كشفت شركة “ديب مايند DeepMind” التابعة لجوجل عن نموذج الذكاء الاصطناعي GenCast المتخصص في تقديم توقعات الطقس.
ووفقًا لما ذكرته الشركة في بيانها الرسمي، فإن نموذج GenCast قادر على تقديم تنبؤات يومية بالطقس، وأخرى تتعلق بالظواهر الجوية القاسية بنحو أفضل من برامج الذكاء الاصطناعي الأخرى.
وزعمت جوجل أن نموذج GenCast يتفوق أيضًا على أفضل أنظمة التنبؤ الحالية التي يديرها المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدى (ECMWF).
وفي اختبارات للمقارنة شملت توقعات لمدة قدرها 15 يومًا في عام 2019، تفوق نموذج GenCast من ناحية الدقة على نظام المركز الأوروبي بنسبة قدرها 97.2% في المتوسط، مع تحقيق دقة أعلى بنسبة قدرها 99.8% في مدد التنبؤ التي تزيد على 36 ساعة.
وقال ريمي لام، كبير العلماء في برنامج التنبؤ الجوي في ديب مايند، في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز: “أشعر ببعض التردد في قول هذا، لكن الأمر يبدو وكأننا حققنا تقدمًا يعادل عقودًا من العمل في عام واحد فقط. إن التقدم الذي نشهده مذهل للغاية”.
ويعتمد GenCast على نموذج الانتشار، وهي التقنية ذاتها التي تستخدمها أدوات جوجل المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، وقد دُرّب هذا النموذج باستخدام بيانات مناخية عالية الجودة جمّعها المركز الأوروبي ECMWF على مدى 40 عامًا.
ويتميز النموذج الجديد بقدرته على تقديم توقعات احتمالية، مما يعني أنه يحدد نطاقًا من الاحتمالات مُعبرًا عنها كنسب مئوية، مما يجعله أكثر دقة من النماذج الحتمية التقليدية.
ومن اللافت في GenCast أنه يتطلب قدرًا أقل بكثير من القدرة الحاسوبية مقارنةً بالنماذج التقليدية الأخرى؛ إذ يحتاج نموذج يعتمد على الحوسبة التقليدية إلى ساعات من العمل باستخدام الآلاف من المعالجات لإنتاج توقعاته، في حين يمكن للنموذج الجديد مع وحدة معالجة Tensor Processing Unit (TPU) من جوجل إنتاج توقعات لمدة قدرها 15 يومًا في غضون 8 دقائق فقط.
ومع هذا التقدم، يعاني نموذج GenCast بعض التحديات، خاصةً في توقع شدة الأعاصير. لكن فريق ديب مايند أعرب عن ثقته بإمكانية التغلب على هذه العقبات قريبًا.
وفي إطار تعزيز الشفافية والتطوير، أعلنت جوجل إتاحة GenCast كنموذج مفتوح المصدر، مع توفير الشفرة المصدرية له عبر منصة GitHub. كما ستصبح توقعات GenCast جزءًا من خدمة Google Earth قريبًا.
وتُعد هذه الخطوة نقطة تحول في مجال توقعات الطقس والتنبؤات الجوية، مما يفتح آفاقًا جديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مواجهة تغير المناخ، وتخفيف حدة الكوارث الطبيعية.