تتطور تقنية الذكاء الاصطناعي بنحو متزايد ومستمر، وأصبحت تُستخدم في جميع المجالات لدورها في تسريع سير العمل وتعزيز الإنتاجية، لذلك يجب على الشركات الناشئة الاستفادة من هذه التقنية إذا أرادت النجاح وجذب المستثمرين؛ إذ يجب على المؤسسين الاعتماد على هذه التقنية لتعزيز الابتكار وتسهيل العمليات المختلفة، وتعزيز خدمة العملاء.
تتمتع تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل: التعلم الآلي وغيرها بالقدرة على تسريع تطوير المنتجات والخدمات المُبتكرة التي تُعيد تشكيل الصناعات وتُحدث ثورة في كيفية عمل الشركات الناشئة.
وفيما يلي سنوضح الطرق التي يمكن للذكاء الاصطناعي من خلالها المساعدة في تسريع تطوّر الشركات الناشئة ونموها:
1- المساعدة في ابتكار المنتجات الجديدة:
تساعد تقنية الذكاء الاصطناعي الشركات الناشئة في تطوير حلول مبتكرة لأتمتة المهام وتخصيص تجارب المستخدم واستخراج رؤى قيمة من البيانات، فهي تُحدث ثورة في ابتكار المنتجات للشركات الناشئة في مختلف الصناعات.
ففي مجال الرعاية الصحية على سبيل المثال، تُستخدم هذه التقنية لتطوير أدوات تشخيص متقدمة للكشف المبكر عن الأمراض، وتحسين نتائج العلاج. من ناحية أخرى، تستفيد الشركات الناشئة مثل PathAI من هذه التقنية لتحليل البيانات الخاصة بالأمراض وتقديم تشخيصات أكثر دقة وفعالية.
في صناعة السيارات، يمكّن الذكاء الاصطناعي الشركات الناشئة من تطوير تقنيات القيادة الذاتية لتحسين السلامة وتقليل الحوادث. وتقود شركات مثل: Waymo الطريق في هذا المجال؛ إذ تستخدم هذه التقنية لإنشاء مركبات ذاتية القيادة يمكنها التنقل بسهولة في الشوارع المزدحمة.
بالإضافة إلى ذلك، يقود الذكاء الاصطناعي أيضًا الابتكار في قطاع التعليم؛ إذ تستخدم الشركات الناشئة أدوات مدعومة بهذه التقنية لتخصيص تجربة التعلّم. على سبيل المثال: تستخدم شركات مثل: Duolingo الذكاء الاصطناعي لإنشاء برامج مخصصة لتعليم اللغات تتكيف مع القدرات الفردية، وقد ثبت أن هذا النهج الشخصي يحسن نتائج التعلّم ومشاركة الطلاب.
وفي الشركات التي تقدم الخدمات المالية، يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتطوير حلول مبتكرة للكشف عن الاحتيال والوقاية منه. وتستخدم الشركات الناشئة مثل: Feedzai خوارزميات معتمدة على هذه التقنية لتحليل بيانات المعاملات لحظيًا، واكتشاف النشاط المشبوه؛ مما يساعد المؤسسات المالية في مكافحة الاحتيال بنحو أكثر فعالية. وتُستخدم هذه التقنية أيضًا لتطوير مستشارين آليين يمكنهم تقديم مشورة شخصية للمستخدمين بناءً على أهدافهم المالية.
بنحو عام، يُعد الذكاء الاصطناعي أمرًا بالغ الأهمية في تعزيز ابتكار المنتجات الجديدة للشركات الناشئة، وتمكينها من تطوير حلول جديدة تعزز تجارب المستخدمين وتحسن الكفاءة والتطور.
2- تقليل التكاليف:
من خلال أتمتة المهام المتكررة، وتقليل التدخل اليدوي، تساعد تقنية الذكاء الاصطناعي الشركات الناشئة في خفض التكاليف التشغيلية، وهذا يسمح لهذه الشركات بتخصيص الموارد بنحو أكثر كفاءة والتركيز في العمل الذي يعزز النمو والابتكار. على سبيل المثال: تقلل روبوتات الدردشة المدعومة بهذه التقنية الحاجة إلى توظيف أشخاص لخدمة العملاء؛ مما يؤدي إلى توفير التكاليف للشركات الناشئة في التجارة الإلكترونية.
بالإضافة إلى تقليل التكاليف التشغيلية، يساعد الذكاء الاصطناعي أيضًا الشركات الناشئة في تسهيل عمليات إدارة سلسلة التوريد الخاصة بها باستخدام الخوارزميات التي تعتمد على هذه التقنية للتنبؤ بعدد الطلبات وتحسين مستويات المخزون وإدارة الخدمات اللوجستية.
بالإضافة إلى ذلك، يتيح الذكاء الاصطناعي للشركات الناشئة أتمتة مهام تحليل البيانات المعقدة مثل: الأبحاث الخاصة بمتطلبات السوق. فباستخدام الخوارزميات المتخصصة بتحليل البيانات الكبيرة، يمكن للشركات الناشئة اكتساب رؤى حول سلوك المستهلك واتجاهات السوق واستراتيجيات المنافسين، وهذا يسمح للشركات الناشئة باتخاذ قرارات تجارية أكثر استنارة وتخصيص الموارد بنحو أكثر فعالية؛ مما يؤدي في النهاية إلى توفير التكاليف وتحسين أداء الشركة.
مجال آخر يساعد فيه الذكاء الاصطناعي الشركات الناشئة في تقليل التكاليف هو مجال الأمن السيبراني، فباستخدام الأدوات التي تعمل بهذه التقنية لاكتشاف التهديدات الإلكترونية والتصدي لها، يمكن للشركات الناشئة حماية بياناتها وأنظمتها الحساسة من الهجمات الضارة، وهذا يقلل من مخاطر التعرّض لانتهاكات البيانات ويضمن أمان الشركات الناشئة.
3- تحسين خدمة العملاء:
تعمل روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي والمساعدين الافتراضيين في تحسين تجربة خدمة العملاء ورضاهم؛ إذ يمكن أن توفر هذه الروبوتات دعمًا للعملاء في أي وقت وفي جميع أيام الأسبوع، وحل الاستفسارات والمشكلات لحظيًا؛ مما يعزز خدمة العملاء بنحو عام.
بالإضافة إلى ذلك، تحلل أنظمة التوصيات المدعومة بهذه التقنية رغبات العملاء وسلوكهم لتقديم اقتراحات مخصصة حول المنتجات المناسبة لهم؛ مما يعزز تجربة التسوق. ومن خلال تقديم توصيات ذات صلة وفي الوقت المناسب، يمكن للشركات الناشئة زيادة المبيعات ورضا العملاء.
4- اتخاذ القرارات اعتمادًا على البيانات:
يتيح الذكاء الاصطناعي للشركات الناشئة تحليل كميات كبيرة من البيانات بسرعة للحصول على رؤى أساسية تسترشد بها لاتخاذ القرارات؛ إذ يساعد تحليل البيانات الشركات الناشئة في تحديد اتجاهات السوق ورغبات العملاء والتهديدات المُحتملة من الشركات المنافسة؛ مما يسمح لها باتخاذ إجراءات استباقية وقرارات مستنيرة تعزز نمو عملها.
على سبيل المثال: يمكن لأدوات تحليل البيانات التي تعمل بهذه التقنية تحليل بيانات العملاء لتحديد رغباتهم؛ مما يساعد الشركات الناشئة في تحسين استراتيجيات التسويق وعروض المنتجات.
5- التميّز في السوق:
يمكن للشركات الناشئة التي تتبنى تقنية الذكاء الاصطناعي في وقت مبكر أن تتميز في الأسواق المزدحمة وتقلل الطلب على الشركات التي ما زالت تعتمد على الطرق التقليدية في عملها. على سبيل المثال: تستخدم الشركات الناشئة في القطاع المالي هذه التقنية لتقديم مشورة مالية شخصية وحلول استثمارية؛ مما يميزها عن المؤسسات المالية التقليدية.