كشفت القمة العالمية لطاقة المستقبل في أبوظبي اليوم عن توقعاتها بتحول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى ثاني أكبر سوق للمحللات الكهربائية في العالم بحلول 2040، بفضل مشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر المستدام من الطاقة الشمسية.
وجاء ذلك بعد تقرير آفاق الطاقة الشمسية لعام 2023 الذي قدمته دينيزا فاينيس، الأمينة العامة لجمعية الشرق الأوسط لصناعات الطاقة الشمسية، أمام الحضور في منتدى الطاقة الشمسية والطاقة النظيفة، وهو أحد الفعاليات الستة التخصصية التي يتضمنها برنامج القمة.
كما أشارت فاينيس إلى الإمكانيات الإنتاجية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي يمكن أن تصل إلى 20 في المئة من إنتاج الهيدروجين الأخضر عالميًا، والتي يمكنها أيضًا تحويل المنطقة إلى مركز رئيسي لسلاسل التوريد بفضل موقعها الجغرافي المتميز بين قارتي آسيا وأوروبا.
ويدعو التقرير أيضًا مطوري الطاقة الشمسية الكهروضوئية ورواد الأعمال لمحاولة الوصول إلى تعريفات جمركية منافسة وتخفيض استهلاك التبريد، من خلال تعزيز كفاءة الطاقة وتطبيق أنظمة إدارة المباني.
وفي إطار تسليطها الضوء على مخاطر ازدياد استهلاك الطاقة في مجال التبريد، قالت فاينيس: “يؤدي المناخ المشمس على مدار العام في الشرق الأوسط إلى زيادة استهلاك الطاقة في مجال التبريد، ما يرفع مستويات الانبعاثات الكربونية في المنطقة، ومن المتوقع أن يتضاعف الاستهلاك المخصص للتبريد بمقدار ثلاثة أضعاف بحلول عام 2050”.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
ويُعد هذا التقرير عاشر إصدارات الجمعية، ويشير إلى إمكانية المساهمة الكبيرة لقطاع المركبات الكهربائية في تعزيز اقتصاد المملكة العربية السعودية، مع التحديات التي تواجه اعتماد المركبات الكهربائية في الشرق الأوسط، وخاصةً فيما يتعلق بتوافر البنية التحتية المناسبة واختبارات الطقس الحار. وتسلط الجمعية الضوء على خطط المملكة الطموحة في تصنيع المركبات الكهربائية، وتقدر سعتها الإنتاجية بنحو 350 ألف مركبة، مما يحفز الجهود الرامية إلى تأسيس قطاع طموح يهدف إلى إيجاد مزيد من فرص العمل وتنويع الاقتصاد.
كما يشير التقرير إلى أهمية إدارة الأصول عن طريق المسح باستخدام الطائرات المسيرة، والتنظيف باستخدام الروبوتات، ورقمنة الصيانة والعمليات، والتركيز على آراء الخبراء والنقاط الأساسية حول الفرص والتحديات الخاصة بكل دولة. ويتناول التقرير أيضًا باختصار الدول التي تعاني من نقص في مجال الطاقة الكهربائية، ويحدد نقاط الضعف التي يمكن تحويلها إلى فرص للأعمال عالية المخاطر.
كما بينت فاينيس أن المنطقة “تشهد بداية مرحلة جديدة من ازدهار الطاقة الشمسية”، مع إشارتها إلى تحرر المرحلة الجديدة من الشكوك التي طُرحت في الماضي حول صلاحية الطاقة الشمسية وجودتها. موضحةً: “أثبتت الطاقة الشمسية قدرتها على منافسة حلول ومنتجات الطاقة الأخرى فيما يتعلق بالتكلفة وسعر الكهرباء، مما أسهم في نموها المرن والسلس حتى مع الظروف الحديثة غير المستقرة لسوق الطاقة واستمرار انخفاض أسعار النفط والغاز. ولطالما تميزت الطاقة الشمسية عن التقنيات الأخرى بإمكانية استخدامها لتناسب جميع الاحتياجات بدءًا من التطبيقات السكنية وصولًا إلى استخدامها في مجال تطوير المرافق. كما ساهمت هذه المرونة الكبيرة في استخدام الطاقة الشمسية في تلبية المتطلبات المتعلقة بالطاقة مثل مجالات النقل الكهربائي وإنتاج الهيدروجين الأخضر، حيث يقدم النقل الكهربائي وتنامي حلول تخزين البطاريات حلولًا متكاملةً مع إمكانيات الطاقة الشمسية، والتي تساعد على تسريع وصولنا إلى تحقيق الحياد المناخي في المستقبل عند استخدامها بالشكل الأمثل”.
وتشير فاينيس إلى أن خبرات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تركيب واستخدام مرافق الطاقة الشمسية أدت إلى بروز مساعٍ جديدة لزيادة إنتاج الطاقة وتعزيز كفاءة عمليات القطاع بالاستفادة من التقدم التقني، وقالت عن ذلك: “أدت الاعتبارات الحديثة والمهمة في مجال إنتاج الطاقة الشمسية إلى ظهور تطبيقات جديدة، مثل: الروبوتات والذكاء الاصطناعي والطائرات المسيرة وتقنيات التصوير، بهدف تعزيز كفاءات الطاقة الشمسية. كما تشهد تقنيات الطاقة الشمسية والكهروضوئية تطورًا مستمرًا لتعزيز كفاءة الخلايا والمنظومات المستخدمة في هذا المجال. وتشير التوقعات إلى ازدهار التقنيات الجديدة غير الرائجة حاليًا، مثل الوصلة غير المتجانسة والبيروفسكايت، لتسيطر على التوجه العام في القطاع بعد دراستها عن كثب بهدف تحديد مستوى الكفاءة الذي يمكن أن تضفيه على الخلايا الشمسية في المستقبل”.
وأشارت آر إكس الشرق الأوسط، الشركة المنظمة للقمة العالمية لطاقة المستقبل، إلى الرؤية الإيجابية التي يحملها تقرير جمعية الشرق الأوسط لصناعات الطاقة الشمسية بشأن الإمكانات الغنية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجال الطاقة الشمسية.
وبدورها، قالت لين السباعي، رئيسة القمة العالمية لطاقة المستقبل والمديرة العامة لشركة آر إكس الشرق الأوسط: “تستعد المنطقة لزيادة كبيرة في الاستثمارات الخاصة والعامة في بنيتها التحتية للطاقة الشمسية، والتي تؤدي دورًا متناميًا في مجال الطاقة المستخدمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأثبتت المملكة العربية السعودية وجود إمكانيات استثنائية في هذا المجال من خلال عزمها تحويل مدينة نيوم، التي تعمل على تطويرها اليوم، إلى أول مدينة في العالم معتمدة بالكامل على مصادر الطاقة المتجددة، ولا سيما الطاقة الشمسية. وتشير التوقعات البارزة في منتدى الطاقة الشمسية والطاقة النظيفة إلى مستقبل مشرق وواعد للقطاع”.
وتستضيف شركة مصدر القمة العالمية لطاقة المستقبل في إطار فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، الذي يشكل منصةً رائدةً لدعم الجهود العالمية في تحقيق الاستدامة وتعزيزها، والذي يُقام للمرة الأولى بالتعاون مع شركة الطاقة والمياه إينووا.