمان تحقيق مؤشرات الأداء الرئيسية للشبكة في حالات الحمل المنخفض لحركة البيانات. أما في سيناريوهات الحمل المرتفع مثل خدمات الوصول اللاسلكي الثابت (FWA) وخدمات كبار المستخدمين، فتركز هواوي على توفير تجربة مستخدم استثنائية.
بالإضافة للعمل على التطورات التقنية، تتعاون هواوي مع شركات الاتصالات العالمية ومنظمات المعايير لتوحيد المؤشرات الخضراء. ومن هذا المنطلق، دعا وانغ شركات الاتصالات في المنطقة إلى التعاون والعمل المشترك في مجال تعزيز المؤشرات الخضراء الإقليمية. ويشمل ذلك تبني مؤشرات متعددة الأبعاد لكفاءة استهلاك الطاقة، وتطوير معايير إقليمية لكفاءة استهلاك الطاقة في شبكات الاتصالات، ووضع إرشادات لتطوير الشبكات التي تعطي الأولوية لتجربة المستخدم وكفاءة الطاقة.