تنتشر إعلانات الوظائف الزائفة منذ قرون، ولكن تزايد فرص العمل عن بُعد خلال الفترة الأخيرة؛ منح القراصنة الأدوات التي يحتاجونها لمساعدتهم على الاحتيال في التوظيف عبر الإنترنت.
في بعض الأحيان، تُستخدم عملية التوظيف لخداعك لتقديم بياناتك الشخصية، التي يمكن استخدامها بعد ذلك في مخططات احتيالية أخرى. بعد الانتهاء من إجراء مقابلة العمل عبر الإنترنت، تصلك رسالة تعلمك بقبولك في الوظيفة مرفقة معها استمارة توظيف عادية، حيث يُطلب منك إدراج معلومات شخصية مفصلة، بما يشمل: عنوان منزلك ومعلومات الاتصال وأرقام بطاقتك الشخصية، وبيانات حسابك البنكي لإرسال الراتب إليك، وبعد إرسال هذه الاستمارة، سيختفي صاحب العمل ولن تستطيع الوصول إليه.
في هذه المقالة يوضح خبراء الأمن في شركة كاسبرسكي مخططات الاحتيال الأكثر شيوعًا في التوظيف عبر الإنترنت والعلامات التي يمكنك البحث عنها لتجنب عمليات رسائل التصيد الاحتيالي الخاصة بالوظائف:
أولًا؛ المخططات الرئيسية للخداع في التوظيف عبر الإنترنت:
1- التدريب المدفوع الأجر:
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
إذا كانت الوظيفة تتضمّن استخدام تطبيق أو أداة معينة، فقد تُطالب بالدفع مقابل حضور دورة تدريبية إلزامية والحصول على الشهادة الخاصة بها قبل البدء، وقد يقدم صاحب العمل ضمانات لسداد تلك الأموال من خلال استقطاعها من أول راتب تحصل عليه، ولكن في الواقع ستنتهي علاقتك به بمجرد إكمال التدريب الوهمي.
ولكي يبدو الأمر مقنعًا، قد تكون منصة التدريب مستقلة وغير مرتبطة بجهة عمل معينة، ولكن هذه الخطوة جزء من المخطط نفسه. تُعدّ الحاجة إلى استثمار أموالك في التدريب علامة تحذيرية يجب الانتباه إليها. كما أن أي جهة تريد توظيفك فعلًا ستركز على المهارات الأساسية المطلوبة والشهادات التي لديك قبل التوظيف، ولن تقوم ببساطة بتوظيفك إذا لم تكن لديك المؤهلات المناسبة.
2- المساعدة في العثور على عمل:
هناك مخطط شائع آخر يتمثل في إنشاء وكالة توظيف تبدو ظاهريًا وكالة مرموقة تبحث عن الأشخاص الذين يبحثون حقًا عن فرصة عمل ويقدمون وعودًا للعثور على جهة عمل مثالية في فترة زمنية قصيرة ويطلبون الحصول على مبلغ ثابت للقيام بذلك.
ولكن قوانين سوق العمل تنص على أن صاحب العمل دائمًا هو من يدفع مقابل البحث، وليس الموظف، ومن ثم إذا كانت جهة التوظيف تطلب أموال من مقدم الطلب، فمن المرجح أن يكون هذا تصيد احتيالي.
3- شراء الأدوات والمواد اللازمة للوظيفة:
يتمثل هذا المخطط في إعلام الشخص أنه فاز بالوظيفة. ولكن من أجل القيام بذلك، فهو بحاجة إلى أداة معينة، أو معدة، أو حاسوب محمول منفصل للمكتب، ولكن يجب شراؤه من موقع معين، مع تبرير أن المبلغ سيُقتطع من أول راتب. بالطبع، إذا كنت فريسة لهذه الحيلة، فلن تحصل على حاسوب محمول أو راتب.
ثانيًا؛ العلامات التي تساعدك في تجنب عمليات التصيد الاحتيالي في التوظيف عب الإنترنت:
1- أصحاب العمل الذين يتحلون بروح النزاهة لا يطلبون نقودًا من أجل التوظيف:
هذه هي القاعدة الأساسية والأكثر أهمية، بغض النظر عن التسمية التي تُطلق على المدفوعات – سواء شراء أجهزة من أجل العمل، أو رسوم التدريب، أو رسوم التسجيل، أو مبلغ التأمين – فإن طلب أموال منك من أجل التوظيف بأي شكل هو أكبر وأوضح علامة على أنك ضمن عملية تصيد احتيالي.
2- أصحاب العمل الذين يتحلون بروح النزاهة لديهم الكثير من المتطلبات:
إذا حصلت على وظيفة صعبة نسبيًا براتب عالي جدًا في مقابلتك الأولى، فهذا سبب للتفكير مليًا بخصوصها. كما أن هناك شبهة تنتاب المواعيد النهائية الضيقة للغاية للتعيين والتوظيف. ومما يدعو للاندهاش أيضًا أن الوظيفة الجيدة لا تنطوي على متطلبات مهمة مثل: خبرة المتقدم ومؤهلاته.
3- يمكن للمحتالين استغلال العلامات التجارية الشهيرة:
من المحتمل أن تقوم شركة توظيف أو شركة استشارية بتوظيفك للعمل في شركة كبيرة مرموقة أو حتى إدارة حكومية. يحدث هذا الأمر بالفعل، ولكن يجب عليك التحقق أولًا من أن جهات التوظيف يعملون بالفعل في الشركة واحرص على إجراء مقابلة واحدة على الأقل مع موظفين من الشركة نفسها.
كما يمكنك التحقق من سمعة صاحب العمل وجهة التوظيف، يمكنك البحث عبر الإنترنت عن اسم جهة التوظيف أو شركة صاحب العمل. من الأفضل أيضًا الاطلاع على قسم الوظائف في الموقع الإلكتروني للعلامة التجارية والتحقق من أن الوظيفة المعروضة عليك منشورة في الموقع أولًا.
4- كيف تعرّف صاحب العمل عليك؟
تُعدّ الإجابة على هذا السؤال مهمة أيضًا، نظرًا إلى أن عرض العمل الجذاب وغير المتوقع الذي حصلت عليه في الوقت الذي لا تبحث فيه عن عرض عمل هو بحد ذاته أمر مريب. إذا كنت تبحث حقًا عن فرصة عمل وأدرجت سيرتك الذاتية ومعلومات الاتصال الخاصة بك في مواقع العمل، فقد يتواصل معك المحتالون، بالإضافة إلى أصحاب العمل الحقيقين، لذلك توخّ الحذر.
5- لا تفصح عن معلومات شخصية قبل توقيع عقد العمل:
إذا قُبلت في أي وظيفة يجب أن تُوقع عقد العمل في أول يوم لك في العمل، وإذا طُلب منك تقديم القليل من المعلومات الشخصية بالتفصيل أولًا؛ مثل: تفاصيل البنك الذي تتعامل معه، فيجب عليك عدم تقديمها.
6- حاول التحقق مرة أخرى من صاحب العمل المستقبلي:
ربما تعرف شخصًا يعمل بالفعل لدى شركة التوظيف؛ اسأل عن الشركة وتحدث إلى الأشخاص الذين تربطك معهم علاقة ود. إذا كانوا لا يعرفون جهة التوظيف، أو إذا كانت الشركة لا تطلب موظفين لشغل المنصب الذي يُطلب منك إجراء مقابلة بخصوصه، فأنت بحاجة إلى الانتباه جيدًا.
هذه النصيحة الأخيرة في غاية الأهمية لأن المحتالين يعملون باستمرار على تحسين أساليبهم. قد يُعرض عليك وظيفة شاغرة تقنعك عبر موقع توظيف معروف، وتقوم بإجراء ثلاث مقابلات، وينتهي بك الأمر في النهاية إلى شغل وظيفة احتيالية. ومن ثمّ، فإن اليقظة والتفكير السليم والتحقق من هذه الجهة عن طريق الاتصالات الشخصية هي الطريقة الأكثر موثوقية لحماية نفسك من أي مفاجآت غير سارة.