حلل خبراء كاسبرسكي حملة حديثة من برمجية Zanubis، وهي برمجية خبيثة مصرفية من نوع حصان طروادة، معروفة بقدرتها على التنكر في هيئة تطبيقات مشروعة. كما سلّط تحليل الخبراء الضوء على أداة التشفير والتحميل (AsymCrypt) الحديثة، وأداة (Lumma) لسرقة البيانات. ويؤكد ذلك على الحاجة المتزايدة إلى الأمن الرقمي المعزز.
ظهرت برمجية حصان طروادة المصرفية، Zanubis، للمرة الأولى في هواتف أندرويد في شهر أغسطس 2022، حيث استهدفت مستخدمي الخدمات المالية ومتداولي العملات المشفرة في دولة بيرو. فهي تخدع المستخدمين عبر التظاهر بأنها تطبيقات مشروعة في نظام أندرويد وتستدرج الضحايا لمنحها أذونات وصول تعطيها التحكم الكامل.
ويبدو أن Zanubis تطوّرت بحلول شهر أبريل 2023، إذ ظهرت حينها متنكرة في هيئة التطبيق الرسمي لهيئة الجمارك البيروفية (SUNAT)، مما زاد الأمر تعقيدًا. إذ بمجرد حصول Zanubis على إذن للوصول إلى جهاز ما، تخدع البرمجية الضحية عن طريق تحميل موقع SUNAT الحقيقي عبر خاصية عرض الويب، مما يوحي بأنها مشروعة. كما تستعين Zanubis بأداة Obfuscapk، وهي أداة تمويه شائعة لتطبيقات APK الخاصة بنظام أندرويد، في إخفاء حقيقتها الخبيثة.
تستخدم برمجية Zanubis بروتوكول WebSockets، ومكتبة تُسمى (Socket.IO) للتواصل مع خادم تحكمها. مما يسمح لها بالتأقلم والحفاظ على الاتصال حتى عند مواجهتها للمشاكل.
وعلى عكس البرمجيات الخبيثة الأخرى، لا تستهدف Zanubis قائمة ثابتة من التطبيقات. حيث يمكن برمجتها عن بُعد لسرقة البيانات عندما تعمل تطبيقات معينة. كما تقوم البرمجية بإنشاء اتصال ثانٍ قد يمنح المجرمين السيطرة الكاملة على أجهزة الضحايا. والأسوأ من ذلك، أنه يمكنها تعطيل أجهزة الضحايا كليًا بحجة تحديث لنظام التشغيل أندرويد.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
ومن اكتشافات فريق كاسبرسكي الأخرى هي أداة التشفير والتحميل (AsymCrypt) التي تستهدف محافظ العملات المشفرة، ويتم بيع هذه الأداة في المنتديات السرية عبر الإنترنت.
إذ أظهر التحقيق أنها إصدار مطوَّر من أداة التحميل DoubleFinger يعمل بمثابة واجهة لخدمة شبكة تور (TOR). حيث يقوم المشترون بتخصيص طرق الحقن، والعمليات المستهدفة، ويخفون الحمولة الخبيثة في كائن ثنائي كبير (blob) مشفر داخل صورة بصيغة (png) يقومون بتحميلها في موقع لاستضافة الصور. ويؤدي تشغيل الأداة الخبيثة إلى فك تشفير الصورة، وبالنتيجة تنشيط الحمولة في الذاكرة.
أدى تتبع كاسبرسكي للتهديدات السيبرانية أيضًا إلى الكشف عن أداة سرقة البيانات Lumma، التي تعد سلالة برمجيات خبيثة جارية التطور – كانت Lumma تُعرف في السابق باسم (Arkei) – وهي لا تزال تحتفظ بمجمل 46% من سماتها السابقة. فهي تتخفى وتنتشر على هيئة أداة تحويل ملفات من صيغة docx إلى pdf، ثم تقوم بتنشيط الحمولة الخبيثة عندما تحوّل الملفات التي يتم تحميلها عليها إلى ملفات بصيغة .pdf.exe المزدوجة.
ومع مرور الوقت، حافظت النسخ الجديدة من الأداة على وظيفتها الرئيسية؛ ألا وهي سرقة الملفات المخزنة مؤقتًا، وملفات الإعداد، والسجلات من محافظ العملات المشفرة. ومن المقلق أنه يمكنها القيام بمهتمها بالعمل كإضافة لمتصفح الويب، أو بالتأثير في التطبيق المستقل لمنصة التداول Binance. ومع تطور Lumma، باتت الأداة تجمع قوائم عمليات النظام، وتغير عناوين URL للاتصالات، كما تقدّمت تقنيات تشفيرها.
قالت تاتيانا شيشكوفا، الباحثة في فريق البحث والتحليل العالمي GReAT، في شركة كاسبرسكي، عن هذه الاكتشافات: “لا يتهاون المجرمون السيبرانيون في سعيهم لتحقيق مكاسب مالية، فهم يدخلون عالم العملات المشفرة وحتى أنهم ينتحلون هويات المؤسسات الحكومية لتحقيق أهدافهم. تكشف بيئة البرمجيات الخبيثة الدائمة التطور، التي تتجسد في أداة سرقة البيانات المتعددة الأوجه، Lumma، وطموحات برمجية Zanubis كحصان طروادة مصرفي متكامل، عن الطبيعة الديناميكية لهذه التهديدات. ويعد التكيف مع هذا التحول المستمر في الكود الخبيث وأساليب المجرمين السيبرانيين تحديًا مستمرًا أمام الفرق الأمنية. فيجب على الشركات أن تبقى متأهبة ومطّلعة لحماية نفسها من هذه المخاطر المتطورة. تلعب التقارير التحليلية دورًا محوريًا في معرفة أحدث التكتيكات والأدوات الخبيثة التي يستخدمها المهاجمون، فهي تمكننا من الحفاظ على تقدمنا بخطوة في كفاحنا المستمر للأمن الرقمي”.
وصايا خبراء كاسبرسكي للحماية من التهديدات ذات الدوافع المالية:
- أعِدَّ نسخًا احتياطية غير متصلة بالإنترنت ولا يمكن للمخترقين العبث بها. وتأكد من إمكانية الوصول إليها بسرعة عند الحاجة.
- ثبِّت حلولًا لحماية جميع النقاط الطرفية من برمجيات الفدية مثل: الأداة المجانية Kaspersky Anti-Ransomware for Business، التي تحمي الحواسيب والخوادم من برمجيات الفدية والبرمجيات الخبيثة الأخرى، وتمنع عمليات الاستغلال، وتتوافق مع الحلول الأمنية المثبتة سابقًا.
- استخدم حلًا أمنيًا مخصصًا يمكن التحكم فيه عبر تطبيق أو عبر الإنترنت لتخفيض إمكانية تشغيل الأدوات الخبيثة لتعدين العملات المشفرة. ومن هذه الحلول (Kaspersky Endpoint Security for Business) الذي يقوم بتحليل السلوك ليكتشف الأنشطة الخبيثة بسرعة، كما يقدم برنامجًا يدير ويسد الثغرات الأمنية للحماية من معدّني العملات المشفرة الذين يستغلون الثغرات.
ترقبوا مشاركة كاسبرسكي في نسخة عام 2023 من قمة Security Analyst Summit (SAS) المقرر عقدها من 25 إلى 28 أكتوبر في مدينة بوكيت في تايلاند. حيث سيتحدث فريق كاسبرسكي عن مستقبل الأمن السيبراني بشكل أعمق.
ستجمع القمة نخبة من الباحثين في مجال مكافحة البرمجيات الخبيثة، وجهات إنفاذ القانون العالمية، وكبار القادة من قطاعات تشمل قطاع التكنولوجيا، والرعاية الصحية، والقطاع المالي والأكاديمي والحكومي من جميع أنحاء العالم.